فتح القلوب قبل فتح الحدود

العربي ونوغي العربي ونوغي

تدفق غير مسبوق لأشقائنا المغاربة عبر الجزائر في طريقهم إلى ليبيا. أشقاءنا "كان الله في عونهم" فضلوا العمل أوالعودة إلى ليبيا، رغم أهوال الحرب هناك، على مواجهة الفقر والبطالة في بلاد "صديقنا الملك". صعب أن يفر المرء من متاعب العيش إلى أفران الجحيم. 

في الحقيقة "هي حاجة وحويجة". اختيار الجزائر للعبور ليس صدفة وليس اعتباطيا. فهو محاولة فتح للحدود على طريقة من يريد التزلج بقشور الموز. معلوم أن الجزائر استجابت استثناء لعبور عمال أشقاء، لكنها تدرك تمام الإدراك بأن رحلات العبور القادمة من الدار البيضاء إلى الدار البيضاء، هي "رحلات عفوية" بكل المقاييس. 

كان الأولى بمنظمي هذه الرحلات العفوية اختيار أقصر الطرق، وأقصر الطرق يبدأ بفتح القلوب قبل الإصرار على فتح الحدود، لأن ما يعلمه الجميع أن صديقنا الملك قرر غلق الحدود من جانب واحد، في زمن كانت الجزائر والجزائريون ينتظرون موقف مساندة من جلالته  برابط الجار القريب والأخ والشقيق، يوم كانت الجزائر محاصرة من الداخل والخارج بفعل المتحالفين على الدم وحمالات الحطب والمتواطئين والذين جابوا الصخر بالوادي وارم ذات العماد...

أقصر طريق لتفادي كل هذه السيناريوهات واللف والدوران، هو خطوة جريئة من صديقنا الملك تفتح كل الملفات "المفبرك" منها وغير المفبرك وأولها وقف الخطابات المزدوجة. وإيقاف إغداق المخدرات وفصل الملفات بين ما هو طابع ثنائي جزائري مغربي. وما هو مرتبط بمسار أممي، يخضع للقرارات الدولية ومنظماتها.