نعمة الأمن في الجزائر مصدر إزعاج لهم.."الجيش":
التفاف الشعب حول الجزائر الجديدة يؤرّق المعتوهين والمتهورين
- 419
❊ الجيش سيبقى مدافعا عن الجزائر وسيادتها وسيتصدى للمتطاولين
❊ نعمتا الحرية والأمن لم تكونا صدفة وإنما محصلة تضحيات
❊ خطاب الفريق شنقريحة كان واضحا وجليا ولا يحتاج لأي تأويل أو تفسير
أكدت مجلة "الجيش" في عددها الأخير، أن نعمة الأمن التي تحظى بها الجزائر، هي مصدر إزعاج لبعض "المعتوهين والمتهورين"، الذين "يؤرّقهم التفاف الشعب حول مسار بناء الجزائر الجديدة"، محذرة الشباب من هذه الأطراف التي تعمل لصالح أجندات خارجية تنشط ضد البلاد، من خلال التهجم على كل الإنجازات التي تمت لحد الساعة.
وأشارت المجلة، إلى أن هذه المسألة نبه إليها رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المجيد تبون، في كلمته للأمة في الذكرى 59 لعيدي الاستقلال والشباب بقوله "إن الشعب الجزائري الذي أمن مسيرته المظفرة بميثاق مرجعية نوفمبر، قادر على دحض نوايا التوجهات المريبة ومناوراتها للنيل من أمن واستقرار البلاد وعازم على التصدي بقوة وحزم لكل من تسوّل له نفسه التطاول على الجزائر القوية بشعبها وجيشها". كما ذكرت أيضا بأن نعمتي الحرية والأمن هاتين "لم تكونا صدفة أو قدمت هبة" وإنما "محصلة تضحيات جسام وجهود أجيال متعاقبة، استهلها الأمير عبد القادر واختتمها بن بولعيد ورفاقه".
وأكدت المجلة أنه عقب مرور 59 سنة على استرجاع السيادة الوطنية و"بعد نضال شاق ومرير وثورة شعبية عارمة"، فإن "الواجب يدعو الذاكرة الجماعية إلى (...) استحضار عربون ما دفعه أسلافنا من غال ونفيس للانعتاق من نير استعمار استيطاني غاشم دام 132 حول". وتطرق الإصدار إلى الظروف الأمنية غير المستقرة التي تعرفها المنطقة الإقليمية المحيطة بالبلاد، مضيفا أن هذه الأخيرة، "سعت ولا زالت إلى دعـم جميع الجهود والمبادرات الدولية الرامية إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى جميع دول الجوار، غير أن أصحاب النوايا السيئة يعملون على تأجيج وتأزيم الوضع ومحاولة المساس بسمعة الجزائر وأمنها".
وعادت المجلة في هذا الإطار، للتذكير بما كان قد قاله رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنقريحة، لدى مخاطبته هذه الأطراف ‘’إننا نحذر أشد التحذير كل من تسول له نفسه المريضة والمتعطشة للسلطة من مغبة المساس بسمعة وأمن الجزائر وليعلم هؤلاء أن الرد سيكون قاسيا وحاسما". وأوضح العدد الأخير، للمجلة، أن خطاب، الفريق شنقريحة كان "واضحا وجليا ولا يحتاج لأي تأويل أو تفسير"، مشدّدة على أنه "ما على المغامرين والمجازفين إلا العودة إلى جادة الطريق وعقل الصواب والكف عن الدروشة والتهريج".
واستطردت المجلة "انطلاقا من كل ذلك، فإن المعركة التي تخوضها الجزائر اليوم على أكثر من صعيد، "لا تقل أهمية عن تلك التي خاضها شعبنا في معركة التحرير، بل هي امتداد طبيعي لها"، مضيفة في هذا الصدد "مثلما خطط شباب الأمس لثورة التحرير وكانوا وقودا لها، فإن "الجزائر الجديدة تقوم على فئة الشباب المطالب بتوظيف طاقاته في مختلف المجالات وتسخير كفاءاته خدمة لتنمية الوطن ووحدته، خاصة وأن البرلمان الجديد يزخر بطاقات شابة تحمل على عاتقها آمال الشعب وتطلعاته".
وأضافت المجلة أنه "بناء على ما سبق ذكره، يتعين على شباب اليوم إدراك أن "نعمة الحرية والأمن لا يضاهيهما نعيما ولا يستبدلا بكل ملذات الحياة ولا يقدرهما إلا من شرب حنظل الجور والطغيان"، داعية هذه الفئة إلى "الحذر من كهنة معابد الفتنة الذين يتسابقون في تهديد بلادنا ونشر الإشاعات وحبك الأكاذيب وتثبيط الهمم".
كما سلطت افتتاحية الجيش، الضوء على مرامي هؤلاء الذين تصب كل محاولاتهم في خانة "خدمة أجندات أجنبية تنشط ضد الجزائر وشعبها"، غير أنها جزمت بأن مآل هذه المساعي هو "الفشل الذريع"، بحيث "سيعرف شبابنا الذي أصبح على مستوى من الوعي كيف يفرق بين الغث والسمين وبين الصالح والطالح. لأن حبل الكذب قصير والحق سيظهر طال الزمن أو قصر".
الجيش الوطني الشعبي سيظل مدافعا عن حرمة الأراضي الجزائرية
وشددت المجلة، على أن الجيش الوطني الشعبي، سيبقى "مدافعا بكل ما أوتي من قوة، على الأمانة التي تركها الشهداء وعلى حرمة الأراضي الجزائرية وعلى السيادة الوطنية"، مستندة في ذلك إلى كونه قد "بلغ مكانة عالية في تطوير قواته في شتى الجوانب، بفضل مسار تطويري شامل اهتم بتكوين العنصر البشري وتنفيذ برامج التحضير القتالي والإلمام بمنظومات الأسلحة المتطوّرة".
وأضافت المجلة بهذا الخصوص "لو عدنا قليلا إلى السنوات الأولى من الاستقلال وإلى المهام التي كلف بها جيشنا الوطني الشعبي آنذاك، لأدركنا أن سليل جيش التحرير الوطني، وجد نفسه أمام جملة من التحديات، أهمها بناء أداة دفاعية متطورة قادرة على حماية الوطن والمساهمة من جهة ثانية إلى جانب الخيرين من أبناء الأمة في بناء وتشييد الدولة الجزائرية الفتية". وقد واصل الجيش الوطني الشعبي، منذ ذلك الحين مساره التطويري "بكل عزم وثبات"، تتابع المجلة التي عرجت على المورد البشري المؤهل الذي تعززت به وحدات الجيش هذه السنة. كما ذكر بأن المؤسسات التعليمية والتكوينية التابعة لذات المنظومة أخذت على عاتقها "إعداد مقاتل عسكري محترف متفاعل مع محيطه، مستعد للتضحية عن كل شبر من تراب وطنه المفدى".
أما فيما يتعلق بالجانب العملياتي، فإن "التماشي السليم مع صلب المهام الموكلة وامتلاك كافة متطلبات الجاهزية القتالية، يعد أهم العوامل الهامة لتنفيذ كافة مراحل التحضير القتالي بكل مهارة وإتقان". وأشارت المجلة إلى أن "نجاح مختلف التمارين القتالية التي نفذت خلال هذه السنة عبر مختلف النواحي العسكرية ما هو إلا دليل على إصرار قيادتنا في انتهاج هذه الاستراتيجية التي اكتسبت بفضلها قواتنا تجربة وخبرات قتالية إضافية على درب التحكم والاحترافية". وخصت بالذكر "آخر هذه التمارين وليس الأخير" والمتمثل في التمرين التكتيكي بالذخيرة الحية "نصر-2021"، الذي اتسم تنفيذه بـ"احترافية عالية في جميع مراحله"، علما أنه يندرج في إطار اختتام سنة التحضير القتالي.