بأيّ ذنب قٌتلت؟!
"طاكسيور" في عنابة يقتل شقيقته بسبب شبهة!؟. بأيّ حقّ تصرّف الشقيق على هذا النحو من الجرم الكبير ومن خوّله ذلك؟. من أعطاه سلطة العقاب والمسؤولية عن شقيقته؟! . بأيّ ذنب قٌتلت ؟!.
مؤسف وضع النّساء في بلادنا مع تزايد ظلم وجهل الرجال!. العار ليست شبهة ما نٌسب للمغفور لها بإذن الله. فهي بشر قد تخطئ كما يخطئ الجميع. والرجال هم أكثر الخطّائين . لكن الخطأ هو ما قام به هذا المجرم في إزهاق روح فتاة قد تكون ارتكبت ما ظلّت البشرية ترتكبه منذ خلق الله الأرض ومن عليها. جريمة "الطاكسيور" تعكس حقيقة نحاول جميعا تجاهلها أو إخفاءها وتضليل أنفسنا بأنّنا تطوّرنا وتحضّرنا.
مع أنّنا في الحقيقة لبسنا القشور وروح الجاهلية مازالت تسكن سلوكاتنا وتصرّفاتنا. عصبية الجاهلية الأولى التي حرّمها الإسلام والديانات الأخرى والمواثيق والقوانين الدولية . فما الفرق بين وأد النّساء في الجاهلية أو رميهنّ في النيل من أجل تهدئة غضبه عند الفراعنة. أو حتى تقديم الجميلات قربانا للآلهة والملوك والحكّام والجبابرة منذ القدم إلى عصرنا الحالي. حتى وإن تغيّرت تلك الأساليب والممارسات وأخذ الاستغلال و«حقرة" النّساء أشكالا جديدة من الظلم وتعسّف الرجال.
إن ما حدث في عنابة وغير عنابة. يؤكّد أن مشوارا طويلا مازال ينتظر الجزائريات خصوصا لمواجهة أو بالأحرى للتخلّص من "أمراض ومكبوتات" الذين لم يفصلوا بعد بين نزواتهم ومتغيّرات الحضارة والتطوّر ولو بسلبياته. لقد نصب أمثال "الطاكسيور" أنفسهم أوصياء على النّساء من دون تكليف وحق. بل على المجتمع بأسره.
إنّ العدالة وقوانين الجمهورية هي وحدها المخوّلة بصد ورأب الأخطاء، وبفرض سلطة القانون والجزاء. كفر ما ارتكبه "الطاكسيور" في حق شقيقته؟!. وصورة وضع لا بد أن يتغيّر . ليس بالردع القضائي فحسب، ولكن أيضا بثورة في الفكر والمناهج التربوية والإرشاد الديني الذي يحرّم قتل النّفس.