"المساء" ترصد "فوضى" بيع المواشي في العاصمة

غلاء كباش العيد يقضي على ما تبقى في جيب "الزوالي"

غلاء كباش العيد يقضي  على ما تبقى في جيب "الزوالي"
  • القراءات: 1348
استطلاع: نسيمة زيداني استطلاع: نسيمة زيداني

انتشرت نقاط البيع العشوائي لكباش العيد بقوة في العاصمة، خلال الأيام الأخيرة، خصوصا في الأحياء الشعبية، رغم ارتفاع عدد الإصابات بفيروس "كورونا"، ورغم صدور تعليمة والي العاصمة، يوسف شرفة، التي تحديد نقاط بيع أضاحي العيد بالبلديات، التي لم تلق الترحيب من طرف الباعة، فيما أجمع بعض رؤساء البلديات في تصريحهم لـ"المساء"، أنهم لم يحددوا بعد المساحات المسموحة لعرض الأضاحي، مؤكدين سعيهم لمضاعفتها من أجل تفادي احتكاك المواطنين فيما بينهم، لمنع انتقال الفيروس.

قبل حلول عيد الأضحى المبارك بأيام فقط، بدأ المواطنون يقبلون على مواقع بيع المواشي، للاستفسار عن أسعار أضاحي هذا العام قبل الشراء، حيث انتشرت نقاط البيع العشوائي بمختلف بلديات العاصمة، على غرار باش جراح وأولاد فايت وحسين داي وغيرها.

"كورونا" لم تمنع تجمعات بيع الأضاحي بالبلديات

قامت "المساء" بجولة إلى مختلف بلديات العاصمة، على غرار باش جراح وأولاد فايت وحسين داي، حيث لاحظت انتشارا واسعا للبيع العشوائي لأضاحي العيد، رغم قرار والي ولاية الجزائر، القاضي بتحديد مساحات البيع، تفاديا لانتشار النفايات والروائح الكريهة في الأسواق العشوائية، التي تعوّد المواطنون على ارتيادها كل سنة في الساحات العمومية، لاسيما في الظرف الخاص الذي تعيشه البلاد مع انتشار فيروس "كورونا"، إلا أن ظاهرة المواقع "غير الشرعية"، لا تزال تطبع البلديات كل سنة، لتزيد حدتها هذا العام.

كما لم يجد بعض الموالين من وسيلة لعرض ماشيتهم، سوى كراء بعض المستودعات والمحلات الشاغرة، وهي الطريقة الوحيدة للتحايل على تعليمة ولاية الجزائر، بالقضاء على البيع العشوائي للماشية والعلف، مثلما هو الحال ببلدية القبة والحراش. أكد لنا بعض الموالين، أنهم في ظل أزمة "كورونا"، لم يجدوا طريقة لبيع ماشيتهم سوى اللجوء إلى كراء المستودعات، في حين لم يعبأ بعض الموالين بقرار منع مواقع البيع، واحتلوا بعض المساحات العمومية.

اعتبر أحد المواطنين في تصريحه لـ"المساء"، أن عرض الأضاحي داخل مستودعات، من شأنه القضاء على نقاط البيع العشوائية، كما أنها تقلل من حدة انتشار النفايات المتعلقة بالبيع في الشوارع، مشيرا إلى أن المواطنين كانوا يعانون كثيرا من ظاهرة البيع العشوائي وسط الضوضاء والفوضى، إضافة إلى عمليات السرقة المتكررة في كل سنة، فيما أوضح آخر بأنه بسبب كراء مستودعات بيع الماشية، نستطيع الحفاظ على نظافة المحيط في زمن "كورونا".

"أميار" يعدون ويتوعدون

تحدث رؤساء البلديات التي زارتها "المساء"، عن عدم تحديد أماكن بيع أضاحي العيد بصورة قانونية، حيث أوضح توشي موهوب، رئيس بلدية أولاد فايت، أن هيئته تعمل على مضاعفة نقاط البيع مقارنة بالسنوات الماضية، بسبب الأزمة التي تعيشها البلاد، مشيرا إلى أنه بدل من فتح 6 نقاط للبيع، لابد من توفير 24 مساحة على الأقل، موضحا أن العملية صعبة.   

أضاف محدثنا أن الموالين يبيعون بطريقة عشوائية، والبلدية على دراية بالموضوع، وهي بصدد وضع خطة عمل لفرض الرقابة على الأسواق، وتحديد مساحات بيع قانونية. وعلى نفس المنوال سار رئيس بلدية حسين داي، بن عيدة عبد القادر، الذي وعد بوضع قائمة المساحات المسموحة لبيع الأضاحي، الأسبوع المقبل، أي أياما قبل حلول عيد الأضحى.

من جهته، أشار جعفر ليمام "مير" بلدية باش جراح، أن "كورونا" لم تمنع تجمعات المواطنين، لشراء أضاحي العيد بمختلف نقاط البيع المنتشرة بالبلدية، مؤكدا أنه سيتم وضع خطة عمل لتفادي تزاحم المواطنين فيما بينهم، واحترام مسافات الأمان بتوفير أكبر قدر من مساحات البيع في البلدية.

أسعار تحرق الجيوب

لاحظنا خلال جولتنا، الارتفاع المحسوس في الأسعار، بالمواقع التي انطلق فيها بيع كباش العيد، الأسبوع المنصرم، إذ يتراوح سعر الكبش بين 40 إلى 60 ألف دينار فما فوق، في حين عبر مواطنون التقت به "المساء" في هذه الفضاءات، عن أسفهم للغلاء الذي ميز أسعار الماشية، التي قالوا بشأنها إنها "ارتفعت بصورة رهيبة" مقارنة بالسنوات الماضية، حيث تراوح سعر الخروف الصغير بين 30 و35 ألف دينار، وأكد أحد الباعة أن أسعار الأضاحي تضاعفت هذه السنة مقارنة بالعام الماضي، وأرجع ذلك إلى غلاء الأعلاف بالدرجة الأولى، و"الأزمة التي تعيشها البلاد". أشار أحد التجار، إلى أن كل السماسرة يستغلون مناسبة عيد الأضحى لرفع الأسعار، موضحا أن غالبية الباعة الموجودين في العاصمة ليسوا موالين، إنما يغيرون نشاطهم العادي في هذه المناسبة الدينية، ويشترون المواشي بأسعار معقولة ليعيدوا بيعها بأضعاف سعرها. فيما أكد نفس المصدر، أن الجشع هو السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار، الذي يكون وراءه دائما التجار الفوضويون الذين يتلاعبون بالأسعار، في ظل غياب الرقابة.

ولاية الجزائر تقر إجراءات احتياطية

اتخذت ولاية الجزائر إجراءات احترازية، تحضيرا لعيد الأضحى، مثلما جرت عليه العادة، على غرار المطالبة بشهادة صحية تكون مرافقة للماشية من نقطة الانطلاق إلى نقطة البيع، إلى جانب تجنيد كل البياطرة على مستوى نقاط البيع، وعلى مستوى المذابح أيام العيد. كما ستكون كل منشآت الذبح الموزعة بالعاصمة، في الأيام الثلاثة للعيد، مفتوحة، لتمكين المواطنين من ذبح أضاحيهم في مكان تتوفر فيه الرقابة، تزامنا مع أزمة "كورونا"، وسيتم وفق نفس الإجراءات، ضمان نظام المداومة من طرف المصالح البيطرية الولائية، على مستوى البلديات وأماكن الذبح، حسب مصادر "المساء".

بيع كباش العيد في مواقع التواصل الاجتماعي

فكر العديد من الموالين في عرض بيع ماشيتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد منع بعض الولاة المنتدبين البيع العشوائي لها، كإجراء وقائي للحد من تفشي وباء "كورونا". وانتشرت في موقع "فايسبوك" باعتباره الأكثر استخداما في الجزائر، صفحات ومجموعات تعرض رؤوسا من الماشية للبيع، مع اقتراب عيد الأضحى، في مشهد يحاكي بيع الألبسة والأغراض الأخرى المعروضة في الشبكة الاجتماعية منذ سنوات.

لجأ تجار آخرون، تعودوا على بيع الكباش في موسم عيد الأضحى، لتحويل حساباتهم الخاصة في موقع "فايسبوك" إلى سوق افتراضية، نشروا خلالها صور الكباش، مع الحرص على التأكيد على إمكانية توصيلها إلى محل إقامة المشتري، وفتح باب التفاوض على السعر عبر الهاتف.

أصدر العديد من ولاة الجمهورية أوامر بمنع بـيع الأضاحي في نقاط البيع غير المرخصة، على غرار ما قام به والي العاصمة يوسف شرفة، من أجل تفادي الاكتظاظ الذي يعد أحد الأسباب الرئيسية لتفشي الفيروس.