الأيام المفتوحة لترقية الصحة بمناطق الظل
فحوصات للكشف عن الأمراض المزمنة وتقديم اللقاح
- 713
تتواصل الأيام المفتوحة للترقية الصحية بمناطق الظل، في ولاية قسنطينة، التي أشرفت مديرية الصحة على إطلاقها منذ الرابع أكتوبر، وتستمر إلى غاية الـ14 منه، وجاءت تطبيقيا لبرنامج رئيس الجمهورية القاضي بدفع عجلة التنمية بالمناطق المذكورة، من خلال توسيع دائرة الكشوفات الطبية عن الأمراض المزمنة، وتوفير مختلف اللقاحات، لاسيما المتعلقة بجائحة كورونا. حسب مدير الصحة والسكان بولاية قسنطينة، عبد الحميد بوشلوش، فإن هذه المبادرة التي اختير لها شعار "خدمتكم واجبنا وصحتكم مسؤوليتنا"، جاءت بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية، والمجموعة الإقليمية للدرك الوطنين، بالإضافة إلى عدد من جمعيات المجتمع المدني، حيث تهدف للوصول إلى أبعد مناطق الظل بالولاية، من خلال تنظيم خرجات ميدانية للفرق الطبية المتنقلة التابعة للمؤسسات العمومية للصحة الجوارية.
وتشمل هذه الأيام التي انطلقت من دوار براهمية ببلدية الخروب، القيام بنقل مختلف الكشوفات والفحوصات الطبية المتخصصة، على غرار الطب الداخلي، طب الأطفال، طب الأعصاب وطب النساء، إلى سكان هذه المناطق المعزولة والبعيدة عن المدين، من خلال الكشف على الأمراض المزمنة في شكل الضغط الدموي، والسكري، وحتى مختلف السرطانات. كما تهدف هذه الخرجات التي تعرف مشاركة أكثر من 20 طبيبا في مختلف التخصصات، -يضيف مدير الصحة-، إلى توسيع البرنامج الوطني لتلقيح الأطفال الصغار، في شكل تلقيحات "البي.سي.جي" ضد مرض السل، و"الأش.بي.في" ضد التهاب الكبد الفيروسي، بالإضافة إلى لقاحات "الفي.بي.أو" ضد شلل الأطفال و"أش.أي. بي" و"الأش.بي.في" و"الدي.تي.سي" ضد التهاب الكبد الوبائي "ب"، والدفتيريا، والسعال الديكي، والكزاز، والأنفلونزا “ب”، تضاف لها لقاحات ضد الالتهاب الرئوي ولقاحات الحصبة، والبوحمرون، والكناف للأطفال في عمر 11 شهرا. ووفقا للبرنامج المسطر من قبل مديرية الصحة والسكان بولاية قسنطينة، ستشمل عملية التلقيح سكان كل مناطق الظل، ناهيك عن حملة التلقيح ضد فيروس "كوفيد ـ19"، قصد الرفع من عدد الملقحين داخل الولاية بشكل خاص، والمساهمة في رفع العدد الإجمالي الوطني، للوصول إلى المناعة الجماعية التي لن تتحقق إلا بتلقيح أكثر من ثلاث أرباع الشعب.
يرى مدير الصحة بقسنطينة، أن هذه الأيام المفتوحة للترقية الصحية المتواصلة بمناطق الظل، بمثابة انطلاقة حقيقية للترقية الصحية بهذه المناطق، من خلال برمجة قوافل طبية شهرية، وفق برنامج مضبوط ومسطر، بعدما حضي بأهمية بالغة ومتابعة دورية رفيعة المستوى من قبل مصالح مديرية الصحة والسكان لولاية قسنطينة. سطرت المديرية برنامجا واسعا، مع توفير كل الإمكانيات المادية والبشرية، سيشمل جميع مناطق الظل بعاصمة الشرق، دون استثناء، في حدود حوالي 200 منطقة ظل، عبر مختلف البلديات الـ12، حيث ستزور القوافل الطبية، في غضون الأربع أشهر المقبلة، هذه المناطق المعزولة، للتكفل بسكان مناطق الظل، في ظل افتقارهم إلى هياكل صحية ثابتة، تضمن خدمات صحية نوعية، وبذلك المساهمة في تخفيف عناء التنقل لمختلف المؤسسات الاستشفائية.
لحلحلة مشاكل 6 آلاف مسكن بالرتبة.. ممثلو السكان في ديوان الوالي
أفضى الاجتماع الذي عقد أول أمس، بمقر ديوان والي قسنطينة، جمع الأمين العام للولاية وممثلين عن جمعية "حسن الجوار" لحي 6000 مسكن (عدل) "المجاهد عبد الرزاق بوحارة" بالرتبة في قسنطينة، بحضور ممثلي عدد من المؤسسات ذات الصلة، لاتخاذ بعض الإجراءات وإرجاء حل مشاكل أخرى إلى غاية حضور المدير الجهوي لوكالة "عدل"، أو رفعها إذا تحتم الأمر إلى المدير العام للوكالة، السيد فيصل زيتوني.
أمر الأمين العام للولاية، في مجال النقل، بتمديد كل الخطوط للناقلين العاملين على خط ديدوش مراد- وادي لحجر إلى الرتبة، في انتظار وضع إشارة دلالية في أماكن توقف الحافلات إلى غاية توفير غلاف مالي من ميزانية بلدية ديدوش مراد، لبناء محطات التوقف، في حين لم يتم الفصل في وضع خطوط جديدة، مباشرة بين قسنطينة والرتبة، كون هذه الخطوط مجمدة من طرف الوزارة الوصية، وتحتاج إلى قرار برفع التجميد، بعد طلب من الولاية المعنية، أما بالنسبة لسيارات الأجرة، فقد تم الاتفاق على دراسة الأمر مع رئيس نقابة هذا الفرع.
من جهته، وعد ممثل شركة "سياكو"، في قضية التسربات العديدة للمياه من العدادات، بإرسال فريق تقني لمعالجة هذا المشكل، خاصة أن الرتبة أصبحت تزود بالماء 5 أيام على 7، رغم عدم رفع التحفظات من طرف وكالة “عدل”، وفقا لما ذكرته مديرة الموارد المائية، التي أكدت أن الأمور ستتحسن أكثر بعد نهاية أشغال البئر الارتوازي الذي سيدعم الخزان الموجود، في حين أكد رئيس بلدية ديدوش مراد، أن المياه التي تصل إلى الحنفيات صالحة للشرب، وسيدعم أقواله بإجراء مزيد من التحاليل الفيزيوكميائية والبكتريولوجية. أما بخصوص النقائص المسجلة في الكهرباء والغاز والإنارة العمومية داخل الحي، الذي شرع في توزيع مفاتيح سكناته، مع نهاية شهر ديسمبر من السنة الفارطة، فقد تم الاتفاق على تشكيل لجنة يترأسها الأمين العام للولاية، تضم المدير الجهوي لوكالة (عدل) وممثلين عن "سونلغاز"، ستزور الموقع خلال هذا الأسبوع من أجل الوقوف الميداني على كل النقائص المتعلقة بالطاقة.
رفع ممثلو جمعية "حسن الجوار" لحي 6000 مسكن (عدل) "المجاهد عبد الرزاق بوحارة" بالرتبة، جملة من الانشغالات الأخرى والنقائص المسجلة على مستوى الموقع، وعلى رأسها تدهور الطرقات داخل المجمعات وصعوبة الدخول من الجهة السفلى أو العليا، بسبب غلق الطرق بمواد بناء من طرف مقاولين أو من طرف الشركة الصينية، كما تم التطرق إلى قضية مياه الأقبية التي يزداد حجمها كل يوم، في ظل انسداد البالوعات الموجودة أسفل العمارات، والتي باتت تهدد أساسات البنايات وتطلق روائح كريهة، كما ساعدت على الانتشار الكبير للحشرات الضارة في شكل البعوض والذباب، وتم المطالبة بالقضاء على الكلاب الضالة وتزويد الحي بمزيد من الحاويات الخاصة بالقمامة، وخلق مساحات إضافية للعب الأطفال والعناية بالمساحات الخضراء وإطلاق المصاعد، مع تسجيل استياء بخصوص نوعية اللمجة المقدمة من طرف المدارس الابتدائية، حيث وعد الأمين العام باستدعاء كل الفاعلين لحلحلة هذه المشاكل، وإرسال تقريرا لوزارة السكن ونقل الانشغال إذا تحتم الأمر إلى المديرية العامة لوكالة (عدل).
في ظل التهميش الذي طال منطقتهم.. شباب حي "الصنوبر" يبادرون بتزيين وتنظيف المحيط
بادرت مجموعة من شباب حي الصنوبر بقسنطينة، ومن مالهم الخاص، باقتناء عدد من الشجيرات وغرسها، في خطوة لتزين المحيط، مع انطلاق موسم غرس الأشجار بدخول شهر نوفمبر، مصرين على تغيير صورة حيهم إلى الأحسن، رغم تجاهل السلطات المحلية، وعلى رأسها البلدية، لمثل هذه المبادرات. قرر شباب حي الصنوبر، في ظل عدم استجابة المسؤولين لانشغالاتهم وطلباتهم، بتنظيف الحي وتزينه، ورفع التحدي والاعتماد على أنفسهم، من أجل تغير الواقع المعيش، من خلال تنظيم أنفسهم والقيام بعمليات تنظيف لمساحات مهملة، مع القيام بحمل نقلات الأشجار عبر سياراتهم الخاصة. وارتأى أصحاب هذه المبادرة الحسنة، غرس الأشجار على حافة الطريق، بمدخل الحي من الجهة الشمالية، أسفل مسجد "عائشة أم المؤمنين"، على مسافة حوالي 150 متر، مع اختيار أحد القطع الأرضية الشاغرة، وجعلها مساحة للعب الأطفال وتجمع كبار السن، بعد إحاطتها بالأشجار.
وقد اختيار شباب الحي، غرس أشجار القيقب التي تنمو في المناطق المعتدلة، وتعد من الأشجار التي تتميز بالظل، والمصنفة كنوع من أنواع أشجار الزينة التي تزرع في الشوارع، وفي الحدائق العامة. وحسب العارفين بهذا النوع من الأشجار، فهي من الأشجار التي تتساقط أوراقها بالكامل في خريف كل عام، وطولها يصل إلى ما بين 2 و12 مترا، ويمكن أن يصل في الأنواع الطويلة إلى ما بين 20 و30 مترا، حيث تمت إحاطة هذه الشجيرات بسياج بلاستيكي لحمايتها من الكسر، أو من الحيوانات المتجولة بالمنطقة. أكد شباب حي الصنوبر لـ«المساء”، أن توسيع المساحات الخضراء داخل الحي، يعد من أكبر اهتماماتهم، خاصة أن الحي يحمل اسم أحد أنواع الأشجار المشهورة في العالم، وهو الصنوبر، كما تحدثوا عن مبادرتهم التي قاموا بها منذ أشهر، وهي بناء مكان لرمي القمامة والفضلات المنزلية، بعدما كانت ترمى بشكل عشوائي، وأثرت على المنظر الجمالي للحي. ورفع شباب حي الصنبور في هذا الصدد، بعض الانشغالات، لعلها تجد أذانا صاغية، في ظل تهرب السلطات البلدية وحتى الولائية من مسؤولياتها، حيث عبروا عن تذمرهم من عدم تحرك الجهات المسؤولة لمعالجة عدد من النقاط السوداء، وعلى رأسها مشكل المياه الملوثة التي تتدفق من البالوعات مع كل تساقط أمطار، بعد انسداد في إحدى قنوات الصرف، وهو الأمر الذي بات يشكل هاجسا حقيقيا لسكان الحي، خاصة أن المياه الملوثة تغمر الطريق المهترئ المؤدي إلى المدرسة الابتدائية الوحيدة بالحي.
وبالحديث عن هذه المدرسة الابتدائية، أكد لنا سكان حي الصنوبر، أنها باتت تشكلا تهديدا حقيقا على أبنائهم، في ظل حالتها التي تدهورت بشكل كبير، خلال السنوات الماضية، حيث فتحت أبوابها سنة 1961، وكان من المفروض أن تهدم ويتم تشييد مدرسة جديدة على أنقاضها، لكن المشروع بقي حبرا على ورق، بعدما تعطل إنجاز مدرسة "بورصاص نوار" المحاذية لها، والتي انطلقت بها الأشغال سنة 2018 وتوقفت لأسباب، يقول السكان، إنها "غير مبررة". وجه شباب حي الصنوبر نداء إلى السلطات المحلية، وعلى رأسها الوالي الجديد مسعود جاري، من أجل برمجة زيارة إلى حيهم، والوقوف شخصيا على واقع هذا الحي الذي لا يبعد عن وسط المدينة سوى بحوالي 2 كلم، من أجل برمجة أشغال تهيئة واسعة وتزويد الحي بالمرافق ومساحات اللعب الخاصة بالأطفال، كما طالبوا من رئيس البلدية، التدخل لتذليل العقبات في وجه الشباب، الذين يريدون تنظيم أنفسهم في شكل جمعية، والراغبين في تشكل لجنة الحي، بعدما واجهتهم العديد من الصعوبات البيروقراطية.