20 أفريل كان كفرا ؟!
قال الأستاذ فراد في حوار تنشره “المساء” في هذا العدد : أن “شطحة“ الانفصال ولدت في مخابر كولونيالية. وأنها استغلت أخطاء سياسية وفراغات قانونية متراكمة. وعلى الخصوص أيام مرحلة الفكر الأحادي لتترعرع وتنشط وتصطاد “ضحاياها” ولا أقول أتباعها أو أنصارها.
مشكلتنا في الجزائر – وعلى الخصوص في المجال السياسي – أننا نتصرف في الوقت البدل الضائع غالبا.
وأحيانا بعد صفارة الحكم. كثير من الأزمات كان بالإمكان تفاديها منذ الوهلة الأولى. والحيلولة دون وقوعها وتطوراتها وتشعباتها ومن ثمة تعقيداتها. إن منطق “انتظر ولاحظ” (وايت أند سي / باللغة الأنجليزية ) ليس دائما مفيدا في تعاطي السياسة أو في إيجاد الحلول. يجب التحرك في الوقت المناسب للحيلولة دون تعقيدات هذه القضية أو ذلك الملف. كل تماطل أو تردد قد يؤدي إلى “كرة الثلج “.
أطرح أسئلة: ماذا لو أقرت التعددية اللغوية وتم الاعتراف بالتنوع الثقافي الذي هو ثراء للموروث الثقافي وللهوية الجزائرية برمتها. وأدرجت الأمازيغية منذ أول دستور في البلاد ؟ هل كنا شهدنا وعشنا أحداث الربيع الأمازيغي وأحداث العروش... ماذا لو اعتمدت التعددية الحزبية وإرساء ديمقراطية فعلية منذ الاستقلال: هل كنا ندخل في أزمة 1963 وأزمة 1967 وانفجار 1988 ... ؟
يمكن تعدد الأمثلة على أننا كثيرا ما نتردد في اختياراتنا وفي حسم قراراتنا في تسوية بعض الملفات . ثم تفلت الحلول من بين أيدينا أو تتعقد ثم نجد أنفسنا مجبرين على الدخول في منطق الحسابات والتفاوض والتنازل “لإطفاء “ فتيل يجب الإقرار بأننا أسهمنا نتيجة تردداتنا في تضخيمه ؟!. كذلك الشأن بالنسبة لاختياراتنا الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والتعليمية... أردت أن أقول بأن كثيرا من الأزمات تنجم أساسا على أننا لم نستشرف تطوراتها أو أننا لم نأخذها مأخذ الجدية في بدايتها حتى لا أقول “استصغرناها”.
أتذكر أيضا تلك المعارك التي خاضها أبناء الحركة الثقافية الأوراسية في باتنة من أجل تسمية مطار باتنة باسم مطار “مدغاسن” . فأتهم المطالبون ووصفوا بأبشع الأوصاف والنعوت !؟. وهل تجرأ أحد على تنظيم ملتقى للقديس سانت أوغيستان قبل مجيء الرئيس بوتفليقة ؟!. الجواب لا أحد . ربما لو أقدم مواطن أو مسؤول على ذلك لاعتبر كافرا وعميلا ووو... لأننا في بلادي تعودنا على أن أسرع القرارات هي التخوين والتكفير وكل الاتهامات والأوصاف التي كانت سببا في كل الأزمات وفي كل الانحرافات ومظاهر التطرف والانغلاق.
وأمام الانغلاق يدفع المناضلون وأصحاب المطالب العادلة إلى منطق الدهاليز والتحرك خلف الأضواء. مع أن الحكمة تفرض أن يتحرك الجميع تحت الأضواء. لأن الشمس تشرق على الجميع. والجزائر تكفي الجميع وإرث مشترك لكل الجزائريين.