المؤتمر 18 لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي العرب
تطوير السياسات البحثية وتبادل الخبرات

- 1827

انطلقت، أمس، بالجزائر أشغال المؤتمر 18 للوزراء المسؤولين عن التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي، المنظم تحت عنوان "التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي في أفق 2030: الرؤية والتوجهات"، بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو". وعكف الخبراء المشاركون غي هذا المؤتمر يومي 26 و27 ديسمبر الجاري، على مناقشة عدة مواضيع تتعلق بالتعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي في أفق 2030. كما ناقشوا عدة مواضيع، أهمها، "نظام التعليم العالي والبحث العلمي في: الوضع الراهن والأفق المستقبلية"، "وضع مؤشرات قياس أداء إقليمية لاستخدامات الذكاء الاصطناعي" و"الخطة التنفيذية للإطار العام للبحث العلمي العربي في المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية"، إلى جانب "استخدام تكنولوجيا البلوك تشين في التعليم".
ويعد هذا المؤتمر أداة لدراسة ومناقشة الجوانب الأساسية والمشتركة على مستوى منظومات التعليم العالي بالدول العربية، وسانحة لتكوين رؤى وتصورات مستقبلية للارتقاء بالعملية التربوية وتحقيق الجودة الشاملة فيه، إلى جانب تحديثها المنظومة بما يواكب مختلف المستجدات المتعلقة بمجال التدريس الجامعي على المستوين العربي والعالمي. كما يشكل المؤتمر مناسبة لتبادل الخبرات على المستوى العربي في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي وتطوير سياسات الدول العربية وتعزيز هياكلها والارتقاء بأطرها البشرية ومناهجها التعليمية وبرامجها البحثية.
ي. ن
بن زيان يستعرض واقع القطاع وخطته الاستشرافية.. الجزائر تقترح إنشاء شبكة للأكاديميات العربية للعلوم والتكنولوجيا
❊ ضرورة دعم التنسيق العربي لمواجهة التحديات التي تواجه التعليم العالي
❊ اقتراح وضع آليات للتنافس العلمي والبحثي بين المؤسسات الجامعية العربية
أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد الباقي بن زيان، أمس، على ضرورة التنسيق والتشاور بين الوزراء والمسؤولين عن التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي، لمجابهة التحديات التي تفرضها التحولات العالمية في مجال التعليم العالي والبحث العلمي. وقال بن زيان في افتتاح المؤتمر 18 للوزراء المسؤولين عن التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي أن "العالم العربي يواجه تحديات مشتركة في المجالات ذات الصلة بالتربية والثقافة والعلوم، ما يملي على القائمين على القطاعات المعنية ضرورة التنسيق والتشاور من أجل مجابهة تلك التحديات خاصة منها التي تفرضها التحوّلات العالمية والإقليمية المتسارعة".
وأوضح أنه، "بالرغم من التحديات المستجدة التي فرضتها الوضعية الوبائية جراء تفشي وباء كوفيد-19 على المستوى العالمي للسنة الثالثة على التوالي، يبقى التعليم والتكوين والبحث والابتكار الميكانيزمات الرئيسية المفضلة التي يمكن أن تستند إليها الجهود العربية من أجل التصدي للتحديات التي فرضتها جائحة كوفيد-19". وأضاف الوزير بأن "هذه التحديات لم يكن العالم في أتم الاستعداد لمجابهتها، خاصة في مجالات التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني، والتعليم التناوبي والتعليم المدمج وما يرتبط بها من مقاربات بيداغوجية جديدة، وأنماط تعلم حديثة وأساليب تقييم مستحدثة"، مشيرا بالمناسبة إلى اقتراح الجزائر المتضمن "وضع آليات تعاون ذات طابع إجرائي وعملياتي وفقا لبروتوكول عربي موحد، وذلك عن طريق إنشاء شبكة للأكاديميات العربية للعلوم والتكنولوجيا"، إلى جانب "تفعيل دور هيئات التعاون العربية الموجودة حاليا، بما يضمن الاستفادة المشتركة، على غرار اتحاد الجامعات العربية واتحاد مجالس البحث العلمي العربية".
في نفس السياق، أبرز الوزير مقترحات الجزائر المتعلقة بتعزيز التبادل الطلابي العربي والرفع من عدد المنح وإقامة فرق بحث عربية مشتركة، معربا عن أمله في "انخراط الدول العربية في المسعى الرامي إلى مجابهة التحديات التي تفرضها تكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة". كما أشار إلى مساعي الجزائر الهادفة إلى "استحداث فضاء لتبادل الامتياز والممارسات الحسنة بين مختلف البلدان العربية، من خلال التفكير في إطلاق ندوة عربية للجامعات المرموقة، المصنفة في مراتب عليا دوليا، بما يمكن من البحث في سبل تثمين أداء المؤسسات الأكاديمية القائمة". في ذات المنحى، أشار الوزير إلى المقترح المتعلق بوضع آليات للتنافس العلمي والبحثي بين المؤسسات الجامعية العربية، عبر تصنيفات ومعايير مشتركة، مستعرضا بالمناسبة واقع التعليم العالي والبحث العلمي في الجزائر وكذا الخطة الاستشرافية للقطاع الرامية إلى النهوض به وجعل الجامعة الجزائرية قاطرة حقيقية للتنمية الاقتصادية.
المدير العام لمنظمة "ألسكو": الطاقة الاستيعابية للجامعات العربية تحتاج إلى تقييم
أكد، محمد ولد أعمر، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألسكو"، أن التطوّر غير المسبوق في الطاقة الاستيعابية بالمؤسسات الجامعية بالدول العربية بات "يحتاج إلى نظرة تقييمية". وقال بمناسبة افتتاح المؤتمر 18 لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي العرب إن "التعليم العالي بالدول العربية وما يصاحبه من اكتظاظ في عديد المؤسسات الجامعية والتغير المسجل في جودة العملية التعليمية، يحتاج إلى نظرة تقييمية وخاصة في ظل تداعيات جائحة "كوفيد-19" على تكافؤ الفرص في البلد الواحد". وأضاف، "إن كان تزايد الطلب الاجتماعي على التعليم العالي، ظاهرة محمودة فإن ذلك يستدعي دعمها ومرافقتها، مع الالتزام بمعايير الجودة حتى تكون النتائج مستجيبة لمتطلبات سوق العمل عربيا ودوليا". وأكد "أن "ألسكو" حرصت على عقد هذا المؤتمر في هذا الظرف الاستثنائي بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالجزائر، إيمانا منها بضرورة الحرص على التنسيق والتشاور مع الوزراء في المسائل الحيوية المتعلقة بالتعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي".
واعتبر أن "عقد المؤتمر مناسبة متجددة للتباحث في سبل تقييم مسيرة التعليم العالي وتحديد خطوات العمل المستقبلية على ضوء التجارب السابقة والمعطيات الراهنة ليتسنى لنا استشراف المستقبل". وقال إن عقد المؤتمر جاء بهدف "التعرف على مدى تطوّر المنظومات التعليمية والبحثية العربية في ضوء الغايات المرسومة في إطار تحقيق الهدف الرابع الخاص بالتعليم المعتمد من قبل منظمة "اليونسكو" سنة 2015، والذي مثل محورا رئيسا ضمن أهداف التنمية المستدامة 2030". وأضاف أن منظمة "ألسكو" "تتابع باهتمام كبير جهود الدول العربية لتحقيق الهدف الرابع منها الخاص بالتعليم، الذي أصبح قاسما مشتركا لجل السياسات والبرامجِ التعليمية في كافة المستويات ومنها التعليم العالي والبحث العلمي، والذي تشير مؤشراته في الوطن العربي إلى ارتفاع نسب الالتحاق بالجامعات وتنوع مسالك التكوين، وتنامي برامج البحث والتجديد وتوسع الإنفاق". وقال إن "مقتضيات المنافسة الدولية في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، تتطلب مواصلة العمل على تحسين مؤشرات الجودة، تأطيرا وتدريسا وبحثا".
وقال إنه لمواكبة هذه التحولات، تغتنم "ألسكو" هذه المناسبة لإطلاق مشروع يقوم على استخدام تكنولوجيا "البلوك شين" في التعليم في الوطن العربي من خلال تصميم نظام عربي موحد لتوثيق الشهادات الجامعية العربية في شكل منصة معلوماتية". ويهدف المشروع إلى "حل إشكالية تزوير الشهادات العلمية وبناء الثقة بين الجامعات وأرباب العمل وتيسير تنقل الطلاب بين الجامعات داخل الوطن العربي وخارجه، فيما تحرص "ألسكو" من جانب آخر على التعاون والتنسيق مع جامعة الدول العربية واتحاد الجامعات العربية، على وضع مشروع التصنيف العربي للجامعات بهدف بلورة رؤية عربية مشتركة حول مؤشرات التقييم". كما توجّه السيد ولد أعمر في كلمته "بالشكر إلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وللجزائر على رعاية هذا المؤتمر واحتضان أعماله والمساندة الحثيثة للعمل العربي المشترك".