أحيت سفارة فيتنام بالجزائر الذكرى 110 لميلاد الجنرال فو نجوين جياب (1911-2013) الذي عايش الفترة الأكثر إيلاما للشعب الفيتنامي، حيث ساهم  بشكل كبير في العمل الثوري للحزب والشعب خلال حياته الثورية الي استمرت لأكثر من  80 عاما.

وكان الجنرال جياب طالبا بارزا ومقربا من الرئيس هو تشي منه، كما كان القائد الأعلى للجيش الشعبي الفيتنامي، حيث كان يعرف بعبقريته العسكرية ونزاهته المطلقة وتفانيه في خدمة الوطن والشعب.

ولطالما كان الجنرال فو نجوين جياب أحد الشخصيات القيادية في جميع نقاط التحول التاريخية لفيتنام بعد ثورة اوت 1945 والحملات العسكرية للمقاومين الوطنيين تحت راية الحزب والرئيس هو تشي منه.

وانضم فو نجوين جياب مبكرا الى الثورة الوطنية، حيث كلف من قبل الرئيس هو تشي مينه والحزب الشيوعي الفيتنامي بمهمة تأسيس وقيادة الجيش الذي كان يضم حينها إلا بضع عشرات من الجنود المجهزين بأسلحة بدائية.لكن تحت القيادة المباشرة للجنرال جياب، تطور هذا الجيش خطوة بخطوة، لتشكيل أفواج و فرق مكونة من جنود وطنيين شجعان وجريئين قادرين على هزيمة ألد الأعداء.

وتسبب الجنرال جياب في انهزام الجيش الفرنسي عام 1954 في معركة ديان بيان فو. بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث قال حينها  أنه اتخذ "أصعب قرار في حياته المهنية كقائد أعلى للقوات المسلحة" لتغيير الخطة، والانتقال من استراتيجية "هجوم سريع، نصر سريع" إلى "هجوم آمن، تقدم أمن".

وأدى هذا التغيير المهم بدعم من الرئيس هو تشي منه، إلى الانتصار في معركة  ديان بيان فو والذي يعد الحدث التأسيسي لنشوء فيتنام المستقلة ونهاية الهيمنة الفرنسية في الهند الصينية.

ولكونه رجل عسكري مثقف وعصامي اكتسب خبرته من خلال التجارب التي عاشها،  نجح الجنرال فو نجوين جياب في إجبار الأمريكيين عام 1973 على وضع حد لعدوانهم.وفي عام 1975 هزم الجيش "العميل" لفيتنام الجنوبية مما أدى إلى توحيد البلاد أخيرا.

وكان للانتصارات العظيمة للثورة الفيتنامية التي شارك فيها الجنرال جياب تأثيرات قوية على التاريخ الوطني، حيث جعلت منه جنرالا اسطوريا واستراتيجيا بارزا واستثنائيا تاركا أثر العبقرية في التاريخ العسكري الوطني وحتى العالمي.