الحظيرة الوطنية للشريعة تمنع إطعام قرد “الماغو”

الغابات والوديان قبلة العائلات للترويح عن النفس

الغابات والوديان قبلة العائلات للترويح عن النفس
  • 954
رشيدة بلال رشيدة بلال

اتجهت بعض العائلات البليدية بعد قرار إغلاق الشواطئ إلى الينابيع بسفوح الجبال، لتمكين الأطفال من السباحة واللعب في مياهها، حيث تعرف ينابيع جبال الشفة، إقبالا عليها هروبا من الحرارة والتخفيف من ضغط الحجر المنزلي، حيث تؤمن منحدرات الشفة لزوارها الطبيعة الخلابة والينابيع المائية، والاستمتاع بالنظر إلى قردة “الماغو” أو القرد المغاربي، التي تسارع للترحيب بالزوار بحثا على الطعام.

الزائر لشلالات الشفة التابعة لولاية البليدة، وأودية الحمدانية، الواقعة على بعد 20 كلم من  ولاية المدية، يقف على خلو مرافقها الترفيهية من الزوار، بعدما تراجع النشاط السياحي، بسبب تداعيات جائحة “كورونا”، ولم يبق فيها إلا بعض الباعة الموسميين الذين اختاروا الاكتفاء بما قل ودل من المداخيل التي تأتيهم من الزوار، من بيع البسكويت أو التين الشوكي أو الشاي، من الذين يركنون سياراتهم على حافتي الطريق من أجل الاستمتاع بالنظر إلى القردة، وهي تقفز بين الأشجار، والتي يبدو أنها هي الأخرى اشتاقت إلى الزوار، بالنظر إلى تواجدها المكثف على حواف الطريق بحثا على الطعام.

حسب ما رصدته “المساء” على السنة بعض الزوار، فإن قرار الغلق حال دون تمكنهم من الاستمتاع بالعطلة، الأمر الذي جعلهم يقصدون الجبال لكسر الروتين، وتمكين أبنائهم من الاستمتاع بالعطلة التي توشك على نهايتها، فيما اختارت عائلات أخرى مرافقة أبنائها إلى بعض الأودية، حتى تستمتع بالسباحة فيها، وعلى الرغم من قلة المياه المتدفقة، إلا أن تلك المتوفرة ببعض البرك المائية، كانت كافية لتصنع فرحة الأطفال، وحسبهم، فإن قضاء بعض الوقت بعيدا على المنزل في أحضان الطبيعة، ولو لفترة قصيرة، بسبب تدابير الحجر التي تحتم عليهم المغادرة مبكرا، من شأنها التقليل من الضغط النفسي.

إطعام القرد المغاربي عوده على الكسل

سارعت كل العائلات التي زارت منحدرات جبال الشفة إلى إطعام القردة، بما توفر لديها من بسكويت أو “قوفريت”، وعلى الرغم من أن اللافتات تحث على تجنب إطعامها، بالنظر إلى ما يشكله هذا السلوك من خطر عليها، إلا أنها حسب الزوار، السبيل الوحيد لحملها على النزول من الجبال والاقتراب منهم من أجل التقاط الصور معها، وهو الأمر الذي  يعتبره مدير الحظيرة الوطنية للشريعة محمد زيار، من السلوكات التي تعكس غياب الوعي بأهمية حماية الثورة الحيوانية لدى الزوار، وأشار في معرض حديثه لـ"المساء”، إلى أن جبال الشفة تحوي على 14 مجموعة من القردة متفرقة في الطبيعة يعيشون في البرية، بعضها لا يحب الاقتراب من المواطنين، وتوجد مجموعتان فقط من الذين يسكنون على حواف الطريق الوطني رقم “1” من الذين اعتادوا على المواطنين، حيث سمحت تصرفات الزوار بتغيير عاداتهم، بعدما تعودوا على الحصول على طعامهم بسهولة من أيدي الزوار، الأمر الذي ساهم في إصابتهم بالكسل وغير عاداتهم الغذائية.

في السياق، أوضح المتحدث بأن إطعام القردة جعلهم يتعرضون لعدد من الأمراض، أهمها تسوس الأسنان بسبب أكل ما يقدم لهم من أطعمة غنية بالسكريات تفوق حاجتهم، إلى جانب البدانة التي تصيب عددا من القردة، نتيجة تناول أطعمة تزيد عن حاجتهم، فرغبتهم، حسبه، في التقرب من الزوار وأكل ما يقدم لهم لا يعني بأنهم يشعرون بالجوع، وإنما يأكلون ما يقدم لهم الأمر الذي يؤثر على صحتهم الجسدية ورشاقتهم، وحتى على تكاثرهم، لافتا إلى أن الحظيرة الوطنية للشريعة حاولت في كل مرة تنبيه الزوار إلى خطورة تقديم الأغذية المحلاة للقرد المغاربي، غير أن هذه الرسائل يبدو أنها لا تصل إلى الزوار الذين لا يحترمون النظام البيئي.

على صعيد آخر، أوضح محدثنا “بأن الحظيرة الوطنية حاولت أمام تمادي البعض في إطعام القردة وما ترتب عنه من أمراض أصابت القرد المغاربي إلى نشر عناصرها محملة بالبلوط، وحمل الزوار على تقديمه عوض البسكويت وغيرها من الأطعمة المحلاة، غير أن هذا الحل، حسبه، “يظل وحده غير كاف، وينبغي للزوار أن يقتنعوا بأن حماية هذا النوع من القردة التي يمكنها أن لا تأكل لمدة 24 ساعة دون أن يحدث لها شيء، هو بالامتناع عن إطعامها والاكتفاء بالنظر إليها، حتى تظل قادرة على العيش في محيطها وتؤمن غذائها بنفسها لضمان استمرارها.