واقفا.. قاعدا.. مستلقيا
لم تحرك لوموند الفرنسية وأخواتها "شعرة" كما يقول المثل الشعبي الجزائري مما نشرته، لأننا تعودنا على انحرافها منذ البعيد وليس هذه الأيام. الجزائريون لن ينسوا بالتأكيد انحرافات ومغالطات غالبية وسائل الإعلام الفرنسية في سنوات الفوضى والجنون والإرهاب. ألم يفتعلوا مجازر؟! .
ألم يتبنوا خطابات التطرف والدعاية والترويج للعنف؟، ألم يروجوا أن الجزائر بصدد إتمام آخر الرتوشات لصنع قنبلة نووية في جوان 1992؟ أليسوا هم من أخرجوا "شريط أغنية" من يقتل من؟!.. هم فعلوا ذلك قبل أن ينقلب السحر على الساحر مؤخرا على فرنسا وما جاورها ويذوقون بما كانوا يكذبون. قلت تعودنا على ألاعيبهم وافتراءاتهم، لكن أن ينحرف الرسميون الفرنسيون أنفسهم ضد الجزائر فهذا مؤسف لأنه قمة السقوط والرداءة ومنتهى الانحراف الكبير. فالس اختار صورة للرئيس الجزائري ونشرها على موقعه الإلكتروني بخلفية لا مبرر لها سوى أنها "تصرف طائش" لمسؤول فرنسي رسمي!؟.
تصرف فالس وإن كان أشنع فلا يختلف كثيرا عن تصريح سابق لرئيسه هولاند شخصيا حين سأل وزيره للداخلية مازحا بعد عودته من الجزائر: "عدت سالما معافى"؟!. ماذا أراد فالس أن يمرر بنشر صورة مختارة بدقة للرئيس بوتفليقة على موقعه الإلكتروني؟: أن الرئيس مريضا؟..
الأغلبية التي انتخبته بنسبة مطلقة 82 في المائة من الأصوات تعلم ذلك، لكنها اختارته. وعمر الإنسان وصحته من عند الله، ونحن مؤمنون بحكم الله وإرادته، لأن الجزائريين تهمهم أولا نظافة التاريخ وثانيا صحة العقول وسداد الرأي والحكمة. وثالثا بياض القلوب، هذه شروط تجعلنا لا نصغي لمن لا تتوفر فيه الشروط الثلاثة السابقة ولو نشر تلك الصورة في كل ربوع العالم، ليس فالس وأمثاله أو إعلام الفتنة والأحقاد من يملي على الجزائريين ماذا عليهم أن يفعلوا أو من ينتخبوا؟.
بطبيعة الحال غضب أوانتقام الوزير الأول الفرنسي من خلال هذا التصرف المشحون وغير الإنساني ولا أقول غير الأخلاقي فقط. كان نتيجة تصدي وإفشال الرئيس بوتفليقة شخصيا لمخطط ومسعى الاستيلاء على مشاريع وطنية بدعوى الاستثمار لكن بعد إفراغها من شرط الفائدة المشتركة كمشروع "بيجو".
فالس وأمثاله تلقوا رسالة الجزائريين من خلال تفاعلاتهم عبر المواقع وشبكات التواصل الاجتماعي بوضوح تام صدم المناورين وأفشل ما خطط له فالس وأتباعه: مع الرئيس واقفا وقاعدا وحتى مستلقيا. في قلوبكم مرض فزادكم الله مرضا على مرض. من الغباء أو من التواطؤ اعتبار أن فالس نشر الصورة من باب الذكرى؟!. كنا إذن نتمنى لو نشر صورة وزير خارجية بلاده وهو يغط في نوم عميق خلال اجتماع رسمي؟! .