دعا مجموعة 20 للمساهمة في توزيع عادل للقاحات على الدول.. بوقدوم:
التعافي من وباء كورونا مرهون بتعزيز نظام متعدد الأطراف

- 325

* الجزائر تبقى تتمسك بقيم التعددية على النحو المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة
أكد وزير الشؤون الخارجية السيد صبري بوقدوم، أمس الثلاثاء، بماتيرا الإيطالية، أنه "إذا أراد المجتمع الدولي وقف انتشار وباء كورونا والتعافي منه وبناء مستقبل أفضل وأكثر أمانا للجميع، فلا خيار أمامه سوى تعزيز نظام متعدد الأطراف، داعيا من جانب آخر، مجموعة الـ20 إلى المساهمة في ضمان وصول عادل للقاحات إلى كل دول العالم".
وقال الوزير في كلمة له خلال اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة العشرين، بماتيرا جنوب إيطاليا، "إن جائحة كوفيد19، كشفت بالفعل عن وجود عديد أوجه القصور في النظام الدولي وآلياته التنظيمية"، وهو ما يستدعي، حسبه، "التفكير بشكل جماعي في كيفية تصحيح نقاط الضعف وإرساء الأسس لتعددية جديدة تقوم على إدارة عالمية متضافرة وشاملة". وبعد أن أشار إلى أن جائحة كوفيد -19 أظهرت بوضوح المعنى الحقيقي لـ"لا أحد آمن، حتى يصبح الجميع آمنين"، دعا الوزير إلى ضرورة التفكير في تشكيل حقبة ما بعد كورونا "والتي نأمل ألا تترك أحدا وراء الركب"، مسلطا بالمناسبة الضوء على 3 مجالات تستدعي، حسبه، "أن يركز التعاون الدولي عليها من خلال ضمان وصول اللقاحات إلى الجميع وضمان النمو الاقتصادي العالمي والعمل بشكل وثيق مع المنظمات الإقليمية".
كما أكد السيد بوقدوم في هذا الشأن، أن جائحة كورونا أزالت اللثام عن "القصور في النظام الدولي والافتقار إلى التضامن الذي يتسبب حاليا في عدم المساواة والتفاوت في الوصول إلى اللقاحات ضد الوباء". ولفت في هذا الصدد إلى أن "البلدان الإفريقية تتعرض بشكل مباشر لهذا القصور والتحيز"، محذرا من أنه "من دون تحصين واسع النطاق، ستظل اقتصادات هذه الدول تتأثر سلبا بالقيود". ونتيجة لذلك، يضيف السيد بوقدوم فإنه من "المرجح أن تزداد مستويات الفقر وانعدام الأمن الغذائي في القارة الإفريقية بشكل كبير، ما قد يخلق مناخا ينطوي على إمكانية عالية لعدم الاستقرار والصراع". ولمواجهة هذا الوضع دعا رئيس الدبلوماسية الجزائرية، "مجموعة العشرين للعب دور أكبر في ضمان الوصول العادل للقاحات لكافة الدول من خلال توفير هذا العلاج وتبادل المعرفة والخبرة ودعم المبادرات الإقليمية، على غرار ما يقوم به فريق العمل للحصول على اللقاحات في إفريقيا".
وذكر السيد بوقدوم، بأن "الآثار الاقتصادية للجائحة كانت شديدة على جميع أنحاء العالم، بما في ذلك إفريقيا، حيث تهدد بعكس النمو الاقتصادي الذي تم تحقيقه على مدار 15 سنة الماضية"، مسترسلا في هذا الصدد بقوله، "على الرغم من آثارها السلبية بعيدة المدى، فإن الأزمة الحالية تعمل على خلق فرص جديدة مهمة على غرار الرقمنة وتوحيد السوق والتعاون الإقليمي". وإذ أشار إلى أنه "ليس لدى الدول خيارا سوى اغتنام كل الفرص المتاحة، لا سيما مساهمة الشركاء الدوليين بما فيهم مجموعة العشرين، التي اعتبر دورها "مهما للغاية لدعم الانتعاش الاقتصادي للدول الإفريقية في ظل انتشار كوفيد 19"، حث السيد بوقدوم، مجموعة العشرين "على تقديم المزيد من الدعم للجهود الجارية على المستوى القاري بهدف تسخير الابتكار، وتعزيز تنمية الصناعات الغذائية والريفية الشاملة والمستدامة، فضلا عن تقليص الفجوة الرقمية".
وأضاف إن إفريقيا ساهمت "بشكل كبير في تقدم التعددية من خلال الاتحاد الإفريقي والمبادرات القارية الأخرى التي بعثت رسالة قوية من الوعي والتضامن عبر الحدود، أعادت الانتقال من التركيز على المخاوف الأمنية إلى التحول الاجتماعي والاقتصادي". واغتنم السيد بوقدوم الفرصة للتطرق إلى مبادرة الجزائر التي شدد على أنها "تبقى تتمسك بقيم التعددية على النحو المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، سواء في جهودها لتعزيز الحلول السياسية والسلمية للأزمات في جوارها (ليبيا ومالي والساحل والصحراء الغربية) وكذلك في مبادراتها العديدة الهادفة إلى تعزيز التكامل الاقتصادي، الإقليمي وحتى القاري".
للإشارة، فإن وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم يشارك في أشغال اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين، الذي تجري أشغاله على مدى يومين تحت الرئاسة الإيطالية، بدعوة من نظيره الإيطالي لويجي دي مايو، حيث تركز أشغال هذا الاجتماع على مواضيع تتعلق بتعزيز النظام الدولي المتعدد الأطراف والحوكمة العالمية وكذا الأمن الغذائي، فضلا عن مسائل التنمية المستدامة والعمل الإنساني خاصة في القارة الإفريقية، آخذا بعين الاعتبار التحديات التي تفرضها جائحة كورونا على جميع دول العالم، حسبما ذكره بيان لوزارة الشؤون الخارجية، الذي ذكر بأن السيد بوقدوم يعقد على هامش أشغال الاجتماع، لقاءات ثنائية مع عديد نظرائه المشاركين، لبحث العلاقات الثنائية والمسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.