الحملة "البرتقالية" لمكافحة العنف ضد المرأة
16 يوما.. "لا للعنف الرقمي"
- 1525
أيام قليلة تفصل عن انطلاق حملة 16 يوما لمكافحة العنف ضد المرأة والفتاة ومساعدتهن وحمايتهن، المنظمة من قبل صندوق الأمم المتحدة للسكان، ومن المقرر انطلاقها يوم 25 نوفمبر، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة، الذي اختير له هذه السنة شعار "مكافحة العنف في الفضاء السبيراني"، حسب ما أشارت إليه وهيبة سكاني، رئيسة مكتب الجزائر، وقد طبع الحملة اللون البرتقالي، كونه يرمز إلى مستقبل خال من العنف، لتوقيفه في المنزل والعمل والشارع، وفي المواصلات وكل الأماكن الأخرى، في سبيل بلوغ هدف صفر عنف لسنة 2030، وفق ما أكده الممثل الجهوي للصندوق سمير الدربي، عبر تقنية التحاضر عن بعد، في ندوة صحفية تكوينية للإعلاميين الجزائريين.
أكد الممثل الجهوي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، سمير الدربي، في حديثه، على أهمية اتحاد العالم لمكافحة "العنف الرقمي" ضد الفتاة والمرأة، خلال 16 يوما ضد العنف المبني على النوع في الفضاء السبيراني، إذ سيتم إشعال الكثير من المعالم السياحية والتاريخية الدولية، تفاعلا مع الحدث، مشيرا إلى العمل هذه السنة، على محاربة العنف في المساحات الافتراضية، لاسيما أن الإحصائيات أشارت إلى أن 85 بالمائة من النساء عبر العالم، تعرضن للإساءة عبر الأنترنت، من خلال خطاب الكراهية، التحرش الجنسي والإساءة بالصور.
عرف الدربي، في معرض حديثه بمختلف أنواع العنف قائلا: "في البداية، نعرف بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، وما نقوم به على مستوى الصندوق الأمم المتحدة للسكان، لمحاولة مساعدة الجميع على القضاء على العنف، ومن أنواعه العنف القائم على النوع الاجتماعي والدور الذي نلعبه في المنطقة العربية، ويعتبر واحدا من أكثر الأنواع انتهاكا لحقوق الإنسان في العالم، للأسف، ولعل النساء والفتيات الأكثر عرضة للعنف، وتشير التقديرات الموجودة لدينا، أن واحدة من ثلاث نساء في العالم تعرضن لأذى بدني أو جنسي طوال حياتهن، في علاقات مختلفة جدا، ولابد من التكاتف لمواجهة هذا العنف". أوضح المتحدث أن "العنف القائم على النوع الاجتماعي، يشير إلى العنف الموجه للأشخاص، وجذوره تظهر في عدم المساواة، ونحن ننظر إلى أن هذا المصطلح يشمل الأذى بمعناه الجسدي أو العقلي، والتهديد بمثل هذه الأعمال، على غرار الإكراه والحرمان من الحرية، التي يشكو منها الكثير".
من أشكال وأنماط العنف، ذكر منها المتحدث؛ "التحرش، الاستغلال الجنسي، العنف المنزلي، ختان البنات وزواج الأطفال"، مضيفا بالقول: "في هذا المجال، منظمة الصحة العالمية في آخر بيان لها، قالت إن 35 بالمائة من النساء عبر العالم يتعرضن للضرب والاعتداء من قبل الأزواج، وفي الدول العربية، حسب تقرير لها سنة 2014، فإن واحدة من بين خمس نساء تعرضت للاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة، والمشكلة زادت تعقيدا مع انتشار وباء "كوفيد 19"، حيث أن هناك أشكال متعددة من العنف القائم على النوع، بسبب الإجراءات التي اتخذت في العالم، ومنها الإغلاقات أو البقاء في المنزل، وهو ما كان وراء ممارسة العنف على المرأة". أوضح الممثل الجهوي للصندوق، أن ضحية العنف تعاني من تبعيات صحية وقصرية كثيرة، منها الصدمة العاطفية، الحمل القصري غير المرغوب فيه، الإجهاض والأمراض المنقولة جنسيا.
مريم السفيرة الافتراضية التي تجيب على التساؤلات
أشار ممثل الصندوق، إلى أن النساء أصبحن يتحملن جهدا كبيرا وأذى أكثر، لاسيما في مناطق النزاعات، أين فقدن أزواجهن، إذ يبذلن جهودا إضافية لإعالة العائلة والعمل في ظروف قد لا تكون مناسبة، وفي المقابل يتعرضن للعنف. فيما يخص مهام صندوق الأمم المتحدة للسكان، والمهام التي يقوم بها في الشق المتعلق بحماية المرأة والفتاة، قال المتحدث: "نحن نعمل في الكثير من المجالات، في إطار شركات استراتيجية مع الصحافة والإعلام والهيئات المحلية والمجتمع المدني، إذ نعمل على إشراك الإعلام في تناول القضايا، ونقوم بتوزيع الكثير من المنتوجات التوعوية والتحسيسية التي تساعدنا على معالجة القضية، كما أطلقنا سفيرتنا الافتراضية (مريم)، وهي مراهقة، تعمل مع الفتيات، وتستقبل ما تشكو منه الفتيات من العنف ونقوم بتقديم الحلول، كما قمنا بإنتاج أفلام تتناول قضايا العنف، وهذه الحملة التي تنشر على مستوى واسع في العالم، وعلى مستوى أوسع في العالم العربي، حيث نقوم بحملات متعددة على وسائل التواصل الاجتماعية لمواجهة العنف، من خلال الشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للمرأة، كما نعمل أيضا مع المؤثرين الاجتماعين الذين يتمتعون بالثقافة العالية والمصداقية، لنشر التوعية في وسط الافراد، وهو ما يستوجب تعاوننا جميعا لنشر الرسالة."