هل كُتب علينا أن نبني مدرسة للحمقى ؟!
اعترف مسؤول أوربي بأنه شخصيا. تماما كبلاده وغالبية البلدان الغربية كان ضحية مغالطات كانت تسرّب إليه سرا من قبل جزائريين في الداخل والخارج في سنوات الفوضى والجنون. هذا المسؤول كشف في لقاء خاص مع مسؤول جزائري بداية الأسبوع بأعالي الجزائر بأنه تم تضليله ومغالطته من شخصيات وأطراف جزائرية كانت تنسب نفسها للمعارضة. وتدّعي أيضا أنها تملك الحقيقة . كل الحقيقة. وهي نفس القناعات التي ذهب ضحيتها مسؤولون أوربيون كثيرون لم يكونوا يصدقون طروحات الحكم وما تقدمه لهم أجهزة الأمن في تلك السنوات. حول الجرائم والمجازر الإرهابية على الخصوص . وأبرز أن كل المواقف والتصريحات الدبلوماسية والإعلامية التي كانت تتخذ يومئذ في العواصم الغربية هي نابعة في الأساس مما كانت تزود به عواصم تلك الدول في الجزائر من أخبار وتسريبات " تشيطن النظام " وتقدم الجماعات الإرهابية في صورة الخروف الوديع !؟ . المسؤول إياه اعترف بأن ذلك كان خطأ استراتيجيا كبيرا أسهم بشكل كبير في إعطاء الغطاء للإرهاب وتغطية أعماله الإجرامية. مؤكدا بأنه لو تم إدراك ما كان يجري فعلا في الجزائر في تلك السنوات تحديدا. ربما لتجنبت الجزائر كل تلك الخسائر البشرية والمادية . بل ربما لجنبنا انتشار الإرهاب وامتداد شبكاته ولهيبه إلى دول أخرى . المسؤول . وكنا نتمنى لو عبّر عن هذا الموقف والاعتراف علنا ولو في ندوة صحفية يكشف فيها تلك الأطراف الجزائرية التي غلّطته وكانت تمارس الخيانة وأسلوب "الحركى" في تزويده بافتراءات تؤلب العالم من حولنا وقدمت الجزائريين وحكامهم على السواء بثوب الوحوش البشرية !؟ .
جميل أن يعترف هذا الدبلوماسي بأن الغربيين وغير الغربيين أخطأوا في حق الجزائر . وأنهم ساندوا الإرهاب ووفروا له كل الأغطية السياسية والدعائية والإعلامية والسلاح … حتى انقلب السحر على الساحر . فالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله. حين هزهم الإرهاب من أبنائهم ومن داخلهم أدركوا حجم ما كان يعانيه الجزائريون . وأدركوا أنهم كانوا مخطئين بالصمت أو بالتواطؤ المباشر . لقد قال البطل المرحوم جياب إن المستعمر تلميذ غبي . فهل كتب علينا تحرير الشعوب من جهل الذين يدسون رؤوسهم كالأنعام معتقدين بأنهم ناجون وغيرهم هم الذين يكتوون وحدهم ؟ . أم نحن الجزائريين مجبرون على بناء مدرسة أمنية ودبلوماسية لتعليم الحمقى الذين يكررون نفس الأخطاء ؟!. وإلا كيف نفسر تكرار أخطائهم في ليبيا وسوريا والعراق … من خلال التلويح بالتدخل العسكري المباشر ولو برفع شعار حقوق الإنسان والحريات ؟ . ونحن جميعا ندرك . بما في ذلك رضيعنا الذي جاء ليلة أمس فقط للدنيا . ولأنه جزائري هو يدرك بأن الأمر ليس متعلقا بحقوق الإنسان ولكن بما تزخر به تلك البلدان من ثروات البترول والمناجم والفلاحة …نحن الجزائريين نفهمكم أكثر من غيرنا . لأننا ببساطة نعرف أنكم أبعد ما يكون عن حقوق الإنسان.