مختصون يلفتون انتباه الأولياء
التواصل الأسري يحدّ من خطر إدمان الأنترنت
- 766
اتجه عدد من المختصين في الصحة تزامنا والعودة إلى إجراءات الحجر المنزلي وما ترتب عنها من إغلاق مختلف فضاءات الترفيه، إلى التحذير من الإدمان على الأنترنت، وإلى ضرورة التقليل من التواجد في الفضاء الافتراضي لعدة ساعات، خاصة بالنسبة للأطفال؛ لما يشكله هذا الإدمان من خطر على الصحة العقلية والنفسية.
حذّرت البروفيسور خديجة بالصديق، رئيسة مصلحة الأمراض العقلية بمستشفى فرانس فانون بالبليدة في تصريح لها، من الاستعمال المفرط للهواتف الذكية خاصة خلال الفترة الليلية. وقالت إن التوجه بصورة مكثفة إلى الفضاء الافتراضي، يؤثر حتى على تواجد الفرد في محيطه الأسري، ويجعله يعيش في عزلة رغم وجوده بين أفراد أسرته.
وترى المختصة في الأمراض العقلية، أن ظاهرة الإدمان على الهواتف الذكية خاصة عند الأطفال، ليست حديثة وإنما كانت موجودة وبصورة مبالغ فيها قبل ظهور الوباء؛ إذ كان الأولياء من أجل إلهاء أبنائهم، يسمحون لهم باللعب بالهواتف الذكية، والاطلاع على مواقع التواصل وما تعرضه يوميا من معلومات لساعات طويلة، بدون أن يكون هناك تحديد أو ترشيد للوقت؛ الأمر الذي جعل الطفل يعيش منغلقا في العالم الافتراضي بدون الشعور بمن حوله، مشيرة إلى أن العقل البشري يُفترض أن يتم برمجته وفق برنامج معيّن؛ حتى يتمكن من الراحة خاصة في الليل.
وأضافت: “إن الأولياء مدعوّون إلى التنبه لما يحدث لأبنائهم خاصة مع عودة الحجر وإغلاق فضاءات الترفيه؛ من خلال البحث عن طرق للكشف عن مواهب أبنائهم، أو تمكينهم من اللعب بألعاب أخرى تنمّي مهاراتهم، وجعل اللعب بالهواتف الذكية مقيّدا بوقت معيّن؛ حتى لا يدخلوا في دوامة الإدمان، مع التأكيد على التواصل الأسري، الذي يظل السبيل الأمثل لحمايتهم من الإدمان”، مؤكدة في نفس السياق: “إن خطورة الهواتف الذكية تظهر خاصة في الليل، ويكون لها تأثير سلبي؛ لأنها تمنع خلايا المخ من النوم”.
ومن جهته، سبق للمختص في التكنولوجيا يونس قرار، أن أكد في تصريح سابق له بوسائل الإعلام، أن حرمان الأطفال من التكنولوجيا في الوقت الراهن، أصبح أمرا مستحيلا بعدما أصبحت علاقة الأبناء بها تبدأ في سن مبكرة، ولكن، بالمقابل، لا بد للأولياء أن يتعاملوا بذكاء؛ من خلال البحث عن بدائل تجعل من هذه التكنولوجيا وسيلة للتعلم والتثقيف وحتى الترفيه، ويُخضعون أبنائهم دائما لرقابتهم، لا سيما أن بعض المواقع أصبحت تشكل خطرا على فئة معيّنة من الأطفال في سن المراهقة.