عمار بن يخلف مدرب المنتخب الوطني للجيدو لـ"المساء":
تحضيراتنا لم ترق إلى حجم أولمبياد طوكيو
- 708
استاء عمار بن يخلف، مدرب المنتخب الوطني للجيدو رجال، من سياسة التهميش التي نالت مصارعه فتحي نورين المتأهل إلى الألعاب الأولمبية بطوكيو في وزن (أقل من 73 كلغ)، مؤكدا أن التقصير من الهيئات المعنية، في مقدمتها اتحادية الفرع، اللجنة الأولمبية والوزارة الوصية، من شأنها تقليص من عزيمة الرياضي نتيجة فقدانه إلى الشحن المعنوي. وقال صاحب فضية أولمبياد بيكين 2000، في حواره مع ”المساء”، إن تدريبات فتحي نورين لم ترتق إلى حجم الألعاب الأولمبية، حيث تشكل نسبة 10 بالمائة من مجمل التدريبات ،سيما وأن هذه الأخيرة أجريت كلها محليا.
حدثنا عن تحضيرات المتأهل فتحي نورين إلى أولمبياد طوكيو؟
في الحقيقة، التحضيرات تجري وفق الظروف المتاحة لنا، حيث أقمنا التدريبات بمركز تيكجدة، الذي وضع تحت تصرفنا كل العتاد التدريبي والاسترجاعي، حيث نختتم اليوم (الاثنين)، تربصنا ما قبل التنافسي، الذي ركزنا فيه على الجانبين التكتيكي والبدني، خصوصا وأن سفريتنا نحو موطن الحدث (اليابان)، برمجت يوم 16 جويلية الجاري.
ذكرتم أن التدريبات لم ترق إلى مستوى الألعاب الأولمبية؟
فعلا، التدريبات التي قمنا بها كانت بأرض الوطن وتشكل نسبة 10 بالمائة، من مجمل التحضيرات، وهذا لعدم استفادتنا من أي خرجة دولية وهذا بسبب سوء برمجة الاتحادية، التي كانت في فترة سبات حيث لم تكلف نفسها في إجراء اتصالات مع الأقطاب التحضيرية بالخارج، لاسيما مع الدول الرائدة في الجيدو على غرار مركز فرنسا ،ضمن برتوكول التعاون.
ألا تعتقدون أن الاتحادية كانت تنتظر عدد المتأهيلين، لتنظيم تربص بالخارج؟
في رياضة الجيدو، حصة إفريقيا معروفة، وعدد تأشيرات لكل بلد محددة بواحدة أو اثنين كأقصى تقدير، وعليه تسطير برنامج إعدادي لهذا العدد ليس بالشيء الخارق، وهذا الإهمال دليل على الوضع الكارثي للاتحادية، حيث لم يبذل مسؤولها الأول جهدا لإقامة زيارة مفاجئة إلى مركز تيكجدة لمعاينة تدريبات ممثل الجيدو في الاستحقاق الأولمبي نورين فتحي، الذي نجح في تأدية مشواره في البطولة الإفريقية التي جرت بداكار (السنغال) شهر ماي الفارط، دون خطأ، حيث تفوق على جميع خصومه لبلوغ النهائي عن جدارة واستحقاق، أين توج بالمعدن النفيس بعد فوزه على الغامبي فاي نجي، بحركة وزاري، بعد أربع دقائق من انطلاق المقابلة.
نفهم من كلامك أن اتحادية الجيدو هي الوحيدة، التي أجرت كل تدريباتها بأرض الوطن؟
للأسف، هذا هو الواقع المر، اتحادية الجيدو التي دأبت على تشريف الألوان الوطنية في محافل الدولية أضحت أخر الاتحاديات الأولمبية، وحسب الأصداء التي وصلتني، المسؤول الحالي، ياسين سيليني، أجرى اتصالات مع المراكز التدريبية بأوروبا وجدتها كلها أبوابها موصدة، حيث فضلت إقامة تدريبات رياضييها في أجواء تدريبية وصحية مضمونة، ولكن القائمين على شؤون الرياضة في البلاد، لم يستفيدوا من خبرات هذه الدول، رغم أنها أبرمت معها برتوكولات التعاون في مختلف المجالات التأطير، التدريب والتكوين القاعدي.
في ظل هذا الوضع، كيف تبدو مأمورية نورين في اليابان؟
بالنظر إلى المشاركة النوعية من 18 أحسن مصارع في العالم، بالإضافة إلى المتأهيلين حسب الحصة، المنافسة ستكون على أشدها، نتيجة تقارب المستوى من جهة وفرص التتويج من جهة أخرى، لكن الشيء الذي أتخوف منه - بالنسبة لفتحي نورين- هو الإنهيار البدني، بسبب الفارق في التدريبات مع منافسيه، الذين شرعوا في تدريباتهم لهذا الحدث منذ أربع سنوات...
هل لديكم فكرة عن منافسي نورين في وزن أقل من 73 كلغ؟
بطبيعة الحال، حسب لائحة المتأهيلين اكتسبا فكرة مسبقة عن المنافسين المحتمل منازلة واحد منهم، في الدور التمهيدي وفي مجملهم متوجين بالألقاب العالمية والأولمبية، رغم ذلك أنا واثق من أن نورين سيحقق نتيجة إيجابية، حيث سنعتمد على حرارة تشريف الألوان الوطنية، لإحداث مفاجأة من العيار الثقيل.
أسلفت أن الاتحادية الكوا والوصاية غائبة في هذا الظرف الحساس؟
هذه حقيقة وليس افتراء، على الهيئات المذكورة مرافقة الرياضي في تدريباته ماديا ومعنويا، ولكن للأسف في فترة التدريبات غائبة على طول الخط، حيث لم تكلف أي شخص من حفيظتها لزيارتنا، كما هو متعارف عليه ، أن هؤلاء الشخصيات يعتبرون أن المسؤولية ترتكز على توديع الوفود الرياضية في المطار أمام عدسات الصحفيين، فيما يتم تجاهل التحضيرات وظروفها وحتى أهدافها.
وفي نظر عمار بن يخلف، ما هي المسؤولية؟
المسؤولية حسب المنطق، هو النزول إلى الميدان للتقرب من الرياضيين قصد الاستماع إلى انشغالاتهم ومشاكلهم، التي تعرقل مشوارهم الرياضي والدراسي، لكن للأسف هذا الالتزام أصبح على شكل ارتداء بدلات رسمية وأخذ صور مع الرياضيين ونشرها عبر التواصل الاجتماعي، هذا ما يقودنا للقول ما فائدة من تواجد هؤلاء المسؤولين.
وإذا عدنا للحديث عن خليفة عمار بن يخلف وصورية حداد؟
هذا السؤال يذهب بنا للحديث عن حال الجيدو في الجزائر، وفي الواقع يتواجد هذا الفرع، شأنه شأن التخصصات الأخرى، في وضع كارثي أثر على هذه الرياضة من خلال تراجع مستواها بشكل رهيب، وهذا الأمر يعود لعدة أسباب وعدة عوامل، أهمها الإهمال والتهميش.
وماذا عن الإمكانيات؟
أهمية الإمكانيات أمر مفروغ منه، فأي رياضة تحتاج لتوفير الإمكانيات، ولا يمكن النجاح من دونها، فنحن في رياضة الجيدو نعاني من نقص كبير في الإمكانيات، على غرار الإمكانيات المادية، المعنوية وحتى البشرية، الجيدو يحتاج لدعم مادي كبير لإجراء تربصات والاحتكاك بالمستوى العالي، من أجل التألق في البطولات العالمية والأولمبية.
هل من عوامل أخرى؟
لاحظنا تراجعا كبيرا في مستوى الرياضيين، الذين يمارسون هذه الرياضة، وهذا راجع لنقص تكوين المدربين، حيث أصبح من هب ودب يفتح قاعات رياضية ليدرب الجيدو، وهو ما ولد خروج جيل دون المستوى في هذا التخصص الرياضي.
إذن، ما هو الحل؟
الحل واضح وبسيط وهو العمل والاهتمام بهذه الرياضة من كل الجوانب، لأنه وللأسف أغلب المسؤولين في الأندية الرياضية، لا يقومون بواجبهم كما ينبغي، وما لاحظناه أن المسؤول يعمل لمصالحه الشخصية ولا يهتم بالرياضيين، إلا من رحم ربي، لأن هناك فئة قليلة تعمل على تطوير هذه الرياضة يجب أن ندعمها.