حرية التعبير بمفهوم.." فالسي"
لم يجد المخرج الفرنسي فرانسوا مارغولين من طريقة أخرى غير اللجوء إلى العدالة لرفع المنع عن عرض فيلمه "سلفيون". المخرج صبّ غضبه على الوزير الأول مانويل فالس الذي ساند قرار منع عرض الفيلم الذي أثار جدلا كبيرا واعتبر موقف فالس مثيرا للسخرية والشفقة. الفيلم الذي هو إنجاز مشترك مع المخرج الموريتاني، يتناول بجرأة بالغة إشكالية التطرف من خلال رصد تصرفات وسلوكات وممارسات حركات سلفية وسلفيين في عديد الشواهد داخل المساجد بما في ذلك الفرنسية. واعتبر المخرج مارغولين أن الفيلم هو دعوة إبداعية وفنية لفهم ومعالجة انتشار ظاهرة السلفية التي اكتسحت العالم، أكثر من ذلك فإن الفيلم من خلال إعطاء الفرصة للسلفيين بالتحدث هو تشخيص دقيق للظاهرة بلسان أهلها. ومن الغباء ـ كما يقول ـ مارغولين دس الرأس تحت الجناحين فيما يشبه التستر عن واقع. فهذا خطأ فظيع. المخرج أدان قرار المنع واعتبره تسترا عن الواقع. والمهم بالنسبة للمبدع أوالمخرج هو عدم تزييف الواقع وليس الجزم أنها حقيقة أم لا ؟. والأغرب في الأمر كما يضيف المخرج هو هذا "التحالف" بين وزارة الداخلية ووزارة العدل الفرنسية في منع عرض الفيلم. وأن تحديد السن المسموح به لمشاهدة الفيلم هو في حد ذاته مصادرة لحرية الرأي والفكر والتعبير. أكثر من ذلك يؤكد فرانسوا مارغولين فإن حرية التعبير في فرنسا تراجعت خلال 15 سنة الأخيرة وأن حكومة فالس تستغبي المشاهد والجمهور ونصبت نفسها وصية على ما يليق به وما لا يليق؟!.