في ختام الملتقى الوطني ببومرداس
دعوة إلى فتح قسم للتاريخ بجامعة "أمحمد بوقرة"
- 1249
شكلت الدعوة إلى تأسيس قسم في التاريخ بجامعة "أمحمد بوقرة" ببومرداس، أحد أهم التوصيات التي خرج بها الملتقى الوطني الموسوم "بومرداس: الذاكرة، الإنسان والمجال" الذي اختُتم نهاية الأسبوع المنصرم بالمكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية "عبد الرحمان بن حميدة"، وعرف على مدار يومين، عدة مداخلات من أساتذة وباحثين، عرضوا دراسات تؤرخ للموروث الثقافي الذي تزخر به منطقة بومرداس، كجزء لا يتجزأ من الوطن.
اعتبر مدير الملتقى الأستاذ عبد الوهاب عيساوي، أن فتح قسم خاص بالتاريخ بجامعة بومرداس، خطوة، من شأنها الدفع بالدراسات التاريخية الخاصة بمنطقة بومرداس خاصة، والجزائر بشكل عام، مؤكدا في تصريح لـ "المساء" على هامش اختتام الملتقى، أن انعدام هذا القسم بجامعة "أمحمد بوقرة"، جعل اللجنة العلمية للملتقى تنسق مع جامعة البويرة، لإنجاح فعاليات هذا الحدث التاريخي، وموضحا أن ولاية بومرداس تزخر بالعديد من المعالم التاريخية التي تنتظر نفض الغبار عنها، غير أن ذلك لا بد أن يكون من قبل أساتذة وباحثين جامعيين مختصين، يقومون بدراسة قيّمة في هذا الشأن. كما اعتبر السيد عيساوي هذا الملتقى، بادرة، تصب في هذا المسعى؛ حيث تناول بالدراسة والتحليل، جميع المراحل التاريخية لمنطقة بومرداس منذ الأزمنة الغابرة إلى العصر الحديث، وهي الدراسات التي تردّ بطريقة مباشرة، على ادعاءات مستعمر الأمس بأن تاريخ الجزائر عريق وضارب في القدم. كما إن كل منطقة فيها تزخر بموروث ثقافي وفكري كبير بالشكل الذي يدحض كل محاولات التشكيك في هذا الماضي الحضاري المتوارَث عبر الأجيال.
وفي هذا السياق، عُرضت محاضرات خلال هذا الحدث، تناولت الأطر الزمنية والمكانية للموروث الفكري والثقافي الذي تزخر به منطقة بومرداس، لا سيما مساهمتها في النضال ضد المستعمر الفرنسي، بداية من المقاومات الشعبية، إلى الكفاح المسلح، مرورا بالنضال الفكري والسياسي؛ حيث أبرز الباحث في التاريخ الدكتور مصطفى سعداوي في مداخلته، أن منطقة بومرداس التي تنتمي لـ "القبائل السهلية"، يمتد حيزها الجغرافي على حوالي 18 موقعا ما بين ولايتي بومرداس وتيزي وزو، حيث تضم كلا من برج منايل، والناصرية، ودلس، وجنات، وزموري، وشعبة العامر، وسي مصطفى، ويسّر، إلى ذراع الميزان، وعزازقة، وتيقزيرت، وسيدي نعمان، وفريحة وغيرها من المواقع، التي كانت خلال الفترة الاستعمارية، تقع على منطقة التماس بين السهول حيث كان يتمركز المستوطنون ذوو الثراء الفاحش، وكانت تسود الثقافة الغربية، إلى جانب منطقة الجبال، التي كانت تضم الأهالي المتشبثين بالثقافة الوطنية الأصيلة. وهذا التناقض ـ يضيف المحاضر ـ هو عامل قاوم الزمن، وكان من بين العوامل التي ساهمت في تفجير العمل المسلح لطرد المستعمر الفرنسي، والذي تكلل بالاستقلال في 5 جويلية 1962. وكانت المناسبة فرصة للدعوة إلى ترسيم هذا الملتقى، وجعله يتكرر سنويا، إلى جانب اقتراح استحداث جائزة سنوية لأحسن بحث في التاريخ حول منطقة بومرداس.