ركبوا قبل تسريج الحصان!؟

العربي ونوغي العربي ونوغي

تجمّع سعداني (أو مبادرة الجدار الوطني) لم يحضرها أويحيى. رغم أن الحزبين من الموالاة وشقّا طريقا واحدا طويلا في عمق العواصف وتحت نبال الخصوم. 

ومبادرة التنسيقية (أو مزافران الثانية) لم تحضرها شخصيات وأوزان في السياسة كانت شاركت في مزافران الأولى مثل حمروش. 

المسألة لا تتعلّق بمن حضر ومن لم يحضر. فالذين حضروا وأولئك الذين لم يحضروا جميعهم ينتمي إلى جيل واحد أو متقارب في النضال. بل غالبيتهم أيضا من مشتقّات الأفلان. 

لكن السؤال الأهم هو ما هي حسابات الغائبين حتى لا أقول المقاطعين؟.فهل دخل رفاق درب طويل في خلافات حقيقية حول المسعى أم الأهداف؟ . "سي عمار" يقول إن تجمّع البيضاوية كشف الذين يضعون رجلا في بشار وأخرى في عنابة. وأنّ التجمّع "عرى" نواياهم الخفيّة وفضح ألاعيبهم. ويؤكّد أنه تعمّد تنظيم التجمّع في نفس اليوم حتى يقطع الشّك باليقين مع من مع المبادرة ومن ضدها. أي من مع برنامج ودعم الرئيس ومن يتلوّن كالحرباء حسب الأماكن والمواقف. 

في تجمّع مازافران أيضا يقولون أنّهم أيضا توصلوا إلى كشف من أراد انتهاز تجمّعهم "ليركب" ويسعى إلى عرض نفسه "كمشروع رئيس" في المستقبل . ولّما أدرك بأن الذين تتابعوا في تناول الكلمات ولو كانت 10 دقائق. جميعهم في رأسه أن يكون مشروع رئيس أو مرشح إجماع أدرك بأن لا أمل من حضوره. فاختار عدم المشاركة حتى يسجّل له ذلك على الأقل من باب  موقف مستقل. رّبما يحتاجه في يوم يهب هؤلاء جميعا إلى ترشيح أنفسهم لمنصب الرئيس. 

ثمّة خلاصة يمكن استنباطها ببساطة: أنّ القوم ركبوا قبل تسريج الحصان. وأنّ خطاباتهم واحدة لكن قلوبهم شتى. ورغم الشعارات المرفوعة على أنّهم مجنّدون لحماية قافلة واحدة إلا أنّ ما نستشفّه أنّ كل واحد عينه على جمله. كما يقول المثل العربي. وأخشى أن يضيّع القوم الجمل بما حمل. إذ كثير من حسابات الحقل لا يأتي بها البيدر.