لا فرق بين قطع الشجر وقطع رؤوس البشر
يحتفل الجزائريون غدا على غرار شعوب العالم باليوم العالمي للشجرة.
رغم الاحتفالات، ورغم القرارات والبرامج الجميلة للتشجير، ورغم المناسبات التي تتكرر كل عام مع زراعة الشجر، إلا أننا للأسف لم نغط كل أرضنا بالنبات ولم نوقف زحف الرمال التي وصلت كثبانها أبواب ومداخل الشمال بسهوله ومروجه، بل اتسعت مساحات الجدب والبور، ولم نستطع تحقيق الاكتفاء من الحطب... أكثر من ذلك، تتواصل عمليات قطع الأشجار دون هوادة، ونحرق صيفا ما زرعناه ربيعا. لذلك إن عمليات التشجير يجب أن تخرج من منطق المناسبة والفلكلور لتصبح سلوكا ممارسا بتلقائية وعفوية يومية. يجب أن تصبح حملات التشجير "فرضا" ولا أقول قانونا فقط. فماذا لو يزرع كل جزائري شجرة؟. وأن يتكفل الأولياء بزراعة أشجار بعدد أبنائهم القصّر؟. يعني أن نزرع 40 مليون شجرة مثمرة وغابية لمدة خمس سنوات فقط؟. يعني بمطلع مارس 2021 نكون قد زرعنا 200 مليون شجرة. ويكفي أن نحمي منها النصف من قطّاع الشجر ومن الحرائق والرعي الفوضوي. ألن نصبح بلدا مصدرا للخشب؟. ناهيك عن حماية البيئة والمناخ.
في انتظار هذا الحلم الجميل، علينا أن نلزم كل جزائري بزراعة شجرة كل سنة وحمايتها تماما كرعاية الأطفال. وعلينا أن نشدد العقوبات في حق قطّاع الشجر تماما بمقياس قطّاع رؤوس البشر.