خلال احتفالها باليوم العالمي للغة العربية
الأمم المتحدة تعترف أنها ركن من التنوع الثقافي للبشرية
- 355
احتفلت منظمة الأمم المتحدة، باليوم العالمي للغة العربية، الذي يوافق الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، مؤكدة أن اللغة العربية تبقى ركنا من أركان التنوع الثقافي للبشرية. وذكرت الهيئة الأممية، في بيان نشرته على موقعها باللغة العربية، أن اللغة العربية، ركن من أركان التنوع الثقافي للبشرية، وهي إحدى اللغات الأكثر انتشارا واستخداما في العالم، إذ يتكلمها يوميا ما يزيد عن 400 مليون نسمة من سكان المعمورة. وأضافت أن موضوع اليوم العالمي للغة العربية لهذا العام، هو "اللغة العربية والتواصل الحضاري"، ويعتبر نداء للتأكيد، على الدور الهام الذي تؤديه اللغة العربية في مد جسور الوصال بين الناس على صهوة الثقافة والعلم والأدب وغيرها من المجالات الكثيرة جدا.
واعتبر البيان، أن هذا الشعار يهدف إلى إبراز الدور التاريخي الذي تضطلع به اللغة العربية كأداة لاستحداث المعارف وتناقلها، فضلا عن كونها وسيلة للارتقاء بالحوار وإرساء أسس السلام. وكانت اللغة العربية على مر القرون الركيزة المشتركة وحلقة الوصل التي تجسد ثراء الوجود الإنساني وتتيح الانتفاع بعديد الموارد. ويكتسي موضوع عام 2021 أهمية بالغة في كنف المجتمعات التي تتعاظم فيها العولمة والرقمنة والتعددية اللغوية، إذ يسلم بالطبيعة المتغيرة للعالم والحاجة الماسة لتعزيز الحوار بين الأمم والشعوب. وأشارت المنظمة في بيانها إلى أن متحدثي اللغة العربية يتوزعون بين المنطقة العربية وعديد المناطق الأخرى المجاورة كـ"تركيا وتشاد ومالي والسنغال وإرتيريا"، حيث أن للعربية أهمية قصوى لدى المسلمين، فهي لغة مقدسة لأنها لغة القرآن الكريم، ولا تتم الصلاة وعبادات أخرى في الإسلام إلا بإتقان بعضا من كلماتها. كما أن العربية هي كذلك لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في المنطقة العربية، حيث كتب بها كثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى.
وختم البيان، أن اللغة العربية تتيح الدخول إلى عالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره، ومنها تنوع الأصول والمشارب والمعتقدات، كما أنها أبدعت بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية، ومختلف خطوطها وفنونها النثرية والشعرية، آيات جمالية رائعة تأسر القلوب وتخلب الألباب في ميادين متنوعة تضم على سبيل المثال لا الحصر الهندسة والشعر والفلسفة والغناء، لافتا إلى أن اللغة العربية سادت لقرون طويلة من تاريخها بوصفها لغة السياسة والعلم والأدب، فأثرت تأثيرا مباشرا أو غير مباشر في كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، مثل التركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والأندونيسية والألبانية وبعض اللغات الإفريقية الأخرى مثل الهاوسا والسواحيلية، وبعض اللغات الأوروبية وخاصة المتوسطية منها كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية.
ونشرت الأمم المتحدة عدة مقاطع فيديو، عبر صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أكدت فيها الدور الهام الذي تؤديه اللغة العربية في مد جسور الوصال بين الناس على صهوة الثقافة والعلم والأدب وغيرها من المجالات الكثيرة. وفي إطار دعم وتعزيز تعدد اللغات وتعدد الثقافات في الأمم المتحدة، اعتمدت إدارة الأمم المتحدة للتواصل العالمي قرارا عشية الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم بالاحتفال بكل لغة من اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة. وبناء عليه، تقرر الاحتفال باللغة العربية في 18 ديسمبر كونه اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة 3190(د-28) المؤرخ 18 ديسمبر 1973 المعني بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة. علما أن الغرض من هذا اليوم هو إذكاء الوعي بتاريخ اللغة وثقافتها وتطورها من خلال إعداد برنامج أنشطة وفعاليات خاصة، وفقا للأمم المتحدة.