الجزائر حذّرتهم من مرحلة ما بعد "الكازمة والمحشوشة"

العربي ونوغي العربي ونوغي

إنفجارات بروكسل أمس . تؤكد واقعا ثابتا: أن الإرهاب لم يعد يستثني أحدا . وأن فلوله انتشرت في كل الدول والعواصم. وأن جماعاته لم تعد تتحرك تحت غطاء الفقر أو الدين أو الظلم أو ضد التمييز والعنصرية. بل أصبح الإرهاب " حرفة " ووظيفة. وهذا يعد أخطر مرحلة للإرهاب . 

هو أن يقدم المجرم على ارتكاب جريمته ومجزرته لأنه ينفذ أوامر " المستخدم " أي أنه مكلف بمهمة يقابلها أجر أو صفقة !؟. لا يشغل باله أو عقله لحظة واحدة بما يترتب عن حزام ناسف . أو قنبلة . أو خزان كلاشنيكوف ماذا يمكن أن يخلف من ضحايا أبرياء سواء كانوا أفرادا أو عشرات أو حتى مئات ؟! . 

نقول أن الإرهاب أصبح وظيفة . لأن المستهدفين أصبحوا من كل الأعراق والديانات والطبقات الاجتماعية.. الإرهاب مس البلدان التي لا أمن لها . وتلك التي تملك الأقمار الصناعية وأجهزة التحسس والتجسس المتطورة. 

الإرهاب أصبح وظيفة لأن البعض من الدول تعتبر نفسها قوية وبمنأى عن لهيبه. بل كانت تموّله وتستضيف قياداته وتغطي عن جرائمه من باب أن معاركه ولهبه يتم خارج الحدود . العالم يدفع فاتورة "استهجان" وتقصير في حسم وتحديد مصطلح الإرهاب . بل كثيرون تعمدوا المغالطة والتجهيل على أن الأمر لا يعنيهم . 

حين تستولي "داعش" على آبار النفط والمدافع والدبابات وأسواق المخدرات فإن الأمر لم يعد إرهاب "الكازمات" و"المحشوشة" !؟.

الجزائر حذّرت كثيرا من عواقب التواطؤ والحزم في مجابهة الإرهاب . وظلت ترافع فوق كل المنابر الدولية والإقليمية من أجل تنسيق أكبر بين كل الدول لمحاصرة ظاهرة الإرهاب واقتلاع جذوره بتجفيف منابعه وتشريح ظاهرته أسباب وانعكاسات . لقد طالبت والتزمت بتحريم وتجريم الفدية في حالات الاختطاف.

لكن الذين كانوا ينظرون  إلى الإرهاب من باب " الصفقات السياسية " والحسابات المصلحية  أخطأوا التقدير واستصغروا عواقب ما يحدث وعواقب الأمور . فدفعوا الفدية لتحرير مختطفيهم وكسب نقاط في أوعيتهم الانتخابية إلى حين داهمهم الإرهاب وجماعاته إلى عقر دارهم ...