في قرار مفاجئ
كوبيش يستقيل من منصب المبعوث الأممي إلى ليبيا
- 1349
كشفت مصادر دبلوماسية أممية، أمس، أن المبعوث الأممي إلى ليبيا، السلوفيني، يان كوبيش، استقال من منصبه في قرار مفاجئ وغير متوقع خاصة وأنه جاء قبل شهر واحد من موعد تنظيم انتخابات عامة ورئاسية، مصيرية يعول عليها كل الليبيين والمجموعة الدولية لإعادة الاستقرار والأمن لهذا البلد.
ورغم أنه وإلى غاية أمس لم يتم تقديم أي مبرر عن الأسباب التي جعلت كوبيش يقدم على قراره المفاجئ، إلا أن مصادر دبلوماسية على صلة بالملف الليبي رجحت ذلك إلى ”شعوره بعدم الحصول على الدعم الكافي” لمواصلة مهمته التي باشرها قبل أقل من عام.
وخلصت هذه المصادر إلى هذا الاستنتاج بالنظر إلى الانقسام الذي طبع مواقف أعضاء مجلس الأمن الدولي حول مسألة تمديد ولاية البعثة الأممية الى ليبيا ونقل مقر المبعوث الاممي من جنيف السويسرية إلى العاصمة طرابلس ضمن خطوة لم يتحمس لها المبعوث الأممي.
وبالعودة إلى آخر تصريح لهذا الأخير، الذي شدد من خلاله على ”أهمية” إجراء الانتخابات في موعدها يوم 24 ديسمبر القادم رغم الملاحظات التي أبدتها بعض الأطراف في إشارة الى الأصوات المطالبة بتأجيلها، يمكن القول إن الدبلوماسي السلوفيني يواجه صعوبات في أداء مهمته مما دفع به إلى رمي المنشفة رغم قناعته بأن المرحلة الراهنة في ليبيا ”حساسة جدا لعبور البلاد إلى بر الأمان عبر صناديق الاقتراع”. ويجد مثل هذا الطرح مصداقيته خاصة وأن استقالة كوبيش، المفاجئة، جاءت غداة غلق المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا، باب الترشح للرئاسيات بقائمة مبدئية تضم 98 مترشحا ووسط جدل حول أحقية بعض المترشحين، على غرار نجل العقيد الليبي الراحل، سيف الاسلام القذافي والجنرال خليفة حفتر لدخول غمار السباق الرئاسي.
والمؤكد أن استقالة كوبيش ستلقي بضلالها على جلسة مجلس الأمن الدولي المقررة اليوم حول ليبيا والمخصصة حسب ما أعلنه المندوب الدائم لليبيا لدى الأمم المتحدة، السفير طاهر السني، لإحاطة بعثة الأمم المتحدة لدى هذا البلد.
وفي ظل الجدل الذي تركه قرار كوبيتش، أعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا عن قائمة مبدئية من 98 مترشحا من بينهم امرأتين، قدموا طلبات ترشحهم لدى مكاتب المفوضية الثلاثة في كل العاصمة طرابلس ومدينتي بنغازي وسبها. وقال رئيس المفوضية، عماد السايح، في ندوة صحفية نشطها بالعاصمة طرابلس، إن ”المفوضية استقبلت ملفات 98 مرشحا ومرشحة استكملوا الشروط وقدموا الوثائق المطلوبة لانتخاب رئيس الدولة”، موضحا أنه ”سيتم نشر القائمة النهائية في غضون 12 يوما وذلك بمجرد الانتهاء من عملية التدقيق والنظر في الطعون”.
وأشار إلى أن مفوضية الانتخابات ستحول ملفات المترشحين إلى الجهات المختصة للنظر فيها من المدعي العام ومديرية جوازات السفر والهوية والاستخبارات العامة بهدف التأكد من صحة الوثائق المقدمة في طلبات الترشح.
ومن بين أهم المترشحين لهذا الاستحقاق الانتخابي الهام في مسار إحتواء المعضلة الليبية، يوجد سيف الاسلام القذافي نجل العقيد الليبي الراحل والجنرال خليفة حفتر الذي يقود قوات ”الجيش الوطني الليبي” الذي يسيطر على شرق ليبيا وأجزاء من جنوبها.
كما تتضمن قائمة المترشحين وزير الداخلية السابق، فتحي باشاغا، ورئيس الحكومة الانتقالية، عبد الحميد الدبيبة، إضافة إلى امرأتين اثنتين فقط وهما ليلى بن خليفة البالغة من 46 عاما وهي رئيسة ومؤسسة حزب ”الحركة الوطنية” وهنيدة المهدي وهي باحثة في العلوم الاجتماعية.
من جهة أخرى تواصل مفوضية الانتخابات استقبال ملفات المترشحين للانتخابات البرلمانية التي من المفروض تنظيمها شهر جانفي القادم، حيث من المقرر أن تغلق باب الترشح في السابع ديسمبر القادم.