تقليد جديد مع وسائل الإعلام.. الرئيس تبون:
"أنتم صنّاع الأفكار.. ونحن صنّاع القرار"
- 3018
❊لأول مرّة.. الرئيس يكرّم الفائزين في جائزة الصحفي المحترف
❊ كل وسائل الدعم والإسناد لتحقيق احترافية حقيقية وفاعلة
❊ مقاربة شاملة بهدف إصلاحات تشريعية وتنظيمية للقطاع
في سابقة هي الأولى من نوعها، أشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بمناسبة اليوم الوطني للصحافة المصادف لـ22 أكتوبر، على مراسم حفل تتويج الصحفيين الفائزين بجائزة رئيس الجمهورية للصحفي المحترف في طبعتها السابعة حول موضوع "الإعلام بين الحرية والمسؤولية". في بداية المراسم وقف الرئيس تبون، رفقة الحضور دقيقة صمت ترحما على روح الصحفي حفيظ عزوز، الذي وافته المنية عشية الذكرى، ليقوم إثر ذلك بإسداء صدر مصف الاستحقاق الوطني، وسام مصف بدرجة عشير بعد الوفاة للصحفي الراحل كريم بوسالم وهو أول وسام يقدم لصحفي جزائري.
ومنح السيد تبون، هذا الوسام لوالد الفقيد تنفيذا للمرسوم الرئاسي رقم 21-399 المؤرخ في 14 ربيع الأول 1443 الموافق لـ21 أكتوبر 2021، وذلك وفاء لروح الصحفي الراحل الذي نذر حياته في خدمة الإعلام الوطني بكفاءة مهنية مشهودة، ولنزاهته في أداء رسالته بكل موضوعية وتجرد وإسهاماته المتميزة في الحقل الإعلامي والمعرفي.
مواصلة دعم وسائل الإعلام
وفي هذه المناسبة حث رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الحكومة على مواصلة توفير كل وسائل الدعم والإسناد لقطاع الإعلام من أجل تحقيق "احترافية حقيقية وفاعلة"، مبرزا أهمية تحقيق هذا المسعى في ظل عالم يحتل فيه سلاح الإعلام والاتصال "موقعا متقدما وحيويا في الدفاع عن مصالح الشعوب والأمم". ودعا الرئيس تبون، في رسالة وجهها إلى أسرة الإعلام بمناسبة اليوم الوطني للصحافة، الحكومة إلى التمكين لصرامة آليات الضبط بموجب القوانين السارية، مذكرا بالالتزامات التي تعهد بها أمام الشعب، والرامية الى تكريس حرية التعبير والصحافة "ضمن مقاربة شاملة ترمي إلى إجراء إصلاحات تشريعية وتنظيمية ستتم ترجمتها قريبا بمشروع القانون العضوي للإعلام وقانون السمعي البصري، إلى جانب ما تعرفه عملية تسجيل المواقع الإلكترونية الموطنة بالجزائر، والمتعلقة بنشاط الاعلام عبر الأنترنت من ديناميكية كفيلة بالحد من التجاوزات المتسترة تحت غطاء حرية التعبير وحرية الإعلام".
وأبرز رئيس الجمهورية، "العلاقة المتلازمة بين حرية الصحافة باعتبارها حقا من حقوق الإنسان الأساسية الواجب تعزيزها باستمرار، وبين المسؤولية في الالتزام بأخلاقيات المهنة المحصنة للمهنيين من كل أشكال التجاوزات والانزلاقات"، والتي تعد ـ حسبه ـ "أساسا لتعزيز الثقة في مؤسساتنا الإعلامية الساعية إلى التكيف التدريجي مع متطلبات الإعلام الوطني الحر والنزيه، الحريص على تكريس السلام والمساواة والتسامح وعلى احترام الحياة الخاصة للأشخاص وكرامتهم والنأي برسالة الإعلام النبيلة عن إقامة الولاءات الظرفية على حساب شرف المهنة وحق المواطن في المعلومة الموضوعية الصادقة".
التصدي لحروب الجيل الرابع
كما أكد رئيس الجمهورية، أن "بلادنا بحاجة إلى المزيد من الجهد لاكتساب أدوات التحكم في المناهج والمعارف للتصدي لحروب الجيل الرابع الهادفة إلى النيل من الجزائر، حيث قال في هذا الصدد إنه مع "تكريس حرية الصحافة وتثمين مسايرتها لمقتضيات الرقمنة، بمحتويات وطنية قادرة على إحراز الثقة، بما تعرضه من مادة إعلامية مقنعة، وذات مصداقية عبر مختلف وسائل الإعلام، ومن خلال فضاءات الاتصال، فإننا بحاجة إلى المزيد من الجهد لاكتساب أدوات التحكم في المناهج والمعارف للتصدي لحروب الجيل الرابع الهادفة إلى النيل من الجزائر".
واعتبر الرئيس، أن هذه الحروب "تندرج ضمن مخططات متعددة الأوجه والأطراف، تستهدف بلادنا في أصالتها وهويتها المتجذرة في عمق التاريخ، وتمعن في حبك المؤامرات الرامية إلى التأثير على انطلاقة الجزائر الجديدة، المصممة على استعادة دورها الريادي إقليميا ومكانتها المستحقة في المحافل الدولية". وتابع الرئيس تبون، بقوله "لقد تعددت أطراف التآمر على أرض الشهداء، وجندت أساليب الجوسسة والحرب السيبرانية المركزة، وعملت على الإساءة إلى تاريخ الأمة وذاكرتها.. وكلها محاولات يائسة ستجهضها الجزائر باستماتة واقتدار ويقظة جميع الجزائريات والجزائريين وتأهب خطوط دفاعات الأمة المتمرسة، والتي يساهم فيها بنات وأبناء قطاع الإعلام الوطني باحترافيتهم العالية والتزامهم الراسخ، وهم يتصدون بوعيهم الوطني لأكاذيب وتضليل عرابي الحرب السيبرانية القذرة والمهيكلة، ولعملائهم المنساقين إلى التورط في الإساءة إلى الجزائر الشامخة، بتجنيد مواقع إلكترونية انغمست في وحل خيانة الوطن والأمة".
وبعد أن نوّه بالمجهودات والمساعي "الحثيثة والدؤوبة" التي يبذلها الصحفيون للرقي بمستويات الأداء الإعلامي، توجه الرئيس تبون، الى الأسرة الإعلامية بخالص التهاني، متمنيا لها "النجاح في تجسيد تطلع الجزائر إلى إعلام مؤثر وجدير بالمنافسة بفضل الكفاءات التي تزخر بها بلادنا، والقادرة على تثبيت أسس إعلام ديمقراطي تعددي حر في خدمة المجتمع". وجدد رئيس الجمهورية، "التقدير والعرفان لمن واصلوا الوفاء للجزائر الحرة السيدة، من نساء ورجال الإعلام الوطني وأثروا بالخبرة والتجربة مكتسبات الإعلام الديمقراطي التعددي الذي اضطلع بمهامه الجيل الجديد من الصحفيين الشباب، ليكون بالفعل أحد أهم مرتكزات تحصين الجزائر وتثبيت استقراراها وأمنها القومي".
كما أشاد بالروح الوطنية والحس المهني لنساء ورجال قطاع الإعلام والاتصال. هذه السابقة التي جمعت الأسرة الإعلامية برئيس الجمهورية، وكبار المسؤولين في الدولة، لأول مرّة بقصر الشعب، رافقها وسبقها لقاء الرئيس تبون، بممثلي وسائل الإعلام في لقاءات دورية بمقرّ رئاسة الجمهورية، من أجل تنوير الرأي العام والاجابة عن مختلف انشغالاته واهتماماته. وكان الرئيس تبون، في أول لقاء صحفي له غداة انتخابه في 12 ديسمبر 2019، قد فتح "مكتب الرئيس" للإعلاميين وقال لهم: "أنتم صنّاع الأفكار..ونحن صنّاع القرار".