إلى الذين لم يفهموا غزوة الجيش في .. ڤمار
بيان الجيش: قضت مفرزة مشتركة للجيش والدرك في 10 مارس ليلا على مجموعة إرهابية (ثلاثة إرهابيين) يقودهم أميرهم (ع.ك) الذي التحق بالعمل المسلح عام 1994 بقمار ولاية الوادي والمكنى أبو حاتم عبد الرحمان... انتهى ما اقتبسنا من البيان لغاية في نفسنا نكشف عنها فيما يلي:
في الجانب الأمني ومكافحة الإرهاب – وللأسف – ارتبطت قمار ببداية العمل الإرهابي ودخول الجزائر دوامة ومستنقع سنوات الفوضى والجنون التي يطلق عليها الإعلام والسياسيون مصطلح “العشرية الحمراء” لكثرة ما سال فيها من دماء .. ودموع حارة أيضا لليتامى والأرامل والأمهات والشيوخ والنساء... بداية الانحراف الكبير. أوبداية الجنون، حدثت مع هجوم مسلح على ثكنة عسكرية في بلدية قمار في شهر جوان مع مطلع التسعينيات قبل الانتخابات التشريعية لعام 1991. الهجوم قاده رئيس بلدية لقب نفسه بالأفغاني (تبركا بالمسلحين الأفغان الذين كانوا يسعون إلى تحرير أفغانستان من قبضة الروس وأتباعهم وإقامة الدولة الإسلامية... لكن رغم كل المجازر المرتكبة والخسائر والدمار لم يضعوا “طوبة” واحدة إلى حد اليوم لبناء الدولة التي قتلوا شعبها وخربوا ونهبوا ودمروا حتى تراثها وتاريخها... كل ما أنجزوه هو أنهم أرجعوا شعبا وحضارة إلى أسفل سافلين باسم الدين وإقامة الخلافة؟!)، قلت في بداية الموضوع أن ما اقتبسته هو لغاية في نفسي، أردت أن أربط ذكرى هجوم جوان في التسعينيات مع الذين تم القضاء عليهم مساء السبت بقمار. المكان واحد بالتأكيد هو بلدية قمار، لكن الأمير “أبو حاتم” وجماعته الإرهابية ربما لم يدركوا أن الزمن والظروف تغيّرت. لقد استغل الذين هاجموا ثكنة قمار في بداية التسعينيات ظرفا مناسبا، فلا الجيش كان مستعدا لظاهرة الإرهاب ولا الجزائريون أنفسهم كانوا يتوقعون أن يخرج عليهم ضالون من بني جلدتهم بالقتل والاغتصاب والذبح والتشريد والإبادة ؟!، لكن اليوم، كل شيء تغير.
... الجزائريون أدركوا خطابات الفتن والبدع التي ساقتهم صاغرين إلى الجحيم، ولن يقبلوا الانسياق مجددا إلى مخططات المخابر الأجنبية.. الجيش أيضا تمرس في الميدان وتجهز بما لم يكن متوفرا له من إمكانيات مادية وتجهيزات عسكرية وكفاءات بشرية شابة وبات مدعوما من كل الجزائريين الذين أدركوا أخيرا بأن قوّتهم في اتحادهم وأن كل الخلافات والاختلافات وإن عظمت لها حلولها بين الجزائريين وبين الجزائريين وحدهم.
لذلك إن العملية النوعية للجيش الشعبي المدعوم بقوات الدرك والأمن في بلدية قمار الحدودية تحمل أبعادا عسكرية تؤكد جاهزية جيشنا الوطني ويقظته الدائمة من الحدود إلى الحدود. لكنها أيضا ومن حسن الصدف تحمل أبعادا ورسالة تفاؤل سياسي: لقد انطلق أول هجوم إرهابي على ثكنة عسكرية من بلدية مسالمة سكانها طيبون، جزائريون حتى النخاع، وظل ذلكم العدوان وصمة عار كتبت عليهم ظلما، كما كتبت على غيرهم في مناطق أخرى كثيرة من القارة الجزائرية التي شهدت مظالم واعتداءات الذين خرجوا عن شعبهم بشعارات وخطابات لم يأت الله بها من سلطان. لقد ندد “القماريون” وتبرؤوا من ذلكم العدوان على ثكنة تأوي أبناءهم. لذلك نقول إن “غزوة الجيش الوطني الشعبي” أمس تحمل رمزية الثأر لسكان قمار على الخصوص، ولكل الجزائريين عموما. لقد كانت أول عملية إرهابية من قمار، فهل سقوط “أمراء الموت” أمس الأول بنفس المدينة يحمل دلالة النهاية ... الأغبياء وحدهم لن يفهموا ما حدث أمس في قمار. إن العملية مكنت من استرجاع ترسانة حربية حقيقية للذين لا يعلمون. أو أولئك الذين يستهزئون ولم يستوعبوا ما الذي يحدث على حدودنا من عملية الوادي إلى عملية أقصى الجنوب في برج باجي مختار قبل يومين وقبلهما عمليات مماثلة في عين الدفلى وبلعباس والبويرة ومروانة وجيجل ... رسالة واحدة: نحن في 2016 ولسنا في بداية الأزمة حين يقود رئيس بلدية هجوما إرهابيا على ثكنة عسكرية بقمار ولو حمل اسم “الأفغاني” ؟!. أردت أن أقول “الخبر يجيبوه التوالى.. أسلم تسلم”.