تَواصل التطعيم ضد فيروس “كوفيد-19” ببومرداس
المواطنون بصوت واحد: اللقاح من أجل العودة إلى حياتنا الطبيعية
- 1287
تتواصل، بولاية بومرداس، حملة التلقيح ضد فيروس كورونا “كوفيد-19”؛ حيث بادرت السلطات الصحية بفتح فضاء للتطعيم المكثف على مستوى القاعة متعددة الرياضات بعاصمة الولاية؛ بهدف تلقي الجرعة الأولى؛ في تنظيم ملحوظ، تراعي فيه تدابير التباعد الجسدي، وسط أريحية نفسية عالية للطاقم الطبي، والمواطنين في الطابور؛ حيث وقفت “المساء” على أجواء عملية التلقيح التي رصدتها في هذا الموضوع.
جاء تنظيم عملية التلقيح بالقاعة متعددة الرياضات “محمد بلعرج” وسط مدينة بومرداس، بعد الإقبال الكبير الذي شهدته الحملة في الأيام الأخيرة، جراء التوافد الملحوظ من المواطنين الراغبين في تلقي اللقاح للوقاية من الفيروس المستجد، أو على الأقل الوقاية من مضاعفاته إذا ما أصيب الشخص به.
ويشير الخبراء إلى احتمال توسع الإصابة بعدوى الكوفيد لكل الشرائح العمرية؛ ما يجعل التطعيم أحسن وسيلة لإبعاد أي تعقيدات محتملة، وهذا، مجملا، ما توصلت إليه “المساء” عبر حديثها إلى بعض المواطنين ممن ترددوا على القاعة متعددة الرياضات لتلقي الجرعة الأولى.
حالات العدوى مخيفة... والتلقيح حماية للجميع
وفي السياق، قالت مواطنة (47 سنة) وكانت تنتظر دورها لتلقي التلقيح، إن الموجة الثالثة من هذا الفيروس المستجد، قد أصابتها بخوف كبير بالنظر إلى ارتفاع حالات العدوى، مؤكدة أن التلقيح يبقى أحسن وسيلة للعودة إلى الحياة العادية، داعية جميع المواطنين إلى حزم أمرهم، والثقة في عملية التطعيم، بينما أشارت مواطنة أخرى (51 سنة) إلى أن الهدف من التطعيم بالدرجة الأولى، هو حماية صحة المواطن، متسائلة عن سبب مواصلة البعض التشكيك في نجاعته. كما قالت فور تلقيها الجرعة الأولى من اللقاح، إنها تتأسف لنفسها؛ إذ تأخرت عن أخذ التطعيم إلى يومنا هذا؛ إذ كانت من الذين تأثروا بموجة التشكيك الأولى التي صاحبت إطلاق الحملة بداية السنة الجارية، غير أنها تضم صوتها إلى الداعين إلى التطعيم، وتدعو الجميع للتلقيح، خاصة أن العملية يطبعها تنظيم محكم؛ حيث تلقت التطعيم في أقل من 30 دقيقة.
واعترف مواطن آخر (71 سنة) كان بالطابور لتلقي الجرعة الأولى من التلقيح، اعترف بأنه تأخر في تلقي التلقيح بسبب ما شاب الحملة الأولى من إشاعات، أثرت، بشكل كبير، على قراره، معلقا على سلوكه بقوله: “الاستهزاء خلاني نتأخر”، مؤكدا أنه لا خيار ولا بديل أمامه، اليوم، سوى التلقيح، مضيفا أن هذا الوضع المستمر لقرابة سنتين، قد أرهقه نفسيا، خاصة أن التجمعات العائلية ممنوعة، داعيا إلى توسيع حملات التلقيح في كل المدن الكبرى، للوصول سريعا إلى المناعة الجماعية، والخروج من النفق. وبالمثل، يشير مواطن آخر (64 سنة) إلى الإرهاق النفسي الذي يصاحب تفشي الفيروس منذ أشهر اعتبرها طويلة جدا، خاصة أنها تسببت في حجر الأسر، وتقلصت الزيارات، وأحيانا تنعدم كلية في أهم المواعيد والشعائر الدينية، وهو ما جعله يضم صوته لصوت المطالبين بتوسيع حملة التلقيح هذه، بفتح كل الهياكل الرياضية الممكن لها استقبال أعداد الوافدين الراغبين في التطعيم ببلديات بودواو، وخميس الخشنة، وبرج منايل... وغيرها، للوصول إلى المناعة الجماعية المطلوبة، والعودة إلى الحياة الطبيعية.
شباب في الموعد: نريد العودة للحياة الطبيعية
لاحظت “المساء” من جهة أخرى، وجود عدد معتبر من الشباب في الطابور، ينتظرون دورهم في التطعيم، وكلهم أمل في عودة الحياة إلى طبيعتها بعد قرابة سنتين عن تفشي الجائحة التي قلبت يومياتهم رأسا على عقب، حيث قال محمد (24 سنة) طالب جامعي في هذا الصدد، إن أكثر الأشياء التي يشتاق إليها، التجمعات سواء مع الأهل أو مع الأصدقاء، حيث إن الفيروس أصبح منذ ظهوره، هو الذي يحدد طبيعة العلاقات، وذلك أمر متعب نفسيا واجتماعيا.
أما عن التطعيم فقال إنه لم يتردد في الحضور صباحا من أجل التسجيل في القائمة، وانتظار دوره لتلقي جرعة اللقاح”، مؤكدا أن تردده في البداية كان بسبب إشاعات صاحبت الحملة، ولكن كذلك لأن العملية كانت موجهة بالدرجة الأولى، للمسنين وذوي الأمراض المزمنة، وداعيا أقرانه إلى التطعيم، الذي اعتبره حماية شخصية وجماعية من هذا الفيروس التاجي.
وأكد شاب آخر (19 سنة) أن تخوفه من حمل العدوى الفيروسية لمحيطه الأسري وخاصة والديه، جعله يتقدم طواعية للتطعيم، غير أنه لفت إلى تخوفه من خطورة الموجة الثالثة.
وقال كل من فاتح (20 سنة) وصديقه رمزي (22 سنة)، طالبان جامعيان، إنهما تقدما طواعية لتلقي التلقيح من أجل الحماية الشخصية. وقال رمزي في هذا الصدد، إنه لم يتردد في تلقي اللقاح؛ ليس من أجله فحسب، وإنما حماية لوالديه، حيث أجرى والده عملية جراحية مؤخرا، بينما تعاني والدته من داء السكري”. وقال فاتح: “لا بد من التأقلم والتعايش مع هذا الفيروس المستجد، الذي لا يمكن التغلب عليه إلا عن طريق التلقيح”.
عمال الصحة: التوافد على التطعيم خلّف لنا راحة نفسية
تحدثت “المساء” كذلك إلى الطاقم الطبي المشرف على عملية التلقيح؛ حيث أكدت مريم بلكبير، وهي ممرضة، أن اختيار القاعة متعددة الرياضات لاحتضان عملية التلقيح، قرار صائب؛ إذ إن اتساع القاعة والتنظيم سهلا الكثير من عملية التطعيم، عكس ما كان مسجلا بالنسبة للفضاء المفتوح بالقرب من المؤسسة العمومية للصحة الجوارية، الذي يسجل ضغطا كبيرا للمواطنين؛ ما يجعل الأمور تخرج عن السيطرة أحيانا، مشيرة إلى تسجيل 286 مواطن تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح في أول يوم من انطلاق العملية بالقاعة. وأوضحت الممرضة أسماء زبير من جهتها، أن حسن التنظيم يؤثر بشكل إيجابي، على العامل النفسي سواء للطاقم الطبي أو المواطنين، متحدثة عن نمو الوعي لدى المواطن كعامل مهم في التوافد على تلقي اللقاح، ولكن أيضا التخوف من عدوى الإصابة بسبب ارتفاع حالات الوفيات، والدليل ـ حسبها ـ أن الإقبال كان منذ انطلاق حملة التلقيح بداية السنة الجارية، بمعدل 3 إلى 5 مواطنين يوميا، وأحيانا يُفتح السجل بدون أي إقبال، بينما يصل العدد اليوم إلى 300 شخص، منهم مواطنون خارج الولاية، ومنهم من بلديات المحمدية، والرويبة، وبئر خادم، والرغاية، وهو، بالفعل، ما أكده مواطن (57 سنة) ينحدر من بلدية الرغاية، أكد أن الضغط المسجل على عيادة الرغاية شاطئ وتباعد مواعيد أخذ الجرعة الأولى من اللقاح، جعله يتقدم من مركز التلقيح المفتوح بقاعة “محمد بلعرج” بمدينة بومرداس، مشيرا إلى أنه أخذ الجرعة الأولى في وقت قصير، وهو ما كان ينتظره منذ 10 أيام، حيث تردد على أكثر من مركز بدون جدوى، كما قال.