التخلص من "عقلية الضرة"
بعض الإعلاميين وحتى السياسيين الجزائريين أبدوا امتعاضا من إعلان "رونو" توسيع استثماراتها في المغرب!؟.
لم أفهم سر هذا الامتعاض حتى لا أقول هذا الغضب. هذه "عقلية" يجب أن تختفي من مواقفنا. لماذا نلوم "رونو" على قرارها؟ فهذا استثمار. ومن حق كل مؤسسة أو دولة أن تستثمر أينما شاءت وأرادت، ونحن كذلك. لماذا يتصرف بعضنا بعقلية تشبه الغيرة من "الضرة" (الزوجة الثانية)!؟ ليس لنا أي "عقد" مع فرنسا وغير فرنسا غير عقود التعاون والتجارة والشراكة الاقتصادية. وهي من المفروض أن تكون عقود تفاوض ندية.
لكن البعض عندنا من الإعلاميين والسياسيين لم يتخطوا عواطفهم الذاتية. فلتستثمر "رونو" وغير "رونو" حيثما شاءت وفي أي بلد تريد. وعلينا نحن أيضا أن نستثمر ونبرم عقودنا ونقيم شراكتنا مع من نريد.
نحن في أسواق تنافسية. وعلينا أن نحسن الإغراء بتقديم امتيازات وفرص تستقطب المستثمرين، وليس انتقاد لماذا اختاروا غيرنا ولو كان جارا قريبا.
إذا كانت "رونو" قد اختارت المغرب أو غيرها فلا بد أنها وجدت مصلحة وإغراءات وفوائد أكبر؛ لأنها مؤسسة اقتصادية تختار مجالات استثماراتها ومناطقها وفق شروط وفرص وأهداف النجاح التي توفرها تلك الشراكة.
مشكلتنا أننا ننسى منطق الاقتصاد في تعاملاتنا وننساق وراء العاطفة والسياسة. إن منطق الاستثمار والاقتصاد يستلزم أن نتحرر من العاطفة والسياسة، والتخلص نهائيا من "عقلية الضرة".