2020 عام الأمل والتجديد
يستقبل الشعب الجزائري سنة 2020 وقد أصبحت الأزمة السياسية التي عاشتها البلاد وراء ظهره، إلا من بعض الأعراض التي تصاحب فترة النقاهة يعد الشفاء من الأمراض.
كما ودع سنة 2019 التي كانت مفصلية في حياة الأزمة، حيث لعب فيها الشعب من خلال حراك 22 فيفري 2019 دورا هاما لم يسبق أن عاشته الجزائر من حيث الوعي والتجند والإصرار على التغيير والسلمية ووضع الأصابع على الجروح التي أنهكت الدولة وأحدث أكثر من نزيف في خيراتها ومقدراتها...
فقد ساعد الحراك السلمي الجيش الوطني الشعبي الذي أعلنت قيادته من الوهلة الأولى شرعية مطالبه والتزمت بمرافقتها حتى تحقيقها كاملة في الإطار الدستوري، كما أكدت تمسك الجيش بمهمته الدستورية لحماية الوطن والشعب فأسقطت المؤامرات الداخلية والخارجية التي حاولت زرع الفتنة في البلاد والزج بها في صراعات لا تحمد عقباها لإنهاك الجيش وإضعاف تماسكه لكن حكمة قياده وعدم انسياق الشارع وراء هذه المخططات الشيطانية التي أراد مهندسوها أن تخدم مصالحها الشخصية والفئوية أو حتى مصالح جهات أجنبية ظلت تتربص بالجزائر الدوائر.
وإذا كانت لسنة 2019 انعكاسات سلبية على الملفات الاقتصادية والاجتماعية، فهي من باب الضرر الأصغر الذي لابد منه لدفع الضرر الأكبر ألا وهو انزلاق الجزائر في منحدر الإفلاس والفوضى والدمار الذي أرادت لها ”العصابة” أن تقع فيه.
وأما وقد ودعنا سنة 2019 بإنجاز سياسي ودستوري هام يتمثل في انتخاب رئيس جديد للجمهورية بكل حرية ونزاهة وشفافية، ودعناها أيضا بكرب أصاب الجزائر بفقدان أحد أبنائها المخلصين المجاهد القائد الفريق أحمد قايد صالح رحمة الله عليه، الذي شيعته ملايين الجماهير تقديرا لجهوده في الحفاظ على وحدة البلاد وشعبها وأرواح أبنائها أثناء التجمعات الشعبية لما يقارب العام ووعد ألا تسيل قطرة دم واحدة مادام على رأس هذه المؤسسة العسكرية، سليلة جيش التحرير الوطني، فدخل بذلك التاريخ من بابه الواسع بعد أن كان من صانعي تاريخ الجزائر المعاصر مجاهدا ضد الاستعمار الفرنسي ومجاهدا في بناء مجد الأمة بعد الاستقلال، فكان له بذلك فخر شهيد الجهادين.
وأما ونحن نستقبل العام الجديد (2020) بهذه الإنجازات وبهذه الروح الوطنية بالرغم من اختلافاتنا السياسية ومقاربتنا الفكرية والإصلاحية، فنحن مدعوون جمعيا إلى الاستثمار فيما تحقق للشعب (بفضل انتفاضته لتصحيح مسار الأمة، وبفضل وعيه وخوفه على مستقبله) للعمل على توفير عوامل تحقيق الأمال وآليات التجديد لبناء جزائر ديمقراطية شعبية مزدهرة، يتحقق فيها الاكتفاء الذاتي في جميع المجالات حتى لا ترهن قرارها لهذا الطرف أو ذاك، وهذا لا يتحقق إلا بسواعد أبنائها من القاعدة إلى القمة وبالإرادة السياسية للقيادة العليا للبلاد التي أعطيت تفويضا شعبيا شرعيا قد يكون الأول من نوعه في تاريخ الجزائر المستقلة.
فليكن عام 2020 عام الورشات الكبرى السياسية والفكرية والإقتصادية والإجتماعية التي ترسم خط مسار الجزائر كما أراده لها الشهداء وكل عام والأمة الجزائرية في أمن وأمان وازدهار.