وزارة الثقافة والفنون تعيد النظر في خريطة المهرجانات مجددا
ماذا فعل القطاع في سنتين بحجة كورونا؟
- 1071
غابت العديد من المهرجانات خلال السنتين الماضيتين بسبب الأزمة الصحية التي عرفتها الجزائر، بما فيها المهرجانات السينمائية الدولية، التي، على قلّتها، عرفت خسوفا غير مبرر، عندما نرى، في المقابل، مهرجانات تنظَّم في دول أخرى، تعيش حالة تفشي وباء كورونا، لعلّها الأسوأ مقارنة بالوضع في الجزائر. وزارة الثقافة والفنون لم تستغل حالة جمود هذه النشاطات، لتعيد النظر فيها في السنتين الماضيتين؛ لما كان الوباء في أوجه.
وحسب تصريح السيد سمير ثعالبي مدير الإنتاج الثقافي بوزارة الثقافة والفنون لـ "المساء"، فإن الوصاية بصدد الدراسة والبحث في قائمة المهرجانات ومراجعتها شكلا ومضمونا. وبالنسبة له، فالإفراج عن فحواها سيكون مطلع العام المقبل، مؤكدا عودة هذه المهرجانات الدولية. وحسم مهرجان الجزائر الدولي للسينما المتبنّي لفكرة الفيلم الملتزم، في أمر دورة 2021؛ لما أنزل بيانا يبرر تأجيلها بسبب أمور لاتزال مبهمة حول مسار الوباء واستئناف الحركة الجوية، لكن، في المقابل، لا حديث عن مهرجاني وهران للفيلم العربي، ومهرجان عنابة للفيلم المتوسطي. وإلى حد الساعة لا نعلم من هم محافظوها، ولا الأعضاء الجدد فيها.
وتكاد تكون كورونا حجة أكثر مما كانت سببا في عدم استئناف دورات مهرجانات السينما، أو حتى مهرجانات في فنون أخرى في الفترة السابقة؛ فمع نهاية العام الجديد انطلقت مجموعة من المهرجانات دفعة واحدة، من لدن مديريات ودور الثقافة. ويبدو أن هدفها تبرير ميزانية السنة فقط. لكن يجب الإشارة إلى أن فعاليات كبيرة أقيمت في الجزائر، على غرار تنظيم الاتحاد الأوروبي لمهرجان الموسيقى في جوان المنصرم، وأيام الفيلم الأوروبي في نوفمبر الماضي، وكانا حدثين ناجحين في المسرح الوطني الجزائري، وقاعة سينماتيك الجزائر العاصمة. وكذلك تنظيم مهرجانات دولية في العديد من الدول، وخير مثال على ذلك الحجم الهائل للأحداث الثقافية التي شهدتها تونس، وتشهدها، حاليا، في السينما والمسرح والموسيقى رغم الأزمتين الصحية والاقتصادية اللتين تعاني منهما. وأقامت أيام قرطاج السينمائية باستقبال سينمائيين من العالم. وكذلك فعلت في أيام قرطاج للمسرح.
وليس بالبعيد، نظمت مصر مهرجانها السينمائي الدولي في القاهرة، بالجودة والنشاط المعروفين عنها رغم تفشي فيروس كورونا عندهم. وفي سبتمبر الماضي، احتضنت مدينة الغردقة مهرجانها الدولي للسينما المسمى الجونة، بدون أن نمر على التظاهرات الثقافية في أوربا وإفريقيا التي أقيمت في العام الجاري. وتستدعي الحال التساؤل لمَ لَم ينظَّم مهرجان وهران حتى الآن؟! والأمر عينه مع مهرجان عنابة المتوسطي، الذي أحدث طفرة منذ انطلاقته، لكنه ما لبث أن أفل نجمه؛ لذلك قد تكون كورونا حجة واهية، لا سببا مقنعا في عدم تنظيم هذه التظاهرات.
وتكتفي خارطة المهرجانات السينمائية في الجزائر، بمهرجان دولي للسينما أيام الفيلم الملتزم، ومهرجان للفيلم العربي، ومهرجان للسينما المتوسطية، وآخر متعلق بالمرأة، مقره سعيدة (وطني)، وهي، في الواقع، أبعاد غير كافية. والجدير بالتفكير في إقامة مهرجانات في السينما أو المسرح بأبعاد إفريقية وعالمية، خاصة في الظروف السياسية الراهنة. والأكثر من ذلك دعم الأداء الدبلوماسي. وتحاول بعض الجمعيات تنظيم أيام سينمائية على نطاقها الضيّق، لكن حدث شيء جميل العام الماضي في باتنة، لما تم خلق مهرجان إمدغاسن الدولي للسينما، ونُظمت دورته التأسيسية في مارس 2021، ويستعد لتنظيم دورة جديدة مرتقبة في مارس 2022. وتعمل هذه التظاهرة على أن تجد لها مكانة وسط المهرجانات الجزائرية والإقليمية، كما فعل مهرجان كان السينمائي المنبثق عن جمعية فنية في فرنسا.