الوظيفة: رئيس حزب
تقول رئيسة حزب إن استقرار الجزائر من استقرار حزبها!؟، وأن أية زعزعة لحزبها هي زعزعة للجزائر . هكذا فهمت تصريحها .
مؤسف ما وصلت إليه السياسة في عهدنا ؟!. قمة "الانحلال والتدهور السياسي" أن تختصر الجزائر في حزب ؟!. أو أن يختصر الحزب في شخص، سيما إذا كان هذا الحزب لم يحقق حتى أريحية في الانتخابات المتتالية منذ إرساء التعددية. بل حتى أن كثيرين من الذين ملأوا الدنيا ضجيجا وتصريحات. بإصدار البيانات و"السكن" في الفضائيات. باتوا للأسف يعتقدون بأنهم الآمر الناهي. وبيدهم الحل والربط بل إنهم "الجزائر"!؟.
نتائجهم في الانتخابات لم تتجاوز وفي أفضل الحالات 2 في المائة. فكيف يصرحون أنهم الجزائر؟. وأن استقرار الجزائر من استقرار أحزابهم؟!.
بالفهم المجرد هذا يعني أنهم وضعوا أنفسهم. ووضعوا أحزابهم قبل وفوق الجزائر. بالتأكيد أن استقرار المجتمع. واستقرار المؤسسات واستقرار الأحزاب واستقرار حتى الأفراد ضروري ومهم. وعامل في استقرار الأمة والوطن بأسره. لكن غير مقبول أن يتحول الأمر إلى ما يشبه "الشانطاج"؟!.
أستذكر ما جاء على لسان رئيس سابق حين حاولت أطراف سياسية وفي دواليب الحكم، وللأسف بعضها كانت تحركها أطراف من الحاشية لذلكم الرئيس نفسه، أي من محيطه المقرب على قياس "وظلم ذوي القربى أشد مرارة.." فقال جملته الشهيرة: "اللي حاكم السماء يطلقها". سياسة الشانطاج لا يمكن اعتبارها سياسة. وأسوأ ممارسة للسياسة أن يساوم الواحد وطنه لحسابات تموقع جديد أو لاسترجاع حظوة كان سببا في فقدانها بنفسه.
المؤسف هو أن كثيرا من رؤساء أحزابنا وسياسيينا لم يتخطوا قوالب النضال القديم. وذهنيات الماضي الذي لم يتجدد حتى يواكب التحولات المتسارعة التي تشهدها الجزائر والعالم من حولنا. التداول ليس أكثر من شعارات يرددها رؤساء أحزاب بشأن الحكم والآخرين. أما إذا تعلق الأمر بهم. فهم معفون من التغيير والتداول؟!. فهل نطالب بإضافة مادة جديدة للدستور الجديد: "رؤساء الأحزاب معفون من التداول. وتدرج أسماؤهم تحت خانة، رئيس حزب إلى الأبد ودون انتخاب".