جبهة سعداني ،،
الآفالان فازت بـ 26 مقعدا، وإذا التحق المتمردون أو المتحالفون المنشقون عن أحزابهم قد ترفع حصيلة مقاعدها إلى 28 أو 30 مقعدا.
الملاحظ أن سعداني وعد وتوّعد. وحقق أهدافه الانتخابية. و" هزم " خصومه من أبناء الجبهة أولا، ثم الذين تنبأوا بيوم أسود للآفالان من خارج الحزب العتيد، حتى لا أقول أسكتهم بقوة الصندوق وما أسفر عنه التجديد النصفي.
وأن ترفع عدد المقاعد من 16 إلى 26 (حاليا) في مجلس الشيوخ، هذا أمر ليس بالهيّن. سيما وأن العواصف داخل جبهة التحرير، والانقسامات المتتالية من بلعياط إلى عبادة، والطريق الثالث الذي قاده الراحل بوحارة ... إضافة إلى التمردات داخل القسمات والمحافظات، كلّها مؤشرات لو لم تكن حدثت لأسهمت في تحقيق الاجتياح الشامل لحزب الأغلبية. فماذا لو توحّد أبناء الأفالان وتجاوزوا خلافاتهم وصراعاتهم وحساباتهم ؟.
قد نختلف مع سعداني، وقد لا نختلف .
قد نشاطر خطاباته وتصريحاته. وقد لاتعجبنا ونرفضها. لكن منطق الأرقام والنتائج، أثبتته الأيام، على أن الرجل على دراية وعلم مسبق بسيرورة وصيرورة الأحداث السياسية. ويجعلنا ندرك بأن الأمين العام أحسن تسيير الجبهة في الطريق الذي رسمه بنفسه ولنفسه أو رسم إليه.
وفي الحالتين تمكن من تسيير الآفلان بطريقة تؤكد بأن الذين كانوا يصدّعون رؤوسنا بأن نهاية سعداني قربت. وأنها مسألة أيام وأحيانا ساعات، لم تكن في الحقيقة سوى نقيع غبار يثار هناك وهناك، ومجرد بيانات صحفية ترسل بالفاكس أو تصريحات للاستهلاك الإعلامي والصخب السياسي. لأن ابن سوف أثبت أنه أقرب إلى ما - يجري- داخل قواعده حتى لا أقول أقرب إلى مناضليه،وهو من يعرف ماداخل البيت من توجهات.
والذين يتحدثون عن أن الرجل كان مدعوما من موازين في الظل، نقول أن الجبهة كانت على مرّ الأزمنة مدعومة من موازين الظل والعلن.
والشاطر أو السياسي المحنّك هو الذي يحسن إدارة الأزمات والظروف الممكنة. ويحسن لعب الأوراق المتاحة والتحكم في أصوات أتباعه و " تبريد" غضب إبعادهم من الترشح أو إقصائهم من القوائم. ماعدا ذلك فكلام جرائد.