السير في الاتجاه المعاكس ..
أتساءل باستمرار، لماذا كل هذا التركيز على توفير المواد الغذائية ومحاربة الاحتكار ورفع الأسعار في شهر رمضان؟!. إننا بهذا المنطق نفرغ شهر الصيام من أبعاده وأهدافه. بل نسير ضد الغاية التي جاء من أجلها ونحوّل الصوم من فريضة لها حكمتها ومراميها إلى مجرد شهر للاستهلاك. بهذا التركيز نختصر الشهر الفضيل في الأكل والشرب، بهذا المنطق نسهم في جعل رمضان شهر للتبذير. فهل يجوز لنا بعد ذلك أن ننتقد شجع التجار برفع الأسعار ونعيب لهفة الصائمين وغير الصائمين على اقتناء كل شيء.
الأرقام تحدثت العام الماضي عن رمي الجزائريين لأكثر من 160 مليون خبزة مختلفة الأوزان والأحجام في المزابل وسلة الفضلات !. ورمي أكثر من 40 طنا من اللحوم في هذا الشهر فقط!. وأكثر من 160 طنا من مختلف الفضلات (خضر وفواكه وعجائن...)!. مؤسف أن يتم كل هذا التبذير في شهر فرض من أجل الاعتبار وحكمة الصوم للإحساس بجوع وفقر الآخرين. بكلمة واحدة إننا نتصرف في الاتجاه المعاكس لما جاء به رمضان.