من "القادوس" و"سيدي فرج"... إلى "تامنتفوست"

تجاوزات شوهت جمال شواطئ العاصمة

تجاوزات شوهت جمال شواطئ العاصمة
  • القراءات: 1209
 نسيمة زيداني نسيمة زيداني

تجولت "المساء" بمختلف شواطئ العاصمة، التي تستقبل كل يوم المصطافين الباحثين عن الراحة والاستجمام، مع افتتاح موسم الاصطياف مطلع جويلية الحالي، على غرار شاطئ القادوس بعين طاية، سيدي فرج بشرق العاصمة، تامنتفوست ببلدية المرسى، وهي الوجهات التي يفضلها الكثير من المصطافين في العاصمة، كونها الأكثر جمالا، حسب ما أكده بعض المصطافين.

تعرف الشواطئ المذكورة سالفا، إقبالا كبيرا في الصيف، حيث حاولنا من خلال هذا الاستطلاع، الوقوف على الأجواء التي تسودها منذ مطلع شهر جويلية الجاري، عقب الإطلاق الرسمي لموسم الاصطياف، وهو ما جعل هذه الشواطئ تشهد توافدا منقطع النظير، رغم تسجيلنا لنقطة سوداء مشتركة بينها، وهي نقص دورات المياه والمرشات وغرف تبديل الملابس وانعدام المياه في الحنفيات، التي تمنى المصطافون توفيرها بشكل دائم وملائم، قبل انقضاء موسم الاصطياف.

شاطئ القادوس.. خيبة أمل المصطافين

أول محطة زرناها، كانت شاطئ القادوس الذي يعرف إقبالا كبيرا من طرف المصطافين، على اعتبار أنه يعتبر من أجمل شواطئ العاصمة، لما يتميز به من مناظر خلابة، فبين بحيرة رغاية وغابة هراوة التي لا تقل مساحتها عن الهكتار ونصف الهكتار، وجدنا هذا الشاطئ  فاتحا ذراعيه لاحتضان قاصديه. لكن في المقابل، لا يزال مستغلو الشواطئ يفرضون منطقتهم بالتحايل على دوريات الرقابة لرجال الدرك والأمن الوطنيين، التي تداهم المناطق السياحية في زيارات فجائية، حيث يستغل بعض الأفراد الفرصة لوضع مظلاتهم الشمسية، مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 500 و800 دج، ويخفونها بمجرد قدوم الدرك.

قالت سيدة تحدثت لـ"المساء"، كانت رفقة عائلتها، إنها دفعت مبلغا ماليا قدره 800 دج، مقابل طاولة و4 كراسي، مضيفة أن أحد الشباب عرض عليها فور وصولها إلى الشاطئ، شمسية وطاولة وكراس، مقابل مبلغ خيالي. عبرت المتحدثة في السياق، عن استنكارها استغلال الشباب للشواطئ، رغم إصدار تعليمة وزارية تمنع ذلك ككل سنة، مع إجبار العائلات على دفع مبالغ مالية مقابل الظفر بطاولة وكراس، بالإضافة إلى غياب ضروريات الراحة والاستجمام.

في المقابل، أكد سيد آخر؛ "لست الوحيد الذي يفضل شاطئ القادوس، فحتى عائلتي تجده الشاطئ المثالي لنظافته وانعدام العري فيه، مما يسمح ببقاء العائلة لأطول وقت ممكن، دون أن تشعر بالحرج أو تضطر إلى مغادرته بسرعة، لذلك أتنقل مع عائلتي من الرغاية إلى هراوة كل أسبوع فقط، من أجل الاستمتاع بالبحر".

200 دج لركن السيارة بشاطيء سيدي فرج

وجهتنا الثانية كانت شاطئ سيدي فرج، الذي وجدناه مكتظا بالمصطافين الباحثين عن الراحة والاستجمام والاستمتاع بشاطئ البحر، وأول من سألته "المساء" عن الشاطئ، كان رجلا وجدناه وعائلته يهم بمغادرة المكان، رغم أن الساعة كانت تقارب الواحدة زوالا، وفي إجابته عن سؤالنا قال: "الحقيقة أنني آتي إلى الشاطئ باكرا، في حدود السابعة صباحا، بسبب زحمة السير، من جهة، ومن جهة أخرى، لأستمتع بالشاطئ وجماله في هدوء، مما يسمح للأطفال بالسباحة في أمان، ففي بعض الأحيان لا يستطيع الأولياء مراقبة أطفالهم، بسبب الاكتظاظ الكبير للمصطافين على الشاطئ، لأنه يعرف إقبالا كبيرا في الصيف".

وقد استغرب المواطنون من فرض دفع مبلغ 200 دج مقابل ركن سياراتهم، واستخدام سلوكات عنيفة ومستفزة للعائلات أثناء تنظيم عمليات الركن، حيث أكد أحدهم أن هذا الأمر، غالبا ما يتسبب في حدوث مناوشات بين أصحاب المركبات ومستغلي الحظائر، خاصة عند دخول أصحاب المركبات في مفاوضات مع مسيري الحضائر، من أجل دفع سعر أقل، أو في حال رفض دفع التسعيرة المطلوبة.

شاطئ "تامنتفوست" مستغل

وجهتنا الثالثة، كانت إلى شاطىء "تامنتفوست" ببلدية المرسى، ورغم صعوبة الوصول إليه، بسبب الازدحام الكبير الذي تعرفه الطريق المؤدية إليه، بسبب وجوده وسط تجمع سكاني، إلا أن ذلك لم يمنع المصطافين من مختلف الولايات المجاورة، من المجيئ إلى هذا الشاطئ من أجل الاستمتاع بزرقة البحر، خاصة أنه على خلاف شاطئ "القادوس"، ليس عميقا، مما يسمح للأطفال بالسباحة في أمان، وزاده مرفأ "تامنفوست" بقواربه جمالا.

قال أحد المصطافين: "أحب شاطيء تامنتفوست، أولا بسبب الأمن المتوفر هنا، مما يمنح العائلات شعورا بالراحة، وما يسمح بالاستمتاع بزرقة البحر بكل تفاصيلها، إلى جانب ذلك، هو شاطئ يفضله الكثير من الأولياء، لأن الأطفال يجدون راحتهم هنا، لذلك أحضر مع عائلتي كل أسبوع، وحتى المتمعن في موقعه، يجده يتوسط مرفأ تامنفوست والمتحف بجدرانه التي تروي في كل جنباتها تاريخ الجزائر في المرحلة العثمانية".

في المقابل، أجمع المواطنون على أن مجانية الشواطئ كانت حديثا أكثر منها واقعا، متهمين في الوقت نفسه، السلطات المحلية، بعدم متابعتها، وعدم سهرها على تطبيق تعليمة وزارة الداخلية، التي أكدت على ضرورة مجانية الشواطئ بعد استغلال شباب لها، وإجبار المصطافين على دفع مبالغ مالية مقابل الاستجمام. وأكدوا لـ"المساء"، أن الحظائر لم تسلم هي الأخرى من الاستغلال من قبل الشباب الذين يفرضون مبالغ مالية. أضافوا أن حتى التموقع على الشواطئ أصبح محتكرا من قبل من وصفوهم بالمستغلين، بعدما أصبحوا يحتلون الصفوف الأمامية، الأمر الذي جعل الكثير من العائلات تتذمر وتشعر بالإهانة، في ظل الصمت التام للسلطات المحلية.