13 ضحية..72 حريقا عبر 18 ولاية ووفد وزاري بتيزي وزو

مجرمو الغابات يروّعون المواطنين الآمنين

مجرمو الغابات يروّعون المواطنين الآمنين
  • القراءات: 949
م. ف م. ف

رئيس الجمهورية يتابع تطور الوضع بهذه الولاية الثورية

وزير الداخلية: أوليتنا المطلقة هي حماية المواطنين

أياد إجرامية تغذيها الكراهية ضد بلادنا وراء نشوب أزيد من 50 حريقا

قدم وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، كمال بلجود، تعازي رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون والوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان، لعائلات ضحايا الحرائق الكبيرة التي نشبت بولاية تيزي وزو وأسفرت عن وفاة 12 شخصا وعدة جرحى.

وتنقل أمس وزير الداخلية الذي كان مرفوقا بوزير الفلاحة والتنمية الريفية، عبد الحميد حمداني ووزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة كوثر كريكو  إلى منطقة آث يني وواسيف، حيث التقى عائلات الضحايا الذين قدم لهم عازي رئيس الجمهورية والوزير الأول.

وأكد بلجود أن "رئيس الجمهورية يتتبع عن كثب منذ أول أمس، تطور الوضع على مستوى هذه الولاية الثورية"، مطمئنا  بتوفير الدولة لوسائل اضافية في حال احتاجت الولاية لذلك.

وأضاف وزير الداخلية: "نحن في اتصال مستمر منذ اندلاع النيران مع والي تيزي وزو. وأوليتنا المطلقة هي حماية المواطنين"، مؤكدا اسداء تعليمات صارمة لمسؤول الجهاز التنفيذي المحلي من أجل المحافظة على الأرواح وإجلاء السكان المهددين جراء اشتعال النيران وهو الأمر الذي تم القيام به".

أياد إجرامية وراء  الحرائق

وكان بلجود قد أكد صباح أمس في تصريح للصحافة بتيزي وزو، أن "أيادي إجرامية تغذيها الكراهية ضد بلادنا وتريد الإضرار بالجزائر وراء نشوب أزيد من 50 حريقا" وهو ما أكده محافظ الغابات لولاية تيزي وزو يوسف ولد محمد، كما أشار الوزير الى تشابه هذه الحرائق الاجرامية مع حرائق أخرى تم تسجيلها في مناطق أخرى من الوطن، منها حرائق خنشلة مؤخرا، في حين طمأن بتعويض المتضررين.

وفد من 130 خبير للبلديات المتضررة

وأكد بلجود أنه سيتم "يوم السبت المقبل ايفاد وفد متكون من 130 إلى140 خبير إلى الولاية خصوصا إلى البلديات المتضررة من أجل تقييم حجم الأضرار والخسائر في الميدان"، مسديا في هذا الصدد تعليمات من أجل حشد جميع الهياكل المتوفرة (فنادق ودور الشباب) لاستقبال العائلات التي فقدت منازلها جراء الحرائق"، مضيفا أنه سيتم فتح تحقيقات من طرف مصالح الأمن من أجل كشف ملابسات هذه الكارثة و تحديد هوية المجرمين ومعاقبتهم.

ووجه المسؤول الحكومي شكره لكل الأسلاك الأمنية التي تم تجنيدها من أجل مواجهة هذه الحرائق، مشيرا إلى تضامن الولايات الأخرى التي أرسلت وحدات دعم إلى تيزي وزو، كما شكر سكان هذه الولاية الذين تجندوا للمشاركة في عمليات الانقاذ والتكفل بالمتضررين وكذا في عمليات اخماد النيران.

وبلغ عدد الحرائق التي اندلعت منذ مساء أول أمس 72 حريقا موزعا على 18 ولاية من الوطن، من بينها 41 حريقا تتواصل عمليات الإخماد، وفضلا عن ولاية تيزي وزو، مست حرائق الغابات أيضا كل من تبسة وأم البواقي وسطيف وجيجل والمدية وبجاية والبليدة وخنشلة والبويرة وقالمة وبرج بوعريرج وبومرداس وتيارت وسكيكدة، مخلفة لحد الآن خمسة وفيات من بينهم أربعة في تيزي وزو وضحية واحدة بسطيف، فضلا عن تسجيل إصابة عونين تابعين لمصالح الغابات بجروح.

وكانت مفارز للجيش الوطني الشعبي، تدخلت مساء أول أمس، لإخماد النيران في المناطق الغابية بكل من تيزي وزو التي سجل بها 19 حريقا، بجاية، جيجل وسطيف، للمساهمة إلى جانب مصالح الحماية المدنية في إخماد الحرائق المندلعة بمختلف المناطق الغابية وإجلاء المواطنين المتضررين بالقرى والمداشر المنكوبة".

الجيش يتدخل بالموارد البشرية والمادية

وأكد بيان وزارة الدفاع الوطني، تسلمت "المساء" نسخة منه، أنه تم "تسخير كافة الموارد البشرية والمادية، على غرار آليات وجرافات من أجل شق مسالك في المناطق الوعرة ووقف زحف النيران"، مشيرا إلى أن "وحدات الجيش الوطني الشعبي تبقى مجندة ومسخرة حتى السيطرة على جميع النيران".

وللإشارة، سجلت مصالح الحماية المدنية في بيان لها نشوب 36 حريقا إلى غاية صباح أمس بـ18 ولاية أودت بحياة 6 أشخاص بتيزي وزو وشخص واحد بسطيف.

فقد تسبب الحريق الذي نشب بدوار الخلافة ببلدية عين السبت (شمال شرق سطيف) في وفاة شخص مسن (86 سنة) متأثرا بالدخان الكثيف والحروق التي مست جميع أجزاء جسده.

وأكد المكلف بالإعلام والاتصال بمديرية ذات السلك النظامي، النقيب أحمد لعمامرة بأن الضحية قد وجد ميتا ليلة أول أمس في حدود الساعة الثامنة من طرف أعوان الحماية المدنية التي كانت بصدد إطفاء الحريق، حيث حاول حماية ممتلكاته أمام اسطبل أغنامه و ماعزه بدوار الخلافة التابع لذات الجماعة المحلية.

وقد تولت فرق الحماية المدنية نقل جثة الضحية إلى مستشفى بني عزيز (شمال شرق سطيف)، الذي ذكر بأن الحريق أتى أيضا على عشرات الهكتارات من الادغال والأحراش والأشجار الغابية وبساتين الأشجار المثمرة.

وكانت ألسنة اللهب قد اندلعت بمشتة لعظامة ببلدية عين السبت (شمال شرق سطيف) وانتشرت الى مشاتي مجاورة بالمنطقة، على غرار نويدرة وزنقروط والكاف لحمر والخلافة ما استدعى تدخل فرق الحماية المدنية التابعة لبلديات بني عزيز و بابور مدعمة بالرتل المتنقل لولاية سطيف وفوج دعم تابع للرتل المتنقل لولاية المسيلة.

وتم في هذا الإطار تجنيد 10 شاحنات اطفاء بمختلف الأحجام بكامل طواقمها بإجمالي 70 عونا بمختلف الرتب، بالإضافة الى امكانيات مصالح محافظة الغابات والبلدية والدرك الوطني وعدد هام من المواطنين بوسائلهم الخاصة من جرارات وشاحنات ذات صهاريج المياه.

وتواصلت الى غاية صبيحة أمس عمليات اخماد بقايا هذا الحريق الى جانب حريق آخر نشب بغابة صنوبر حلبي وأحراش بجبل يوسف بتراب بلدية قجال الواقعة جنوب سطيف.

وقد سخرت الحماية المدنية "إمكانيات مادية وبشرية هائلة لإخماد هذه الحرائق خصوصا  على مستوى تيزي وزو بـ12 رتل متنقل من الوحدة الوطنية للتدريب والتدخل بـرتلين  متنقلين، بومرداس، برج بوعريريج، البويرة، المدية، سطيف، النعامة، البيض و تيزي وزو بـ3 أرتال متنقلة، بالإضافة إلى مروحيتين من المجموعة الجوية للحماية المدنية، فضلا عن  تعداد مقدر بـ900 عون حماية مدنية بمختلف الرتب و 200 شاحنة إخماد".

وتتواصل تدخلات عناصر الحماية المدنية وعمال قطاع الغابات لولاية تيزي وزو بمساعدة كل من عناصر الجيش الوطني الشعبي والدرك الوطني وعدد من المواطنين، تدعمهم وسائل بشرية ومادية من ولايات أخرى (الجزائر العاصمة، البويرة، بومرداس، المدية، برج بوعريريج) ليلة الاثنين إلى الثلاثاء من أجل إنقاذ الارواح البشرية بالدرجة الاولى. 

وأشارت حصيلة مؤقتة لمحافظة الغابات إلى تسجيل خسائر مادية معتبرة في الغطاء النباتي والحيوانات والأشجار المثمرة خاصة أشجار الزيتون.