الباحث المختص في الانثروبولوجيا يزيد بن حونات:

الدعاية الفرنسية تحاول تشويه الواقع الجزائري

الدعاية الفرنسية تحاول تشويه الواقع الجزائري
  • 335
م.ف م.ف

❊بلحيمر: لا يمكن إبعاد الجيش عن ممارسة دوره التاريخي في حماية الدولة الأمة

يقدم المختص في الانثروبولوجيا والباحث يزيد بن حونات، في عمله النقدي المعنون ”الحراك والدعاية الاعلامية الفرنسية في سياق ما بعد الاستعمار”، تحليلا للاهتمام الذي توليه وسائل الاعلام الفرنسية للحراك، من خلال خطاب يندرج ضمن علاقة قوة و هيمنة (أثناء وبعد الاستعمار) والتي تسعى  جاهدة لإطالة أمدها.

ويقول الباحث بخصوص مؤلفه الجديد الذي نشرته الوكالة الوطنية للاشهار، أن عمله النقدي  يسعى الى ”تسليط الضوء على الدعاية الاعلامية التي تهدف لتشويه الواقع الجزائري، كما يحلل من جهة أخرى الاهتمام الذي توليه السلطات الجزائرية لحرب الجيل الرابع، بما في ذلك التحكم في وسائل الاعلام بغرض ضرب استقرار الدول التي لا تخضع لمنطق القوى الكبرى واللوبيات الاستعمارية الجديدة والإمبريالية”.

ويشير الكاتب في مقدمته أنه ”منذ 2019 عرفت الجزائر العديد من التغييرات السياسية عن طريق الانتخابات التي حتى وإن كانت نسبة المشاركة فيها متدنية إلا أنها جرت في شفافية تامة”، ولم يتم ”الزج بالجيش الوطني الشعبي لقمع المواطنين الجزائريين”، مضيفا أن ”الجنود الذين قضوا أثناء ممارسة مهامهم كانوا بصدد إنقاذ المواطنين من حرائق الغابات في منطقة القبائل في أوت 2021”.

وذكر الكاتب كيف أن فرنسا وهي سابع قوة عسكرية في العالم، والتي تنشر قواتها في مختلف أنحاء العالم ثبت ضلوعها ـ حسب تقرير دوكلار (Duclert) ـ في مجزرة رواندا وأنها دعمت عسكريا ما بين 2019 و2021 الرئيس  التشادي إدريس ديبي الذي مات في العام الجاري.

كما تطرق في هذا السياق إلى القمع الذي مارسته فرنسا على الحركة الاجتماعية المسماة ”السترات الصفراء”، وكيف يستخدم المغرب جيشه في تعزيز احتلاله للصحراء الغربية و اضطهاد شعبها، في حين يستعمل الكيان الصهيوني قواته المسلحة للحفاظ على فلسطين تحت نير احتلاله وقصف الفلسطينيين مرارا و تكرارا.

واستغرب الباحث بن حونات من تعاطي الاعلام الفرنسي مع المشهد الجزائري بوصفه ”الجزائر بلدا دكتاتوريا تحت حكم نظام عسكري”، في حين تتغافل القنوات الفرنسية عن انزلاقات السلطة الفرنسية، مضيفا أن ”هذا الاعلام نفسه هو من يقدم المغرب كصديق لفرنسا ودولة الكيان على أنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.

وندّد وزير الاتصال عمار بلحيمر، في توطئة الكتاب بمحاولات بعض المنظمات غير الحكومية الاجنبية، وبعض الهيئات الاعلامية المحسوبة عليها زعزعة استقرار الجزائر، قائلا في هذا الصدد ”لا يمكننا إبعاد الجيش الوطني الشعبي عن ممارسة دوره التاريخي في حماية الدولة الأمة، وهو الضامن الوحيد للسيادة الوطنية و النهضة والعدالة الاجتماعية”. وشدد السيد بلحيمر، على أنه ”لا يوجد بلد اتبع أجندات المخابر الغربية وخرج سالما من الانهيار والتقسيم والحروب الأهلية”.

للاشارة يعتبر يزيد بن حونات، مختص في الانثروبولوجيا وباحث في المركز الوطني للبحث العلمي وعضو في مخبر الانثروبولوجيا الاجتماعية (فرنسا) تحصل على شهادة الدكتوراه من معهد الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية بباريس.