لدى استقباله لمبعوث أمريكي
الرئيس عباس يؤكد استعداده خوض مفاوضات مع إسرائيل
- 736
أكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، استعداده الدخول في عملية سياسية "فورية" مع الكيان الصهيوني قائمة على أساس قرارات الشرعية الدولية الداعمة لحل الدولتين لإنهاء، أحد أطول وأعقد الصراعات في العالم. وشدّد الرئيس عباس، لدى لقاء جمعه في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، بالمبعوث الأمريكي، هادي عمرو، على ضرورة عقد مؤتمر دولي للسلام تحت مظلة الأمم المتحدة واللجنة الرباعية الدولية، لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.
واعتبر أن الوضع الحالي "لا يمكن القبول به أو استمراره" ما جعله يدعو إلى ممارسة "الضغط السياسي لوقف الممارسات والنشاطات الاستيطانية وعمليات ضم الأراضي والتصعيد ضد الأسرى في سجون إسرائيل". كما دعا إلى الاسترداد الفوري لجثامين الفلسطينيين المحتجزين لدى المحتل الصهيوني في مقابر سرية ووقف الاغتيالات واعتداءات المستوطنين واقتحامات المدن الفلسطينية ومصادرة الأراضي والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية ومحاولة تهجير السكان الفلسطينيين من منازلهم وإنهاء الحصار على قطاع غزة. وجدد عباس التأكيد للمبعوث الأمريكي، على ما جاء في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بما اشتمل عليه من مبادرات، تهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ونيل الشعب الفلسطيني، استقلاله وعدم إمكانية استمرار الأوضاع الحالية ووجوب وضع حد لهذا الاحتلال.
وأكد الرئيس الفلسطيني من جهة أخرى، على أهمية الاستمرار في تعزيز العلاقات الفلسطينية ـ الأمريكية لما فيه مصلحة الشعبين والبلدين، مشددا على "أهمية تطبيق النقاط التي تحدث عنها نظيره الأمريكي، جو بايدن خلال المكالمة الهاتفية في ماي الماضي بشأن القضية الفلسطينية والتزامه بـ"حل الدولتين" الرافض لسياسة الاستيطان ومحاولة تغيير الوضع القائم والإجراءات أحادية الجانب من قبل الأطراف كافة".
وتأتي زيارة الموفد الأمريكي، أياما بعد تحذيرات الرئيس الفلسطيني، من أن رفض إسرائيل لمبدأ "حلّ الدولتين" على حدود عام 1967، يفرض على الجانب الفلسطيني "الذهاب إلى خيارات أخرى كالعودة للمطالبة بقرار التقسيم للعام 1947 أو الذهاب إلى الدولة الديمقراطية الواحدة على أرض فلسطين التاريخية". وهو الذي كان أمهل في خطابه أمام أشغال الجمعية العامة الاممية في دورتها 76 مدة عام لحكومة الاحتلال لتطبيق "حل الدولتين".
وسبق للمبعوث الأمريكي، أن زار المنطقة عدة مرات بحث خلالها تطورات الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي واتخاذ إجراءات لبناء الثقة بين الجانبين، يبدو أنها لا تزال بعيدة المنال وحتى مستبعدة تماما بالنظر إلى تصاعد حدة الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية التي تواصل تنفيذ مخططاتها التهويدية للقضاء على ما تبقى من أرض فلسطين المحتلة. وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين نهاية شهر مارس من عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية دون تحقيق تقدّم لحل الصراع المتواصل بين الجانبين منذ عدة عقود بسبب التحيز المفضوح للجانب الأمريكي إلى جانب إسرائيل على حساب حقوق الشعب الفلسطيني المغتصبة.