من يبني دولة ليس كمن يبني "ڤربي"

العربي ونوغي العربي ونوغي

من حق الحكومة أن تعدد إنجازاتها وتلوم الذين لا ينظرون إلا لنصف الكأس غير المملوءة. ومن حقها أيضا أن تتساءل باستغراب: لماذا الذين ينتقدونها ويتهمونها بالتقصير لا يذكرون محاسنها وجهودها وهم ينظرون بأم أعينهم إلى مدن بأسرها تقام كل يوم؟، وطرق تمدد كل يوم في كل الجهات والاتجاهات. وجامعات تنبت في كل زنقة ومستشفيات ومطارات وسدود... فهل كانوا يشربون كل يوم؟. ثم هل كانوا يأكلون ثمار وخضر الصيف شتاء وبنفس الأسعار تقريبا؟. وهل بقيت دول تتكفل (في عز الأزمة) بدعم التعليم والسكن والحليب والخبز والدواء والماء والكهرباء؟!. 

لكن من حق المعارضة أيضا أن تطرح تساؤلات حول ملفات الفساد، وتتساءل هل تعادل كلفة الإنجازات مبالغ ما صرفنا؟ ولو من باب سوء التسيير وإبعاد الكفاءات ومن ثمة إرجاء الحلول. 

من طبيعة السياسة والديمقراطية أن يسير الحكم والمعارضة في خطين متوازيين. فكل له تصوراته في إيجاد الحلول وله برنامجه، لكن ليس بمنطق "معزة ولو طارت".

 يجب أن نخرج من منطق "أفقأ عيني لتفقأ عيني زميلي". فلماذا لا نرى الأشياء بعينين؟.

إن أشياء وإنجازات كثيرة تحققت في الجزائر، لا ينكر ذلك إلا جاحدا أو من ألف شهادة الزور. ثم كذلك هناك نقائص كان يمكن تجنبها وكان يمكن فعل وإنجاز الأحسن، وربما بأقل التكاليف أيضا، ولا أحد ينكر ذلك أيضا. نعتقد أن سنوات ما بعد الإرهاب وما كلفته الفتنة من خسائر وتخريب وتدمير لكل القطاعات والذهنيات أيضا، هي التي جعلت كل شيء أولوية وأمرا مستعجلا بعد الخروج من سنوات الجنون والفوضى. المؤسف أن الكثيرين ينسون وأحيانا يتناسون ما خلفته سنوات التخريب والحرائق. 

إذ لا يجب أن ننسى أن بناء دولة بمؤسساتها وإنجازاتها من الصفر تقريبا ليس كمن يبني "قربي" في جنح الظلام للحصول على سكن.