تكريم حمدوش وبوحبيلة بسكيكدة

مشوار على درب الإبداع والنضال

مشوار على درب الإبداع والنضال
  • القراءات: 1024
مريم. ن مريم. ن

احتفت جمعية "الشاطئ" للأدب والفنون في سكيكدة، بالتنسيق مع المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "نور الدين صحراوي" مؤخرا، بالأستاذين العربي حمدوش وعبد العزيز بوحبيلة، تقديرا لدورهما الرائد في تمجيد الفعل الثقافي وتأطيره والرقي به. كرس المتوجان وقتهما وجهدهما لنشر العلم والمعرفة، كل في اختصاصه، واجتمع فيهما حب العمل وإتقانه والإخلاص فيه، فكان سعيهما لترسيخ القيم الإنسانية النبيلة، بما يخدم الثقافة والمجتمع في مختلف المجالات، واضحا وجليا.

اعتبر أعضاء من جمعية "الشاطئ" للأدب والفنون، أن التكريم أصبح ثقافة، بالتالي جاء السعي لترسيخها في الواقع، علما أن هذه الفئة من الشخصيات، تمثل القدوة والنموذج الحقيقي للاقتداء بها في كل مواقع العمل، وهي جديرة بالاحتفاء بها وتكريمها، وتحفيزها على المزيد من العمل والعطاء والاستمرار في ذلك. تثمين جهود الأستاذين وتفانيهما وصدقهما وإخلاصهما، لا يعد فقط ردا للجميل، واعترافا بدورهما الرائد، إنما يمثل أيضا استنهاضا للهمم وتحفيزا للآخرين على التفاني والصدق والإخلاص في تأدية الواجب. كما أعلمت الجمعية، أن هذا التكريم هو بداية لتكريمات قادمة، يتم فيها الاحتفاء بشخصيات ثقافية وغير ثقافية أيضا، أدت وتؤدي واجبها على أكمل وجه.

بالنسبة للأستاذ عبد العزيز بوحبيلة، فإنه يعتبر من المثقفين المتميزين بالجزائر، في إدارة وتسيير مسائل وقضايا الكتاب، والاشتغال على المشاريع والمبادرات الثقافية التي ترتقي بالكتابة، وتساهم في الحفاظ على الذاكرة والهوية والموروث المشترك، ومن يبحث في برنامج المؤسسة التي يديرها (المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بولاية سكيكدة)، يلاحظ أنها قدمت الكثير للثقافة. وبالتعاون مع أدباء وشعراء ومفكري الولاية، استطاع بوحبيلة برمجة مقترحات للاحتفاء بالأدب والفكر، فاقترح الشاعر عاشور بوكلوة للإشراف على ندوة القراءة، ويشرف الدكتور مصطفى كيحل على لقاء المعرفة، ليفتح النقاش حول قضايا جزائرية وعربية، في مجالات الفلسفة والنقد والرواية والشعر.

كما بادرت المكتبة الرئيسية بسكيكدة، إلى نشر مجموعة من الروايات والنصوص الشعرية والمسرحية لأدباء سكيكدة، مثل رواية "سنوات المحبة" للأزهر عطية، ورواية "الانهيار" لعز الدين شنيقي، و"قصص ياسمين بلا عطر" لنوال بوعويش، مع إصدارات شعرية لأسامة بن فورة، عاشور بوكبوة، الصادق حفايظية وعبد الفتاح غريبي. خصصت المكتبة فضاء لاستقبال الكتاب والنقاد والعلماء، حيث تستقبل الإصدارات العديدة، وكانت الأمور صعبة مع وباء "كورونا"، لكن استمر النشاط الافتراضي بندوات مسجلة حول مسائل فكرية، منها ندوة عن مالك بنبي، وندوات في التاريخ، كندوة عن مظاهرات "11 ديسمبر 1960"، وأخرى دينية عن سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وأخرى لغوية، منها ندوة عن اللغة العربية والتحديات، وأخرى أدبية، منها ندوة عن الروائي الراحل بن هدوقة.

المكرم الثاني، هو الدكتور العربي حمدوش من أهل الأدب الرفيع،  يبقى قامة كبيرة في فضاء الأدب العربي، ماهر في مجاله، نافع في ميدانه، ما قدمه للثقافة والأدب في طريق بناء الوطن يفوق عمل المؤسسات العلمية بهياكلها وطواقمها التربوية، أخرج لقسنطينة والجزائر أبطالا، هم في ميدان التربية والتعليم، يحسب لهم ألف حساب، فكانت له الأيادي البيض من وراء بروز الكثير من اللامعين، يدفع طلبته للأمام دفعا، ويمضي بهم قدما، بالتالي يعتبر تكريمه والاحتفاء به واجب عند الأوفياء، رغم صعوبة، بل واستحالة إعطاء العظيم حقه الذي يستحقه.