منطقة البعراوية ببلدية الخروب
السكان يريدون والي قسنطينة عندهم
- 611
جدد سكان حي البرج القديم المستفيدون من 47 قطعة في إطار البناء الريفي بمنطقة البعراوية التابعة لبلدية الخروب بولاية قسنطينة، مطلب التدخل العاجل للوالي، وزيارة منطقتهم للوقوف على معاناتهم.
أثار عدد من سكان حي البرج القديم بمنطقة البعراوية التابعة لبلدية الخروب بولاية قسنطينة في تصريحهم لـ “المساء”، أهم النقائص التي يعرفها الحي، والتي جعلت واقعه أقرب إلى الحياة البدائية نتيجة انعدام أبسط ضروريات الحياة به، مؤكدين أنهم لازالوا ينتظرون تحرك مسؤولي البلدية بعد أن أحصيت منطقتهم الأشهر الفارطة، ضمن مناطق الظل للتكفل بانشغالات سكانها، من خلال بعث مشاريع تنموية قادرة على إخراجهم من قوقعة التهميش، في ظل تسجيل انعدام الكهرباء والغاز الطبيعي، وقنوات الصرف الصحي وغيرها.
وفي هذا الإطار، عبّر سكان الفج القديم على لسان رئيس جمعيتهم، عن استيائهم الشديد من عدم توصيل الغاز الطبيعي إلى منازلهم، وتحديدا إلى 14 منزلا متبقيا من مجموع المنازل التي استفادت في السنوات الفارطة، من هذه الخدمة، حيث أكد المعنيون أنهم يضطرون للبحث في رحلة طويلة، عن قارورة غاز البوتان، متحملين شقاء حملها مسافات طويلة، وأحيانا يضطرون للتنقل لمناطق مجاورة، نتيجة ندرة هذه المادة ومشقة الحصول عليها.
كما أثار محدثنا مشكلا آخر طرحه السكان، وهو انعدام الكهرباء، وغياب شبه كلي للإنارة العمومية بالحي؛ ما جعلهم يلجأون إلى ربط منازلهم بالكهرباء عشوائيا؛ من خلال تركيب توصيلات عشوائية انطلاقا من بعض المنازل المجاورة التي استفادت من الكهرباء الريفية منذ سنوات بالنظر إلى الخطر الكبير الذي تشكله عملية الربط. وعلى الرغم من مناشدة الجهات المعنية في عدة مناسبات من أجل تجسيد مشروع ربط حيهم بالكهرباء، إلا أن نداءهم لم يجد آذانا صاغية، خاصة من طرف المسؤولين المحليين بالمنطقة.
وأضاف قاطنو الحي أنهم يعيشون ظروفا قاسية جدا نتيجة انعدام شبكة الصرف الصحي، حيث أصبحت المياه القذرة المتدفقة من كل منزل بالحي، تشكل خطرا كبيرا على صحتهم وخاصة الأطفال الصغار، مما زاد من تخوفهم من انتشار الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، مؤكدين أنهم راسلوا السلطات المحلية في أكثر من مناسبة، وأبلغوها بالأخطار المحدقة بهم نتيجة افتقار الحي للكهرباء، والغاز، وكذا قنوات الصرف الصحي، إلا أنهم في كل مرة، يتلقون “وعودا كاذبة”، لم يتحقق منها ولو القليل على أرض الواقع.
ومن جهة أخرى، فرض انعدام الإنارة العمومية بالحي حصارا كبيرا على السكان، وحظرا للتجول مع أولى ساعات المساء، حيث أكد المشتكون أنهم يمتنعون عن الخروج من منازلهم إلا للضرورة القصوى، بسبب غياب الإنارة من جهة، وانتشار الكلاب الضالة من جهة أخرى، والتي فرضت عليهم حظر تجوال لخطورتها.
وأثار سكان الحي، أيضا، غياب المرافق الضرورية الأخرى، وفي مقدمتها المنشآت التربوية، حيث قالوا إنهم يضطرون لاصطحاب أبنائهم يوميا للدراسة بمدارس بلدية الخروب، وقطع عشرات الكيلومترات للوصول إلى مقاعد الدراسة بالنسبة للطور الابتدائي، فيما يعاني أبناؤهم المتمدرسون بالطور الإكمالي، من الاكتظاظ الحاصل بالنقل المدرسي.
وقد طالب المتحدثون بالتدخل الجدي والعاجل للسلطات المحلية وعلى رأسهم والي قسنطينة، من أجل توفير ما يمكن توفيره، وتخليصهم من المعاناة التي يعيشونها في أقرب الآجال، خاصة أن آخر شكوى لهم تحوز “المساء” على نسخة منها، والمتمثلة في رد مديرية التعمير والهندسة المعمارية والبناء، كانت تحمل في طياتها، وعود المديرية بالتكفل بأشغال التهيئة بحيهم، وفي مقدمتها الكهرباء وشبكة المياه القذرة وشبكة المياه الصالحة للشرب والطرقات... غير أن الوعود بقيت مجرد حبر على ورق، إلى حد الساعة.