استقبال 30 ألف جرعة من مختلف اللقاحات

وضعية وبائية مقلقة بقسنطينة

وضعية وبائية مقلقة بقسنطينة
  • 860
زبير.ز زبير.ز

كشف مدير الصحة بولاية قسنطينة، بشلوش عبد الحميد، عن استقبال إلى غاية نهاية الأسبوع الفارط، حوالي 30 ألف جرعة من اللقاح الخاص بوباء “كوفيد-19”، تم توزيعها على المراكز المعنية بالتلقيح، وعلى رأسها العيادة متعددة الخدمات بحي التوت، التابعة للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية “بشير منتوري”، وعدد من المراكز الصحية عبر البلديات، خاصة في ظل المعطيات التي تشير إلى تدهور الوضع الصحي من يوم لآخر، في ظل عدم اكتراث المواطن القسنطيني الذي أهمل الإجراءات الوقائية، على غرار وضع الكمامة، واستعمال المطهرات الكحولية، واحترام مسافة التباعد.

أربعة أنواع من اللقاح متوفرة و”أسترازينيكا” في المقدمة

حسب مدير الصحة بقسنطينة، فإن الولاية استلمت 29581 جرعة من اللقاح، كل جرعة تضم لقاحين اثنين، حيث يتم تلقيح الشخص على مرتين متباعدتين، مضيفا أنه وإلى غاية نهاية الأسبوع الفارط، استقبلت الولاية حصة من اللقاح، تقدر بـ12120 جرعة من اللقاح الخاص بوباء “كوفيد-19”.

أكد المتحدث، أن عاصمة الشرق استقبلت 4 أنواع من اللقاحات، وأكبر حصة من اللقاح من نوع “أسترازينيكا”، حيث استقبلت الولاية 13495 لقاح، وتم تلقيح 11334 شخص، يليه لقاح “سينوفاك”، بعدما استقبلت الولاية 10600 لقاح، وتم تلقيح 4110 شخص، ثم اللقاح الروسي “سبوتنيك V"، باستقبال 3060 لقاح، وتلقيح 2307 شخص، وأخيرا لقاح “سينوفارم” الذي استقبلت الولاية منه 2426 جرعة، وتلقيح 2231 شخص.

طمأن المدير الولائي، الذي كشف عن تلقيح 940 شخص، خلال نهاية السبوع الفارط، عبر مختلف المراكز، بشأن حفظ جرعات اللقاح، خاصة في ظل الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي، وتأثر اللقاح بالحرارة، مؤكدا أن كل المركز المعنية بالتلقيح، مزودة بمولدات كهربائية، تعمل مباشرة في حالة انقطاع الكهرباء، لضمان درجة حرارة منخفضة وحفظ اللقاح من التلف.

38 مركز تلقيح ثابت و8 متنقلة والإقبال ضعيف

من جهته، كشف الدكتور بن عراب عبد الله، رئيس لجنة الصحة والبيئة بالمجلس الشعبي الولائي، وجود 4 مخابر للتحاليل بالولاية، منها مخبرين عموميين، أحدهما بجامعة قسنطينة “2”، والآخر بجامعة قسنطينة “3”، ومخبرين لخواص. وأكد أن الولاية تضم 38 مركز تلقيح ثابت، و8 مراكز متنقلة، مع احتمال الاستنجاد بشاحنات التبرع بالدم، مضيفا أنه من بين سلبيات التسجيل عبر الأنترنت، وبعد ذلك الاتصال الهاتفي بالمسجل لإجراء عملية التلقيح، أن العملية لم تأت أكلها، خاصة أن الطبقة المعنية، وهي الشريحة الأكثر من 50 سنة، وأصحاب الأمراض المزمنة المعينة بالتلقيح، جلهم لا يستعملون وسائل الاتصال والأنترنت ولا يملكون هواتف ذكية.

حسب الدكتور بن عراب عبد الله، الذي قدم تقريرا حول الوضعية الوبائية وعملية التلقيح بولاية قسنطينة، على هامش الدورة العادية للمجلس الشعبي الولائي، المنعقدة يوم الأربعاء الفارط، فإن نسبة التلقيح وإلى غاية 26 جوان الفارط، كانت جد ضعيفة وبلغت حدود 1.19 بالمائة من عدد السكان، بعدما بلغ عدد الأشخاص الذين تم تلقيحهم 16727 شخصا، سواء من الرجال أو النساء، وهو الأمر الذي جعل مديرية الصحة تستنجد بالمرافق العمومية، على غرار قاعات الرياضة، لتلقيح أكبر عدد من المواطنين، مثلما جرى الأمر بقاعة برشاش بحي فيلالي.

الأرقام تتضاعف بشكل مخيف

كشف الدكتور بن عراب عبد الله، أن قسنطينة سجلت بين شهر مارس من سنة 2020، إلى غاية بداية الخامس من شهر جويلية الجاري، 5822 إصابة مؤكدة بفيروس “كوفيد-19”، أدت إلى وفاة 529 مصاب من الجنسين، مضيفا أن عدد الأشخاص الذين تم وضعهم بالمستشفى، للاشتباه بإصابتهم أو لإصابتهم بالفيروس، بلغ 7041 شخص من الجنسين.

حسب المتحدث، فإن الأرقام المقدمة لا تعكس بصدق الواقع، مضيفا أن هذه الأرقام الخاصة بالإصابات، يمكن أن تتضاعف مرتين، أو ثلاث أو أربع مرات، خاصة أن الإحصائيات لا تؤخذ بعين الاعتبار سوى كشف “بي. سي. أر”، كما أن عددا كبيرا من المرضى، لا يقومون بالتحاليل، خوفا من اكتشاف المرض عندهم، وبذلك تحويلهم إلى المستشفيات.

كما كشف عن خطورة الوضعية، استنادا إلى بعض المعطيات المستقاة من أرض الواقع، حيث كشفت الإحصائيات، أن الجزائر سجلت بين 15 إلى 21 ماي الفارط، 1375 حالة إصابة جديدة، كما سجلت بين 21 جوان إلى 25 من نفس الشهر، 2553 إصابة، وهو ما يمثل زيادة بـ85.7 بالمائة، معتبرا أن شهر جويلية، سيعرف ذروة الإصابات، وهو الذي سيحدد فيما ستكون موجة ثالثة، أو سيتم التحكم في الأمر، من خلال احترام الإجراءات الوقائية وارتداء الكمامة، والعودة إلى الاحتياطات المتخذة سابقا، لتفدي أي انزلاق، خاصة مع الدخول الاجتماعي المقبل.

الوضعية حرجة وظهور السلالة الجديدة “دلتا” عقد الأمر

أكد المسؤول المذكور، أن الوضعية حرجة ولا تحتمل انتشار الفيروس المتحور “دلتا”، خاصة في ظل تشبع المستشفيات، موضحا أن هذا الفيروس ينتشر مرتين أسرع من الفيروس القديم، وأن نسبة التلقيح أو ما يعرف حصانة القطيع، يجب أن تصل إلى 80 بالمائة من التلقيح مع هذا الفيروس، بدلا من 60 بالمائة مع الفيروس القديم، وقال؛ إن “نسب الإقامة بالمستشفيات سترتفع بين 40 إلى 100  بالمائة، حسب التوقعات، في ظل نقص المعطيات حول تصرفات هذا الفيروس المتحور...”، مضيفا أن قسنطينة غير مستعدة بعد لمواجهة هذا الفيروس المتحور، الذي ظهر أول مرة بالهند، وأن عملية الكشف عليه غير متوفرة.

طالب الدكتور بن عراب، بمضاعفة الجهود في مجال التلقيح وفتح مراكز التلقيح يوميا، خلال الليل والنهار، وحتى في أيام عطلة نهاية الأسبوع والعطل الرسمية، معتبرا أنه كلما كان الفيروس يتنقل بحرية كلما زاد تكاثره، وهو الأمر الذي سيزيد في احتمال ظهور سلالات متحورة، ويزيد من تردي الوضع الصحي وتعقده.

المساجد تدخل في سباق مع الزمن لتدارك التأخر

برمجت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بولاية قسنطينة، انطلاقا من نهار الجمعة الأخير، حملة للتلقيح ضد فيروس “كوفيد-19”، عبر مختلف مساجد الولاية، في خطوة لتدارك التأخر المسجل في عملية التلقيح التي تشهدها الولاية، حيث انطلقت العملية بعد صلاة الجمعة من مسجد “الأمير عبد القادر”، الذي يعد أكبر صرح ديني بعاصمة الشرق الجزائري.

حسب مدير الشؤون الدينية والأوقاف بالولاية، بوذراع بلخير، فإنه تم توفير كل الإمكانيات المادية والبشرية، بالتنسيق مع مديرية الصحة، من أجل إنجاح هذه العملية التي انطلقت من مسجد “الأمير عبد القادر”، على أن تتوسع بعد ذلك إلى بقية المساجد عبر تراب الولاية، مضيفا أنه تم توجيه تعليمات للأئمة، من أجل التحسيس والتوعية بخطورة الوضع الصحي، والمساهمة في حث المصلين على التوجه إلى المراكز الصحة من أجل أخذ اللقاح.

كشف مدير الشؤون الدينية والأوقاف بولاية قسنطينة، عن عملية تعقيم وتطهير واسعتين لمسجدي “الفرقان” و"أبو عبيدة بن الجراح”، ببلدية الخروب، بعدما تم اكتشاف حالتين مؤكدين لإصابة بفيروس “كوفيد-19”، وهما موظفين يعملان بهذين المسجدين، حيث تم إحالتهما على عطلة استثنائية، والقيام بعمليات التطهير والتعقيم، وقال إن “العلاج أمر شرعي مطلوب للحفاظ على سلامة الفرد والمجتمع”.