ورقة الطريق
في رسالة للمشاركين في لقاء الحكومة بالولاة، حذر رئيس الجمهورية من المناورات السياسوية التي يستغل أصحابها المحطات والمواعيد الحاسمة في مسيرة الشعب لتثبيط العزائم وزرع اليأس. ونبه في هذا الصدد، كما كان يفعل دائما عندما يتعلق الأمر بالمصلحة العليا للبلاد، قائلا أنه "من الطبيعي اليوم أن تستهدف الدوائر المتربصة والخلايا الكامنة استقرار البلاد وتتكالب عليها قصد تثبيط همتها والنيل من عزيمة أبنائها"، وهذا هو شأن المستفيدين من تعطيل مسيرة التنمية الشاملة للبلاد.
فتحديات ورهانات الظرف الراهن هي أكبر بكثير من تضييع الوقت في التيئيس والتشكيك وتبييت النوايا لإلهاء الشعب عن مسيرته الحقيقية بطروحات مثبطة انهزامية. هؤلاء المغامرون وصفهم رئيس الجمهورية بالذين" يسوقون ثقافة النسيان والنكران والجحود، ولا يمكن أن يكونوا أبدا سواعد بناء وتشييد، فهم يخفون وراء ظهورهم معاول الهدم التي يسعون لاستخدامها من أجل الزج بالبلاد في المجهول".
فالولاة مطالبون باليقظة والحذر، ومواصلة العمل لاستكمال مسيرة التنمية، وتمكين الشعب من ممارسة سيادته. ولهذا رسم رئيس الجمهورية أهداف المرحلة المقبلة لمواجهة التحيات وكسب الرهانات، وهي أيضا ورقة طريق لتنفيذ الخطوط العريضة للإستراتيجية الوطنية، تتلخص في سبعة أهداف رئيسية لبلورة سياسة نهج جديد في التسيير "قوامه المبادرة والاستباقية والتسيير بالأهداف والمقاربة بالنتائج".
وتتلخص ورقة الطريق في: التخلص من تبعية الريع النفطي وتحقيق التنويع الاقتصادي، عصرنة الإدارة وتأهيلها بإدماج واع وهادف لتكنولوجيات الإعلام والاتصال، مواصلة الجهد لتعزيز مكتسبات التنمية البشرية ومضاعفة الجهد من أجل الاستجابة لحاجات المواطنين، تعميم منافع التنمية الاقتصادية والاجتماعية على كافة التراب الوطني، تحرير الطاقات الشعبية على كل المستويات وتعبئتها حول المشروع الوطني، الحفاظ على مقومات هويتنا الوطنية وبلورة هوية متميزة للإنسان الجزائري، وأخيرا تطوير علاقات دولية متوازنة أخوية متفتحة ووفية لقيم الدولة الجزائرية المساندة للقضايا العادلة.
هذه هي الأهداف النبيلة التي دعا رئيس الجمهورية إلى تنفيذها والتشبع بقيمها قصد ترقية التسيير المحلي لاستكمال ما تبقى من مراحل مسار طويل يتطلب المزيد من الانخراط في الجهد الوطني لمواجهة التحديات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية.
المساء