الدكتور عبد الحفيظ قايدي رئيس مصلحة مكافحة الأوبئة بمستشفى بوفاريك لـ"المساء":
مقترحات استعجالية لمشكل الانقطاع في التزود بالأكسجين بالمستشفيات
- 856
وصف الدكتور عبد الحفيظ قايدي، رئيس مصلحة مكافحة الأوبئة والأمراض المتنقلة بمستشفى بوفاريك، في ولاية البليدة، الوضعية الوبائية على مستوى مستشفى بوفاريك، بالصعبة، في ظل تنامي الحالات المستعصية التي يستقبلها المستشفى بصورة يومية في مصلحة "كوفيد 19" والاستعجالات، إذ تفوق 400 حالة مؤكدة، أغلبها تتطلب الاستشفاء وتعاني من صعوبات في التنفس، داعيا بالمناسبة، إلى ضرورة التسريع في معالجة التذبذبات المسجلة في التزود بالأكسجين، الذي أصبح يشكل أكثر من ضرورة في العلاج. "المساء" تحدثت إلى البروفيسور قايدي، حول أهم المقترحات المقدمة من أجل سد العجز المسجل في مادة الأكسجين، وتقييمه للوضعية الوبائية في هذا الحوار.
❊ بداية، حدثنا عن وضع المصابين بالفيروس المتحور "دالتا"؟
❊❊ مستشفيات ولاية البليدة، على غرار كل مستشفيات الوطن، تعاني من حالة تشبع بالحالات المصابة بالفيروس المتحور "دالتا"، حيث نستقبل على مستوى المؤسسة الاستشفائية للأمراض المعدية ببوفاريك في ولاية البليدة، يوميا، أكثر من 400 حالة مؤكدة، أغلبها تعاني من مشاكل في التنفس وتحتاج بنسبة 100 بالمائة إلى الأكسجين، الذي ارتفع عليه الطلب بشكل كبير في الأيام الأخيرة، التي تزامنت وارتفع حالات الإصابة، بسبب التفشي السريع للفيروس.
❊ ما هي الإجراءات التي تتخذونها عند تسجيل نقص في الأكسجين؟
❊❊ يعيش المستشفى حالة من الفزع والخوف بمجرد الإعلان على نفاذ المخزون، بالنظر إلى الطلب الكبير المسجل على استهلاك الأكسجين من طرف المصابين بالفيروس المتحور، من الذين يعانون من مشاكل في التنفس، حيث أن قوارير الأكسجين التي يتم تعبئتها من المخزون سرعان ما تنفذ، الأمر الذي يترتب عليه حدوث انقطاع، وهو الذي يتسبب في حالة من الفزع، لأن المريض لا ينبغي أن ينقطع عنه الأكسجين لتجنب وفاته.
❊ ما هو معدل استهلاك الأكسجين؟
❊❊ يجري العمل غالبا بقارورات الأكسجين، حيث يحتاج المريض إلى حوالي 15 لترا في الدقيقة، بالتالي فإن هذه الكمية تكفي لمدة ساعة ونصف الساعة تقريبا، وبهذا المعدل، فإن كل شخص يحتاج إلى أكثر من عشرة قوارير، الأمر الذي يتطلب، أمام الحاجة الملحة لمادة الأكسجين، إلى مضاعفة المجهودات لتجنب الانقطاعات المسجلة خلال فترة التداوي.
❊ ما هي الأسباب التي تؤدي إلى تسجيل انقطاع في التزود بالأكسجين في المستشفيات؟
❊❊ أول وأهم الأسباب التي تحدث الانقطاع في الأكسجين، والتي تسبب في حالة من الفزع وأضرار تصيب المرضى؛ تأخر وصول الشاحنات المعبئة بالأكسجين، الأمر الذي يتسبب في حدوث انقطاع بسبب التأخر في تعبئة المخزون، ومنه ندعو المصالح الأمنية إلى التدخل من أجل تدارك هذا الخلل، وتسهيل وصول الشاحنات في الوقت المحدد، لتجنب خسائر في الأرواح بسبب نفاذ الأكسجين، حيث نسارع في أغلب الأحيان إلى انتظار الشاحنات عند باب المستشفى، بسبب حالة الذعر الذي يحدث، هذا من ناحية، ومن جهة أخرى، نطالب كمختصين في الصحة، أن يتم إنتاج مولدات الأكسجين في كل ولاية، كأن يتم مثلا إنتاجها على مستوى ولاية البليدة، حتى لا يتم تكبد عناء إحضارها من العاصمة، الأمر الذي يتسبب في حدوث الانقطاع في التزود بالأكسجين، بسبب التأخر في جلبها.
❊ المجتمع المدني تدخل لتسيير أزمة الأكسجين، ما تعليقك؟
❊❊ كعادته، المجتمع المدني يثبت في كل مرة تضامنه، من خلال الهبات التطوعية للمساهمة في توفير مادة الأكسجين للمرضى والمستشفيات. وبالمناسبة، نوجه دعوى إلى كل المقاولين والصناعيين من أجل التطوع ومساعدة الأطقم الطبية بما أمكن من معدات، للخروج من هذه الأزمة الصحية، خاصة أن العبء في الأشهر الأخيرة زاد على الجيش الأبيض، الذي أصبح يسجل بمعدل فقدان طبيب أو ممرض كل يوم، الأمر الذي أثر على الإمكانية البشرية وعلى الجانب النفسي للعاملين في قطاع الصحة.
❊ ماذا عن التسريع في وتيرة التلقيح؟
❊❊ أخيرا، بدأت عملية التلقيح تعرف منحى تصاعديا، بعدما انتشر نوع من الوعي المجتمعي بأهمية التلقيح لتأمين المناعة الجماعية، وفي اعتقادي، كان يفترض منذ البداية، أن يكون التلقيح إجباريا، كما كان عليه في الماضي، لحمل المواطنين على تلقيح أنفسهم، وتجنب تداعيات الأزمة الصحية التي تعيشها المستشفيات اليوم، حيث تشير الإحصائيات الأولية، إلى أن 96 بالمائة من المرضى الذين يصارعون الوباء المتحور لم يلحقوا، وأن نسبة 4 بالمائة فقط من المرضى الذين لقحوا أصيبوا بالفيروس وساءت حالتهم، كونهم مصابون بعدد من الأمراض المزمنة. بالمناسبة، ندعو مصالح الأمن إلى التطبيق الصارم للقوانين ضد كل المخالفين لتدابير الوقاية.
❊ هل من كلمة أخيرة؟
❊❊ تفيد بعض التقارير الأولية بأن الدول التي فاقت فيها نسبت التلقيح 40 بالمائة، مثل سويسرا، تحقق نتائج تبعث على الارتياح في التغلب على الوباء، وهو ما نأمل في الوصول إليه، بالمراهنة على الوعي والتسريع في وتيرة التلقيح الذي كان للإشاعة دور كبير في تأخيره، والتأثير سلبا على رغبة المواطنين في تأمين هذه الحماية.