ضياع وصمت !
يتواصل إضراب أساتذة التعليم الابتدائي، ومصير التلاميذ سائر نحو المجهول والأولياء حائرون، لكن أطراف الأزمة صامتون! لماذا اختيار هذا الظرف بالذات لطرح مشاكل والبلاد تمر بأزمة أعقد وأصعب لأن الأمر يتعلق بمصير بلاد بكاملها؟
قد يقول قائل إن المطالب قديمة،، إذن لماذا الصمت طيلة أشهر والاستيقاظ عشية الاختبارات،، أليس ذلك استهدافا مباشرا للتلاميذ؟
ثم لماذا هذا الصمت الرهيب لوزارة التربية؟ كان الأجدر فتح باب الحوار، أو على الأقل إطلاع الرأي العام على حقيقة المشكل.. إن كانت هناك مطالب مشروعة فليتم الإقرار بها ودعوة الأساتذة المضربين إلى التريث إلى ما بعد الرئاسيات وتشكيل حكومة جديدة من شأنها التكفل بمطالبهم، وإذا كان الأمر غير ذلك، فيجب إعلام الأولياء والرأي العام عموما بأن هذه المطالب غير مشروعة ولا يمكن تلبيتها.
نقول هذا لأن الإصرار على مواصلة الإضراب وصمت الوصاية، لا يخدم قطاع التربية ولا التلاميذ ولا حتى الأولياء الذين تحولوا، تحت ضغط الظروف، إلى أساتذة في البيوت، حيث حفظوا الدروس وحلول التمارين وأصبحوا جاهزين للامتحان بدل أبنائهم بعد أن تخلى عن هذه المهمة من هم أولى بالتكفل بها.
فإلى متى يبقى مصير التلاميذ مرهونا برهانات وحسابات ”الكبار”؟.