حسب الكاتب الإسباني توماس باربولو:

دعم الإسبان للقضية الصحراوية ازداد منذ فشل الابتزاز المغربي

دعم الإسبان للقضية الصحراوية ازداد منذ فشل الابتزاز المغربي
  • 689
ق. د ق. د

أكد توماس باربولو، الكاتب الإسباني المتخصص في القضايا المغاربية والصحراء الغربية، أن منطق الابتزاز والتهجم الذي انتهجته السلطات المغربية على إسبانيا خلال الأسابيع الأخيرة، جعل الرأي العام الاسباني يدرك أن المملكة المغربية ليست بلدا صديقا وزاد من تفهمه للقضية الصحراوية.

وأضاف أن اهتمام الرأي العام الإسباني بالقضية الصحراوية منذ أشهر كان سطحيا، إلا أن الاعتداء المغربي الأخير على سبتة، واستغلال  مئات القصر كضحايا تحت ذريعة تواجد الرئيس الصحراوي بأحد المستشفيات الإسبانية ساهم في مضاعفة اهتمام الرأي العام بهذا النزاع.

وأكد أن التهجم المغربي على الحكومة الإسبانية بسبب استقبالها للرئيس، ابراهيم غالي، لم يكن سوى مجرد "مناورة للتشويش" وكل الحقيقة أن الملك المغربي محمد السادس، لا زال  منشغلا بموقف الاتحاد الأوروبي الذي لم يساير الموقف الذي تبنّاه الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، وبقي ثابتا على موقفه رافضا الاعتراف بسيادة مغربية مزعومة على الصحراء الغربية".

وبسبب ذلك ـ كما أضاف ـ "افتعل المغرب صراعا دبلوماسيا مع ألمانيا دون جدوى، وافتعل نزاعا آخر مع إسبانيا ضمن مناورات للدفع بالاتحاد الأوروبي على طريق انتهاك القانون الدولي، ويعترف بالسيادة على الصحراء الغربية وهو الأمر الذي لم يحدث.

وأكد توماس باربولو، "أنه بالنسبة للرأي العام الاسباني فإن المغرب ليس بلدا صديقا، ضمن قناعة جعلت المغرب يخسر معركة الرأي العام، بإمكان الشعب الصحراوي استغلال ذلك لإعطاء دفع جديد يسمح  باعتراف الإسبان بنضاله".

ويرى الكاتب الإسباني أن الضغوط المغربية التي تحاول التأثير على موقف الحكومة، وحتى على العدالة الإسبانية مرفوض من أساسه، معترفا في ذلك بتعقيد العلاقات بين بلاده والمغرب، بعد أن تغافلت إسبانيا في العديد من المناسبات عن سلوكات وأهواء محمد السادس، مقابل تعاونه في مجالي الهجرة والإرهاب وهو التعامل الذي يجب على مدريد أن تضع حدا له.

وأضاف توماس باربولو، في سياق تفاعلات أزمة المهاجرين على سبتة أن "المغرب تأكد بأن تعديه على  المقاطعة الإسبانية، أضر بصورته في أوروبا الى درجة وضعه المساعدات التي يتلقاها من بروكسيل والمقدرة بالملايين موضع الخطر، مما جعله   يعمل جاهدا على خلق الاعتقاد أن مشاكله مع إسبانيا فقط وليس مع المنتظم الأوروبي، دون أن يمنع ذلك بروكسل على اعتبار سبتة ومليلية، بمثابة حدود أوروبية  ضمن ضربة قوية وموجعة للمغرب.

واتهم باربولو، الحكومات الإسبانية المتعاقبة بانتهاج وطيلة نصف قرن  ضبابية غير مفهومة تجاه القضية الصحراوية، ضمن موقف وصفه بالمتواطئ مع المغرب في تقتيل الصحراويين في الماضي والقمع الذي يمارس ضدهم في الوقت الحالي.

وقال إنه ليس لمدريد أي مجال لتبرير هذا الموقف أمام موت الشيوخ والنساء والاطفال وأمام المجازر المرتكبة.. فإما أن تكون مع الجلاد أو تكون مع الضحية ولم يعد للصمت مجالا أمام هذه الحقائق.