الإعلام عماد حماية الوطن
أحيت الجزائر اليوم الوطني للصحافة وهي تواجه عدة تحديات داخلية وخارجية، يلعب الإعلام فيها - دون شك - الدور الحاسم من حيث الاستقصاء والإعلام والتحليل، باعتبار رجاله الأقرب إلى الأحداث وإلى صناعها والمتابعين لتطوراتها وتصور مآلاتها.
والإعلامي (الصحفي) بهذا المعنى متروك لضميره المهني، مسؤول أمام الرأي العام الذي يتوجه إليه ويتعامل معه، وفق أخلاقيات الصحافة المتعارف عليها عالميا، محصن بقانونها الذي يحميه من أي ضغوط مادية أو معنوية.
في هذا المعنى، جاءت رسالة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بالمناسبة لتؤكد حرية الإعلام ومنه حرية الصحفيين في ممارسة مهنتهم لا يضعون في اعتبارهم إلا الله (أخلاقيا) والوطن (واجبا) والقانون (حكما). عندما دعاهم لأداء دورهم وهم «في حماية الله والدولة والقانون».
وإذا كانت المجتمعات تعيش تعقيدات اجتماعية واقتصادية وسياسية والجزائر من هذه المجتمعات تعرف من جهتها، كما اعترف بذلك رئيس الجمهورية بكل أسف، «نقائص وآفات.. من بيروقراطية ومحسوبية ورشوة وانحرافات»، فإن محاربتها لا تكتمل ولا تؤتي ثمارها دون دور الصحافة والإعلام بتسليط الضوء عليها وكشفها للرأي العام الوطني مساهمة في التقويم وتعزيز دولة الحق والقانون.
ومساهمة الإعلام في عضد الجهود المبذولة لإرشاد المجتمع إلى الطريق الصحيح تبدو أكثر من ضرورية في محيط جهوي ودولي يتميز بالصراعات والأزمات المتعددة من إرهاب وجريمة عابرين للقارات يتغذيان من تهريب الأسلحة والمخدرات، ولتقوية جبهة التصدي لهذه المخاطر باليقظة والتجند.
وذلكم هو دور الصحافيين الذي يجب أن يقوموا به متجردين من ميولاتهم السياسية حماية للمجتمع من مؤامرات ومناورات سياسوية التي تكثر مع كل استحقاق سياسي هام تشهده البلاد.
إن حرص رئيس الجمهورية على أن يقوم الإعلام بدوره الوطني يبرره ما تعرف الجزائر من تحولات اقتصادية واجتماعية يفرضها الواقع الداخلي للبلاد والتكيف مع المحيط الخارجي الجهوي والعالمي الذي لا يرحم المجتمعات ذات الاقتصادات، غير ذات المردودية المبنية على الشعارات الجوفاء.
والجزائر التي عرفت انفتاحا إعلاميا غير مسبوق قدم رجالاتها تضحيات من أجل بقاء الدولة التي استهدفت في وجودها إبان العشرية السوداء، لا تقل عن تضحيات أسلافهم من أجل استقلالها من براثن الاستعمار الفرنسي الغاشم الذي أتى على الأخضر واليابس، فإن دورهم اليوم لا يقل أهمية عنه بالأمس البعيد والأمس القريب في خدمة البلاد بصدق وتفان.