رغم فتح 50 نقطة بيع معتمدة ببومرداس
تواصل الطلب على الكتاب المدرسي إلى غاية أكتوبر
- 1094
تتواصل عملية بيع الكتاب المدرسي، على مستوى مختلف نقاط البيع المعتمدة بولاية بومرداس، التي تحصي مركزا للتوزيع والنشر البيداغوجي، الذي يعتبر نقطة تزويد لكل النقاط المعتمدة التي يصل عددها إجمالا إلى قرابة 50 نقطة. وقد زارت “المساء” بعض نقاط البيع، ووقفت على سير عملية توزيع واقتناء الكتاب المدرسي، وقد سجلت في هذا الصدد، تنقل أولياء تلاميذ من ولايات مجاورة، بحثا عن الكتب المدرسية، في حين دعا بعض من التقينا بهم، إلى العودة لبيع الكتب في المؤسسات التربوية.
تعرف نقاط بيع الكتاب المدرسي على مستوى ولاية بومرداس، هذه الأيام، إقبالا ملحوظا بعد العودة إلى المدارس، تحسبا للانطلاقة الفعلية للدروس خلال هذا الأسبوع، حيث يسجل مركز التوزيع والنشر البيداغوجي لبومرداس، الكائن ببلدية تيجلابين، حالة غدو ورواح على مدار اليوم لمختلف شاحنات نقل الكتاب المدرسي، باتجاه نقاط البيع بجل بلديات الولاية، والتي يصل عددها إلى 47 نقطة بيع معتمدة، جلها عبارة عن مكتبات خاصة.
أوضحت مديرة مركز التوزيع والنشر البيداغوجي لبومرداس، ويزة قادري، في تصريح لـ"المساء”، أن كل الكتب متوفرة بالعدد المطلوب، ولكل الأطوار التعليمية الثلاثة. مشيرة إلى أن أبواب المركز مفتوحة طوال السنة، غير أن الضغط يسجل كالعادة، مع بداية كل دخول مدرسي، بفعل الإقبال على اقتناء الكتب المدرسية لعرضها في نقاط البيع المعتمدة، التي أشارت إلى كونها تتزايد السنة تلو الأخرى، تسهيلا لعملية اقتناء أولياء التلاميذ للكتاب المدرسي.
توزيع نقاط بيع الكتاب المدرسي بجل البلديات
خصص مركز التوزيع والنشر البيداغوجي لبومرداس، نقطة بيع قارة على مستوى متوسطة “الشهيد إبراهيم رحيل” ببلدية بومرداس، توفر الكتاب المدرسي بمختلف العناوين، ولكل الأطوار التعليمية على مدار السنة، إضافة إلى وجود معرض دائم للكتاب المدرسي على مستوى مكتبة “الشهيد محمد جعدي” في بلدية تيجلابين. أما بالنسبة لنقاط البيع المعتمدة، فعددها 47 نقطة، وهي عبارة عن مكتبات خاصة أمضت اتفاقية مع المركز، قصد توفير الكتاب المدرسي بنفس السعر.
كما تتوزع مكتبات بيع الكتاب المدرسي ببلديات الولاية، على 10 مكتبات معتمدة في بلدية بومرداس، و4 مكتبات ببلدية بودواو، إلى جانب 3 مكتبات أخرى بكل من بلديات تيجلابين، وخميس الخشنة، ودلس، وبرج منايل ويسر، إضافة إلى مكتبتين ببلدية بني عمران، ومكتبة معتمدة ببلديات الناصرية، وسوق الأحد، والأربعطاش، وحمادي، وأولاد موسى..الخ، حيث يتزايد عدد المكتبات المعتمدة كل موسم دراسي، وقد أشارت السيدة قادري إلى وجود مكتبات أخرى تنتظر الاعتماد، للانطلاق في بيع الكتاب المدرسي، تسهيلا لوضعه في متناول التلاميذ. كما لفتت محدثتنا إلى تسجيل المركز طلب التزويد بالكتب من قبل نقاط البيع المذكورة، قبل نفاذ كميتها، بالتالي، فإن عملية التوزيع تبقى مرنة منذ بداية الدخول المدرسي إلى حوالي شهر بعدها.
انتقلت “المساء” إلى نقطة بيع تابعة لمركز التوزيع والنشر البيداغوجي، الكائنة بمتوسطة “الشهيد إبراهيم رحيل” في بلدية بومرداس، حيث أكد لنا عامل كان بصدد بيع الكتاب المدرسي، أن الطلب مسجل على كل العناوين المدرسية لكل الأطوار، بداية من أول أسبوع الدخول المدرسي، إلى أول أسبوع من شهر أكتوبر، مؤكدا أن الإقبال أحيانا يفوق 300 شخص في اليوم الواحد، حيث يقبل أولياء التلاميذ منذ الساعات الأولى، لفتح المركز من أجل اقتناء الكتب المدرسية، خاصة كتب الأنشطة للطور الابتدائي، التي تسجل أحيانا نقصا يتطلب التزود بها من مركز التوزيع والنشر البيداغوجي لبومرداس ببلدية تيجلابين، وبالمثل بالنسبة لكل عنوان، فيتم قبل تسجيل أي نقص، إعداد طلبية مسبقا، حتى يتم توفير الكتاب المدرسي، لاسيما أن الطلب يتزايد. كما أشار محدثنا إلى تسجيل توافد أولياء تلاميذ من مختلف بلديات ولاية بومرداس، وكذا ولايات تيزي وزو، والبويرة، والجزائر العاصمة، ممن قصدوا هذا المركز، لشراء بعض الكتب، وأحيانا كل الكتب لأبنائهم المتمدرسين، بسبب نفاذها أو انعدامها في المكتبات بمحيطهم السكني.
من جهتها، أوضحت موظفة بمركز “إبراهيم رحيل”، أن هذا الأخير، مفتوح على مدار السنة، وأحيانا يسجل تردد بعض التلاميذ أو بعض الأولياء عن شراء كتاب ما، بسبب تعرضه للتمزق أو البلل، أثناء العام الدراسي أو غيره، كما يسجل أحيانا، إقبالا كبيرا عند نهاية العام الدراسي، ومع نهاية شهر أوت وبداية شهر سبتمبر، استعدادا للدخول المدرسي، وهو ما يشكل ـ حسبها- قرابة 30 بالمائة من إجمالي بيع الكتاب المدرسي بنفس المركز، بينما يُسجَل ضغط كبير مباشرة بعد عودة التلاميذ إلى المدارس، ويمتد ذلك إلى أول أسبوع من شهر أكتوبر.. فبالعض يلجأ إلى استعارة الكتب من الأقارب أو الجيران، ويكتفي بشراء ما ينقص منها، خاصة أن التلاميذ يلجأون أحيانا إلى حل التمارين مباشرة على الكتاب، فيكون ولي التلميذ مضطرا لشراء كتابا آخر جديدا.. ونادرا ما يُسجَل نقص في العناوين لكل الأطوار، مثلما كان الحال يوم زيارة “المساء”، حيث سجلت نقصا في كتب الأنشطة للطور الابتدائي، مع التأكيد على تزويد المخزن 5 مرات في ظرف أيام، بفعل الضغط المسجل..
المطالبة بإعادة بيع الكتب في المدارس
تحدثت “المساء”، في معرض الكتاب المدرسي الكائن بمكتبة “الشهيد محمد جعدي” في بلدية تيجلابين، إلى عدد من أولياء التلاميذ، ممن كانوا في الطابور ينتظرون دورهم لشراء الكتب المدرسية لأبنائهم، حيث اتفقوا على أن عملية شراء الكتاب المدرسي في مواسم دراسية سابقة، كانت أسهل وأقرب، وكانت تتم على مستوى المؤسسات التربوية، مما يسمح بتخفيف الضغط عليهم وتعب التنقل من نقطة لأخرى، من أجل شراء الكتب لأبنائهم، وأحيانا من ولايات مجاورة، على غرار أحد المواطنين الذي انتقل إلى المكتبة المذكورة ببلدية تيجلابين، من أجل شراء الكتب لابنيه المتمدرسين، في الأولى متوسط والأولى ثانوي من بلدية الأخضرية، ولاية البويرة، حيث أكد في معرض حديثه، أنه انتقل إلى تيجلابين، بعد أن عرف عن طريق أحد أقربائه، بتوفر الكتاب المدرسي هناك، مؤكدا على انعدام مركز خاص بتوزيع الكتاب المدرسي على مستوى دائرة الأخضرية، بينما تُوفره المكتبات الخاصة بهامش ربح يتراوح ما بين 50 دج إلى 100 دج “وهذا كثير، خاصة أن فاتورة الكتب تفوق 2500 دينار بالمراكز المتخصصة، وبهامش ربح في المكتبات يفوق ذلك بكثير”.
من جهته، أكد والد تلميذ في الثانية متوسط، أنه تقدم إلى مركز “جعدي” قادما من بلدية أولاد موسى، غرب ولاية بومرداس، مؤكدا أنه انتقل إلى بلدية الرغاية لنفس الهدف، غير أن الضغط الكبير المسجل على الكتاب المدرسي، جعله يتنقل إلى معرض تيجلابين، مؤكدا هو الآخر، أن فارق السعر بالمكتبات الخاصة المعتمدة، يصل إلى 60 دينارا في بعض الكتب، رغم وجود اتفاقية خاصة ببيع الكتاب المدرسي على مستوى هذه المكتبات، تفرض بيعه بأسعاره الثابتة.
في نفس البلدية، انتقل والد تلميذين في الثالثة ابتدائي، والأولى ثانوي، إلى مركز رحيل لشراء الكتب المدرسية، مؤكدا أن انعدام هذه الكتب على مستوى بلدية أولاد موسى، اضطره إلى التنقل إلى كل من بلدتي خميس الخشنة وبودواو، لكن دون جدوى، إلى أن تم توجيهه إلى مركز “إبراهيم رحيل” ببلدية بومرداس.
أضاف المتحدث، أنه اضطر إلى التغيب ليومين متتالين عن عمله، من أجل البحث عن الكتب المدرسية، داعيا الجهات المختصة، إلى إعادة النظر في مسألة توفيرها على مستوى المؤسسات التربوية، مثلما كان معمولا به سابقا، لتسهيل المهمة على الأولياء.
أوضح مواطن آخر من بلدية زموري، ولي تلميذ في الثالثة ابتدائي، أن عملية اقتناء الكتاب المدرسي من قبل، كانت أسهل، بشرائها مباشرة من مدرسة التلميذ، لتسوء الأمور حاليا بعد إضراب المقتصدين ـ مثلما قال-، داعيا إلى إعادة العمل بالنظام السابق، لتقليل الضغط على الأولياء مع كل دخول مدرسي.
من جهتها، أشارت مواطنة، أم لتلميذين في الخامسة ابتدائي والثانية متوسط، إلى أنها ترددت على 5 مكتبات، وكلها أكدت نفاذ الكتب المدرسية، إلى أن وصلت إلى مركز “رحيل” وسط بومرداس.