أشاد بالهبّة التضامنية بين الجزائريين وحذّر من دعاة التفرقة.. الرئيس تبون:

الوحدة الوطنية أمر مقدّس

الوحدة الوطنية أمر مقدّس
  • 729
س . ت س . ت

إيماننا بالوطن وقوتنا وعزيمتنا لن تنهار

من يحاول المساس بالوحدة الوطنية سيدفع الثمن غاليا

القبض على 22 شخصا مشتبها فيهم بحرق الغابات

تعليمات للجيش للشروع في اتصالات لاقتناء طائرات إخماد الحرائق

أشاد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أول أمس، بالهبة التضامنية للجزائريين تجاه إخوانهم المتضررين من حرائق الغابات، محذّرا من محاولات المساس بالوحدة الوطنية واستغلال المحن والأزمات لتسميم الوضع من أجل إحداث التفرقة بين أبناء الوطن الواحد.

وقال رئيس الجمهورية، في كلمته للشعب الجزائري "مرة أخرى، يعرف وطننا المفدى ظروفا صعبة وأليمة في نفس الوقت بسبب حرائق مهولة مست ما يقارب 17 ولاية من ترابنا الوطني، تمركز أكثرها بولاية تيزي وزو. وبهذه المناسبة الأليمة، أجدد تعازي القلبية الخالصة لكل من قضوا من مدنيين وعسكريين شهداء الواجب الذين التهمتهم النيران وهم يحاربون الكارثة".

وأكد رئيس الجمهورية، أن "إيماننا بالوطن وقوتنا وعزيمتنا لن تنهار"، حيث سيتم التصدي لهذه الحرائق التي "تسبب فيها ربما الطقس المرتفع جدا بالبحر الأبيض المتوسط بصفة عامة لكن أغلبها تسببت فيه أياد إجرامية"، مشيرا إلى أنه فور وقوع هذه الحرائق طلب تزويده بالمعلومات الكافية للوقوف على انتشارها ليتبين أن "الصور كانت مهولة"، حيث "امتدت الحرائق، في نفس الوقت، من البليدة إلى عنابة مرورا بتيزي وزو التي تعد المنطقة الأكثر تضررا".

وفي حين لفت إلى أن التصدي لهذه الحرائق التي "لم يعرفها الوطن منذ عشرات السنين بهذا الحجم"، تطلب تجنيد كل الإمكانيات البشرية والمادية ووسائل النقل والإطفاء عبر أغلب الولايات، "حيث ركزنا على ولاية تيزي وزو الأكثر تضررا، لكون النيران التي اشتعلت كانت في أماكن صعبة جدا وآهلة بالسكان"، أوضح الرئيس تبون، أن "حجم هذه الحرائق التي مست تقريبا 14 ولاية في نفس الوقت، لسنا متعودين عليه"، إذ "تم تسجيل يوم 9 أوت 14 حريقا في 14 ولاية و33 بلدية، وفي 11 أوت تمركزت الحرائق في ولايتين و20 بلدية".

كما أكد رئيس الجمهورية، أنه قام في أول يوم من اندلاع هذه الحرائق بإسداء تعليماته للوزير الأول، وحتى على مستوى الرئاسة "للاتصال بكل الدول الأوروبية الصديقة من أجل اقتناء طائرات إخماد الحرائق، "حيث كنّا نعلم بأن التضاريس لا تسمح بإطفاء النيران بوسائل تقليدية، غير أنه مع الأسف، ولا دولة استجابت لطلبنا لأن كل الطائرات الأوروبية من هذا النوع كانت آنذاك متمركزة في اليونان وتركيا’ التي عرفت هي الأخرى اندلاع حرائق مهولة".

الجيش سخر 6 مروحيات لإطفاء الحرائق طائرات أوروبية تصل تباعا للجزائر

وبعد أن ذكر بوصول طائرتين فرنسيتين إلى الجزائر أول أمس، كشف رئيس الجمهورية، عن استئجار طائرتين إسبانيتين وأخرى سويسرية "ستصل الى الجزائر في غضون الثلاثة أيام المقبلة، وهو ما سيمكننا من السيطرة على هذه الحرائق"، موضحا في ذات الصدد أن الجيش الوطني الشعبي سخر ‘’ما يقارب 6 مروحيات لإطفاء النيران’’، فضلا عن إسدائه تعليماته للجيش بالشروع في اتصالات لاقتناء طائرات إخماد الحرائق.

في سياق متصل أكد رئيس الجمهورية، أن "الدولة وقفت بإمكانياتها البشرية والمادية من خلال تعبئة ما يقارب 3000 عون حماية مدنية وإطارات محافظات الغابات وأفراد الجيش وكذا المواطنين المتطوعين لاسيما بولاية تيزي وزو"، لافتا إلى أن الأماكن التي اشتعلت فيها النيران صعبة التضاريس وآهلة بالسكان.. حيث كان الأهم هو إنقاذ الأرواح".

وتوقف الرئيس تبون، بالمناسبة عند التضامن الذي أظهره الجزائريون في هذه المحنة، قائلا "الشيء الوحيد الذي يواسينا ويلهمنا الصبر في هذا المصاب الجلل هو الهبّة التضامنية التي أبان عنها كل المواطنين الذين كانت قلوبهم مع سكان تيزي وزو وبجاية"، داعيا إلى ضرورة الحفاظ على هذه الهبّة "كما نحافظ على الوحدة الوطنية".

وأضاف السيد تبون، في سياق متصل، "يجب أن نتصدى جميعنا إلى كل الذين يريدون إثارة التفرقة بين الجزائريين وبين منطقة وأخرى، وهي المحاولات التي تعد إجراما في حد ذاته"، ليتابع قائلا إن "الضحايا الذين استشهدوا ينتمون الى أغلب المناطق والولايات، وكل الجزائريين سارعوا بكل وسائل الإطفاء المتاحة لديهم لتخفيف وطأة الحرائق عن سكان تلك المناطق".

الدولة الجزائرية واحدة وشعبها موحد

وحذّر من الأطراف التي ‘’تغتنم الفرصة للتفرقة"، مشددا على أن "الدولة الجزائرية دولة واحدة موحدة والشعب واحد موحد من تيزي وزو الى تمنراست ومن تبسة الى تلمسان، وهذه المسائل مفصول فيها وسنتصدى بكل الوسائل المتاحة لكسر هؤلاء الناس الذين يحاولون المساس بالوحدة الوطنية".

وأضاف قائلا إنه "بالنسبة لمن يغتنمون الظروف الأليمة لتسميم الأوضاع ومحاولة التفرقة بين الجيش والشعب وبين الشعب والدولة، فأقول لهم إن المواطنين الشرفاء هم الذين ساعدوا مصالح الأمن في إلقاء القبض على بعض المشبوهين الذين وصل عددهم لحد اليوم إلى 22 مشبوها تم توقيفهم بفضل مساعدة المواطنين الشرفاء والأحرار". وقال الرئيس تبون، إن هؤلاء الموقوفين يوجدون حاليا في قبضة العدالة من بينهم 11 في ولاية تيزي وزو، 4 في عنابة والباقي في ولايات المدية، جيجل وعين الدفلى، مضيفا بأن "التحريات مستمرة للقبض على كل الضالعين في هذه الحرائق والعدالة ستأخذ مجراها في هذا الشأن".

وشدد الرئيس تبون، على أن من يحاول المساس بالوحدة الوطنية "سيدفع الثمن غاليا، فالوحدة الوطنية هي أمر مقدّس سقط من أجلها مليون ونصف مليون شهيد".

ولدى تطرقه إلى مقتل شاب بالأربعاء ناث إيراثن، عقب شكوك بخصوص تورطه في حرائق الغابات التي ضربت المنطقة، شدّد رئيس الجمهورية، على أن العدالة هي وحدها المخول لها إظهار الحقيقة"، منبّها إلى أنه "لا يجب استغلال الموقف والوقوع في فخ المنظمتين الإرهابيتين اللتين تحاولان الدخول من هذا الباب للمساس بالوحدة الوطنية"، ليجدد الرئيس تبون. في ختام كلمته الدعوة إلى ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية.