ستكون الجزائر مقبرة لـ"داعشهم "

العربي ونوغي العربي ونوغي

حاولوا أمس إعادة تيقنتورين ثانية. لكّنهم فشلوا. وفرّوا خاسئين. كما فشلوا في الأولى. وسيفشلون كلّ مرة. إنّي أتحدّث عن محاولة إستهداف مركب خريشبة النفطي ( بين المنيعة وعين صالح ) في هجوم إرهابي. المعتدون حاولوا قصفه من بعيد بقاذفات. هجوم لم يكرّس إلا خيبتهم. لأنّ ردّ الجيش كان سريعا. وأكّد يقظته واستعداده الدائم. 

قد لا تكون المحاولة الأخيرة. الذين يخطّطون ويمسكون ويحرّكون خيوط الإرهاب بالتأكيد سيحاولون مرّات أخرى. ويحاولون بكل الطرق والأساليب جرّ الجزائر إلى مستنقع "ربيعهم" العربي. وزعزعة استقرارها. لم يحملوا ولن يتحمّلوا أن تنعم الجزائر بسكينة واستقرار في محيط مشتعل ؟. المتواطئون لم يخفوا أحقادهم و«غيرتهم". ألم يتوعّدونا ويهددّونا في اجتماع رسمي بأن ندفع الثمن غاليا إذا لم نتبع "ملتهم" وننفذ ما يملوه علينا دون تردّد أو نقاش ؟. أي نقبل ونزكي ما يقرّرون دون نقاش. يعني أن نكون قطيعا يساق إلى أين يشاؤون. هم بالتأكيد مخطئون. وسيخطئون على الدوام. ببساطة لأنّهم أخطأوا العنوان. أو تشابه عليهم البقر بلغة القرآن. فلم يعودوا يفرقون بين الجزائريين وغير الجزائريين ؟. فراحوا يساوون بين الذيل والأنف. وهل يستوي الأنف بالذنب ؟. نحن الجزائريين تنام أعيننا عن ملء شواردها ويسهر القوم والأعراب والإرهاب من جراها ويختصمون كما يقول المتنبي. نحن الذين اختارنا الله موعظة للعالمين على أنّنا لن نقبل أن نكون مع "الواقف" أو نساق كالقطعان إلى موارد الغدران. لأننا ببساطة ألفنا الشرب من زلال الماء وإن كان باردا. لأن أنفتنا وعزّة نفسنا وكرامتنا وتاريخنا يأبى علينا أن نكون تبعا. فما بالك أن نكون تُبَّع ( بضم التاء وفتح الباء والعين) تبع. 

أعود إلى محاولة تفجير مركب خريشبة لأقول إن تحذيرات وزارة الدفاع الأخيرة. وكذا وزارة الداخلية التي دعت إلى اليقظة من مخططات إرهابية تستهدف بلادنا... هي تحذيرات جدّية. تستلزم من كل المواطنين الحيطة والحذر. وإن اقتضت الظروف والمستلزمات والواجب الوطني فكلنا فداء الوطن دون تردد أو إنتظار. لكن بعض الذين ألفوا إلباس كل شيء بالسياسة. ولم يتعظوا من فتنة التسعينات. يشككون في كل شيء. يزرعون الشك عن جهل أو لغاية في نفس يعقوب على أن السلطة "تهول" الأمور وتعطي صورة مخيفة عن الوضع الأمني متعمدة ذلك لتغير اهتمامات المواطنين وتلهيهم عن أوضاعهم وانشغالاتهم ؟.. هكذا شككوا في مجازر التسعينات وطامة الفتنة. ورددوا مع عواصم التواطؤ : " من يقتل من ؟ " إلى أن تصيدهم الإرهاب فيمن تصيد. فهل يجب أن ندس رؤوسنا تحت أجنحتنا كالنعام ؟. ولا نكترث بمخططاتهم وما يكيدون لنا سرا وعلنا. حتى يتمكّنوا من رقابنا ومنا جميعا ؟. 

إن ظلم ذوي القربى أشدّ مرارة من الذين لا يحبّون لنا الخير والإستقرار. نحن نعرفهم وندرك جيدا مخطّطاتهم. لقد جربوا مرارا ومرارا. لكن بالتأكيد هم يدركون أيضا أن الجزائر كانت مقبرة لكل الجماعات المسلحة. المأمورة وغير المأمورة. من "الميا" و«الفداء" و«الباقون على العهد" و«الموقعون بالدماء" و«الذئاب المنفردة" والتي نشطت في قطعان... إلى "الجيا" و«الجياس بي سي" إلى غيرها من الجماعات التي خرجت عن شعبها بحسابات وأهداف. أحيان كثيرة كانت تجهل حتى خلفياتها ومدبريها. نعم. لن تخيفنا "داعشهم" وستكون الجزائر كالمعتاد مقبرة لمخططاتهم وأذنابهم وأتباعهم. لن نغيّر جلودنا كما تفعل الحرباوات البشرية. ولن نغير مبادئنا كما يفعل الذين لا مبدأ لهم أو تاريخ.