في تجربة هي الأولى من نوعها في المغرب العربي وشمال إفريقيا
الجزائر تصنع لقاحها وتتحرّر من "حروب المخابر" العالمية
- 535
❊ شراكة مع الصديق الصيني.. و"صيدال" تصنع الاستثناء
تنطلق الجزائر، اليوم، في أول عملية تصنيع محلية للقاحات المضادة لفيروس كورونا، في تجربة هي الأولى من نوعها في دول المغرب العربي وشمال إفريقيا، من شأنها تحقيق مقاربة اقتصادية جديدة قائمة على تشجيع الإنتاج الوطني وتوفير العملة الصعبة، من خلال الاستغناء عن استيراد اللقاحات، وضمان محاصرة فعّالة وسريعة للوباء، لكسر سلسلة نقل العدوى.
وسيضمن الإنتاج المحلي للقاحات المضادة لكورونا، تحقيق السيادة الصحية للجزائريين، من خلال مجمّع "صيدال" الذي قرر رفع التحدي لضمان أمنهم الصحي، والسعي من أجل الاستغناء بشكل نهائي عن الاستيراد، والتصدي بشكل نهائي للوبيات المخابر الدولية التي كانت تفرض منطقها الخاص.
ويعمل مجمّع "صيدال" على تعزيز الاقتصاد الوطني، من خلال التحكم في صناعة اللقاحات بمعايير دولية، على يد خبراء جزائريين، ويد عاملة 100 من المئة جزائرية في سابقة هي الأولى من نوعها في دول المغرب العربي وشمال إفريقيا، لتخطو الجزائر بكفاءاتها أولى خطواتها نحو تحقيق الاكتفاء الصحي الذاتي، وشق الطريق نحو أسواق جديدة.
الجزائر دولة قاطرة وليست مقطورة لأي كان
وبهدف بلوغ الأهداف المسطرة في هذا السياق، أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، خلال اجتماع الحكومة بالولاة الأخير، أن الجزائر ستنتج أول لقاح كورونا بالجزائر بمشاركة الشريك الصيني نهاية الشهر الجاري، وبهذا الإنجاز تكون الجزائر قد خطت خطوات كبيرة لتكون دولة قاطرة وليست مقطورة لأي كان.
وشدّد رئيس الجمهورية التأكيد على أن الدولة تحاول تدارك ما فات، داعيا الولاة وكافة المسؤولين لأن يكونوا أول الداعمين للاستثمار، بعد أن أثبتوا نجاحهم في تطبيق ما طلب منهم بخصوص التصدي للوباء، رغم أن ذلك فاق قدرتهم، مشيدا في هذا الصدد بما تحقق من نتائج في إطار مواجهة الموجة الثالثة التي مرت بسلام.
وأمر القاضي الأول للبلاد، في أكثر من مرة، خلال اجتماعاته مع أعضاء الحكومة، بضرورة العمل على بعث ودفع مؤسسة "صيدال" لاستعادة دورها الريادي في مجال إنتاج الأدوية واسترجاع حصتها السابقة من السوق الوطنية، مشددا على إعادة هيكلة سوق الدواء في الجزائر، من خلال التصدي للمخابر واللوبيات المتورطة في استيراد الأدوية بطريقة سرية لمحاربة الإنتاج الوطني وتهريب العملة الصعبة.
وركز الرئيس تبون، على ضرورة فتح المجال أمام الشباب والمؤسسات الناشئة لولوج عالم الصناعة الصيدلانية وتصدير منتوجاتهم، مع إعطاء الأولوية للوحدات الجاهزة في الدخول في الإنتاج، وبالتالي فسح المجال لتطوير صناعة صيدلانية موجهة لتلبية الاحتياجات الوطنية بنسبة 70 بالمئة على الأقل، والتمكن من إنعاش الصادرات على المدى القريب.
أول بلد منتج للقاح "كورونافاك" في إفريقيا
وكان وزير الصناعة الصيدلانية عبد الرحمن جمال لطفي بن باحمد، قد صرح، أن الجزائر أول بلد منتج للقاح "كورونافاك" المضاد لفيروس "كوفيد-19" في إفريقيا، بعد أن حاز مجمّع "صيدال" العمومي على رخصة إنتاج اللقاح من قبل مختبر "سينوفاك" الصيني.
وستبلغ طاقة الإنتاج للجزائر 8 ملايين جرعة من اللقاح في الشهر بفريق عمل واحد، يعمل لمدة 8 ساعات يوميا، وإنتاج 200 مليون جرعة خلال السنة بفريقي عمل.
وستمكن مبادرة "جزائر فاك" من الاستجابة لاحتياجات المخطط الوطني للتلقيح، في حين ستغطي لقاحات "أفريكافاك" طلبات التلقيح على مستوى قارة إفريقيا.
التعاون الصحي بين الجزائر وبكين يعزز العلاقات التاريخية
انطلاق الجزائر في تصنيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، بالتنسيق مع الشريك الصيني، ما هو سوى مؤشر جديد، يؤكد على قوة العلاقات التاريخية المتميزة بين الجزائر والصين، حيث كانت بكين السباقة لتقديم يد العون للجزائر خلال مواجهتها للموجة الأولى لفيروس كورونا القاتل.
ولعل خير دليل على قوة الروابط التي تجمع البلدين، هي المساعدات الطبية التي أرسلتها الصين إلى الجزائر من أجل مواجهة الفيروس، رغم أن تلك المساعدات لم تكن الأولى من نوعها، حيث تلاها إرسال وفود طبية كبيرة إلى الجزائر مع كامل المعدات والتجهيزات، من كمامات وقفازات وأجهزة تنفس اصطناعي، ووسائل تشخيص الوباء وغيرها.
وكان السفير الصيني بالجزائر "لي ليان خه"، وصف المسار التاريخي الذي تعرفه العلاقات الودية الاستثنائية بين الصين والجزائر بعام، الألوان الرائعة، مشيرا إلى أن الجزائر انخرطت في تعاون متكامل مع بكين بقناعات راسخة.