"قُتل الخرّاصون"
تشييع جنازة فقيد الأمة المجاهد القائد أحمد قايد صالح يوم الأربعاء الماضي، كان استفتاء شعبيا للقرارات التي اتخذتها المؤسسة العسكرية لحل الأزمة السياسية في الإطار الدستوري، كما أكدت شرعية رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الذي انتخبه الشعب يوم ١٢ ديسمبر الجاري (٢٠١٩) بالأغلبية، وفي الدور الأول.
غير أن الملفت للنظر أن الأبواق التي تتناقل كل شاردة وواردة في الشارع الجزائري قبل وأثناء الحراك الشعبي بغية إخراجه عن إطاره السلمي لحاجة في نفس يعقوب ولحساب الأجندات الخارجية التي أرادت وتريد زعزعة الاستقرار في الجزائر، عميت يوم تكريم "الشهيد" قايد صالح؛ من خلال مشاركة الملايين في تشييعه بالعاصمة وفي التأبينيات وصلاة الغائب عبر ربوع الوطن، ولم يُكترث لها حتى من باب الموضوعية والاحترافية الإعلامية.
إن هذه الأبواق الإعلامية المأجورة أو الحاقدة لا تريد الخير لا للشعب الجزائري الحر، ولا لبقية الشعوب العربية التي أثارت فيها الفتن؛ باختلاق المشاكل وتزوير الحقائق والكذب على الشارع العربي، بعد أن وفرت لها وسائل الاتصال وتقنيات التأثير في عاطفة الجماهير؛ بفبركة صور لمآس إنسانية بعيدة حتى عن الجغرافيا التي تحدّث عنها، وتذرف معها دموع التماسيح لجر ذوي النوايا الحسنة إلى صفها لتأليبها على بلدها، وتكريس الانشقاق في أوساط الشعب الواحد. وإن القنوات والأصوات التي تعكر الأجواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تتعمد الادعاء الكاذب؛ بالاعتماد على مصادر حتى من قبل المؤسسات الرسمية؛ في محاولات فاشلة لصنع رواج يدرّ عليهم دولارات فيسبوك أو تويتر على حساب من يصدق كذبهم من بني جلدتنا، الذين يساعدونها بالمشاهدة والمتابعة في الاستمرار في انتهاك الأعراض وبث الحقد والضغينة بين الجزائريين، وتجعل منهم مشائين بالنميمة.
وأفصح ما ينطبق على هؤلاء قوله تعالى: "قُتل الخرّاصون"، والتي شرحها المفسرون بقولهم: "قُتل" هنا تعني لُعن. والخراصون هم الكذّابون، ومعناها بالجملة أن الله لعن الكذابين وطردهم من رحمته إلى يوم الدين.