30 مارس : بداية التعددية الفعلية
سعداني جمع حول مبادرته 40 حزبا من كل التوجهات والأوزان وأكثر من 1000 شخصية وطنية .
سيلتقون يوم 30 مارس في القاعة البيضاوية . مبادرة للالتفاف حول رئيس الجمهورية ودعم إصلاحاته .
في " التعاضدية " وفي نفس اليوم . تلتقي أحزاب التنسيقية مع 30 حزبا وعديد الشخصيات من صف المعارضين الذين يرفعون مطالب التغيير . ويريدون بدء كل شيء من الصفر أو تقريبا كذلك . وهم جميعهم أيضا من الذين خرجوا أو أبعدوا من الحكم في فترات متتالية . وعدد كبير منهم أيضا تربى في جبهة التحرير . وناضل فيها عمرا طويلا . ثم اختلف معها وخرج منها أو عليها .
يعني ببساطة أن أحزاب الحكم وأحزاب المعارضة تلتقي في نفس اليوم . ولو في مكانين مختلفين وببرنامج وأهداف مختلفة .
من داخل الوطن . فإن الأمر يبدو " تصعيدا " بين الطرفين . واستعراضا للقوة . لكن الذين ينظرون من خارج دوائر الموالاة والمعارضة وبحيادية لهذين التجمعين السياسيين الشعبيين ( بقطع النظر عن دوافع التحرك والتجاذب ) فإن ما يحدث هو فعلا من صميم العمل السياسي والنشاط الحزبي . بل ربما حقيقة أننا بدأنا ندخل مرحلة التعددية الفعلية ولأول مرة منذ إرساء التعددية الحزبية في 1989 .
لأن ما كنا نشهده كان ناجما عن الفوضى وغياب السلطة أو تمييعها .
إذ لا بد من وجود سلطة قوية حتى نزن المعارضة . أو نتحدث عن قوة المعارضة . لا حاجة لنا بسلطة ضعيفة . و لا حاجة لنا بمعارضة ضعيفة . لذلك نحن نعتقد جازمين – حتى إن كان ما سأقوله لا يرضي البعض . فأنا لا أكتب لأرضي فلان أو علان – أقول نحن نعتقد جازمين بأن الجزائر لم تعرف سلطة أقوى مما هي عليه السلطة الحالية بكل المقاييس والمعايير والانسجام . وهذا شيء مطمئن للنفوس وعاملا لاستقرار الوطن عموما وليس كما يعتقد البعض .
بقي على المعارضة أيضا أن تتخلص من بعض الشوائب والخطابات التي لم تعد تساير المرحلة الجديدة من التطورات والتحولات المتسارعة التي تشهدها الجزائر في كل المجالات والقطاعات . الجزائر لا تعيش بمنأى عما يجري حولها من تطورات وتحديات وحتى مخاطر . مثلا إن الخطابات التي تقلل من حقيقة تأزم الأوضاع الأمنية على حدودنا هي خطابات أقل ما يقال عنها هي خطابات تجانب حقيقة الواقع وحجم المخاطر . ثم إن الذين مازالوا يشنون حربا تمييزية بين القطاع العام والقطاع الخاص هم أيضا عليهم مغادرة المحطة . لأن القطار مر قبل أن يقتطعوا تذاكر الركوب . كان حريا بهم اقتطاع التذاكر قبل مروره .
لا أملي شيئا على ما يجب أن تفعله السلطة . ولا أحشر نفسي في مسعى المعارضة . أقول إن قوة السلطة واضحة ولا تحتاج إلى دليل إثبات. وعلى المعارضة أن تطرح بدائل سياسية واقتصادية تخرجها من أسلوب النضال المألوف . وأن تفتح جسورا للحوار مع السلطة . فرفض كل شيء يأتي من السلطة مباشرة جملة وتفصيلا ليس الخيار الأمثل . أو الأسلوب الأنجع لممارسة السياسة . فهذا يفتح بابا " لتجار السياسة " والمنتظرين عند الباب ( .... ) . ماعدا ذلك فسيتصيدها النظام ( أي المعارضة ) فيمن تصيد . كما يقول المتنبي .
بقي أن أقول إن تجمع القاعة البيضاوية . وتجمع التعاضدية ( مزافران 2 ) سيجمعان جزائريين يختلفون في المواقف السياسية . وعليه فهم خصوم سياسيون ولا يجب أن ينحرفوا إلى مفهوم الأعداء .
وإذا اعتبرنا فعلا أن 30 مارس القادم سيكون بداية ومنطلقا فعليا لتعددية حقيقية فإن هذا أيضا سيسجل ضمن إنجازات الرئيس بوتفليقة السياسية .
هو نفسه طالب بهذا مرارا .